تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال المسجل: ولم يظهر ما يدل على حدود المسعى كما جرى سؤال أغوات الحرم المكي الشريف عن تاريخ وحدود دارهم التي أضيفت إلى ما هناك، وذكروا أن دارهم في أيديهم من نحو ثمانمائة سنة، وليست لها صكوك، ولا وثائق، هكذا.

وحيث أن الحال ما ذكر بعاليه، ونظراً إلى أنه في أوقات الزحمة عندما ينصرف بعض الجهال من أهل البوادي ونحوهم [ ... ] ()، الصفا قاصد المروة يلتوي كثيراً حتى يسقط في الشارع العام، فيخرج من حد الطول من ناحية باب الصفا، والعرض معاً، ويخالف المقصود من البينية (بين الصفا والمروة) وحيث أن الأصل في السعي عدم وجود بناء، وأن البناء حادث قديماً وحديثاً وأن مكان السعي تعبدي، وإن الالتواء اليسير لا يضر لأن التحديد المذكور بعاليه للعرض تقريبي بخلاف الالتواء الكثير، كما تقدمت الإشارة إليه في كلامهم، فإننا نقرر ما يلي:

لا بأس ببقاء العلم الأخضر موضوع البحث الذي بين دار الشيبي ومحل الأغوات الموالين لأنه أثري، والظاهر أن لوضعه معنى ولمسامتته ومطابقته الميلين بباطن الوادي، بين الصفا والمروة على ألا يتجاوز الساعي حين يسعى من الصفا أو يأتي إليه إلى ما كان بين الميل والمسجد مما يلي الشارع العام، وذلك للاحتياط والتقريب.

إننا نرى عرض ما ذكرناه بعاليه على أنظار صاحب السماحة المفتي الأكبر الشيخ محمد بن إبراهيم حفظه الله تعالى.

هذا ما نقرره متفقاً عليه بعد بذلنا الوسع سائلين من الله تعالى السداد والتوفيق.

الهيئة ()

وفي الرابع من شهر ربيع الأول من عام 1375هـ بدأ العمل في هدم المباني الواقعة في مسار الطريق الجديد الذي تقرر فتحه خلف الصفا، كما أزيلت المنشئات السكنية والتجارية التي كانت قائمة في الجهة المقابلة للمسجد شرق المسعى، أو الواقعة في مسار مجرى السيل الجديد، حيث واصلت المعدات أعمالها في حفر مجرى السيل المغطى بعرض خمسة أمتار، وارتفاع يتراوح ما بين أربعة وستة أمتار في المنطقة الواقعة من بداية دار المسعى الشرقي، ويستمر في منطقة المسعى مما يلي باب الصفا، وباب عليَّ بمسافة (70 متراً).

وفي 22/ 7/1375هـ صدر الأمر الملكي رقم 15/ 1/2925 باعتماد الخرائط والتصاميم الجديدة الخاصة بمشروع توسعة المسجد الحرام.

وقد شمل ذلك كل المباني القائمة شرق المسجد الحرام، وحول منطقة الصفا وعلى طول الجهة الجنوبية الشرقية من المسجد، وتمت إزالة الأنقاض، وحفر الأرض لإنشاء طبقة من الأقبية بارتفاع ثلاثة أمتار ونص المتر تحت أرض المناطق المحيطة بالمسجد، وما أن انتهت أعمال تشييد الأقبية حتى بدئ في بناء الدور الأرضي من المسعى وإدخاله داخل المسجد الحرام، كما تم أيضاً الانتهاء من بناء مجرى السيل الذي بني بكامله بالخرسانة المسلحة بشكل سميك، وقد تم الانتهاء من بنائه عام 1377هـ، وفي الوقت نفسه تواصلت أعمال البناء في المسعى (1).

وأقيم فوق منطقة الصفا سقف شكله مستدير مقبب، وفي نهاية المسعى عند قبة الصفا أقيمت منارة عالية جديدة ارتفاعها حوالي (92 متراً)، وبذلك انقطع مرور السيارات والأفراد الذين كانوا يرتادون المتاجر التي كانت في المسعى، وأصبح المعتمرون والحجاج لأول مرة يؤدون نسكهم بين الصفا والمروة وهم في اطمئنان وخشوع تام وبدون أي إزعاج. كما أخذ المصلون يؤدون صلاتهم في المسعى مع جماعة المسجد مما ساعد على تخفيف الزحام الذي يشتد عند إقامة الصلاة في المواسم (2).

كما تم إقامة ممر دائري فوق منطقة الصفا على مستوى الطابق الأول للمسجد والمسعى، بحيث تتصل أروقة الدور الأرضي من الجانب الجنوبي للمسجد بالدور الأرضي من المسعى، وتكون منطقة الصفا حلقة وصل بين الجانبين وعلى مستوى واحد (1).

وفي عام 1376هـ حدث تصدع في عِقدٍ عند المروة، وخشية من سقوطه على الساعين أصدر سمو ولي العهد الأمير فيصل بن عبد العزيز- رحمه الله - أمراً برقياً ملكياً برقم (10455) وتاريخ 17/ 9/1376هـ ونصه: ((بحث موضوع عقد المروة الذي ظهر به تصدع، يقتضي اجتماع كل من والدي الشيخ عبد الله بن دهيش، والشيخ عبد الملك بن إبراهيم، والسيد علوي مالكي، لمشاهدة التصدع الحاصل واتخاذ قرار بذلك لإجراء اللازم على أساسه)) (2).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير