تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولم يكن في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - درج على الصفا ولا على المروة، وقد بقي على هذه الحال إلى زمن أبي جعفر المنصور الخليفة العباسي - رحمه الله - المتوفى سنة 158هـ ففي عهده بني عليهما الدرج.

روى الأزرقي في تاريخه عن جده أحمد بن محمد أنه قال: (كان الصفا والمروة يسند فيهما من سعى بينهما، ولم يكن فيهما بناء ولا درج، حتى كان عبد الصمد ابن علي في خلافة أبي جعفر المنصور، فبنى درجهما التي هي اليوم درجهما، فكان أول من أحدث بناءها).

وقد أزيل هذا الدرج في التوسعة السعودية الجديدة، وأصبح موضع الدرج منحدراً مبلطاً متصلاً ببقية المسعى؛ ليكون أيسر على الطائفين بهما.

جبل الصفا

* جبل الصفا وما أدراك ما جبل الصفا .. لقد جرى على نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - عنده من الابتلاء والأذى، ثم النصر والتأييد ما جرى.

أما النصر والعاقبة الحسنى؛ فقد ظهر ذلك في حجة الوداع، بعد أن هزم الله المشركين وفتحت مكة، وكان الاعتراف لله بهذه النعمة وهذا النصر والتأييد هناك؛ قال جابر - رضي الله عنه - في وصف حجة الوداع: ثم خرج رسول - صلى الله عليه وسلم - يعني بعد الطواف من باب الصفا إلى الصفا، فلما دنى من الصفا قرأ (إنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ) (أبدأ بما بدأ الله به) فبدأ بالصفا فرقي عليه، حتى رأى البيت فاستقبل القبلة، فوحَّد الله وكبره ثلاثاً وحمده، وقال: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده لا شريك له أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده)، ثم دعا - صلى الله عليه وسلم - بين ذلك، وقال مثل ذلك ثلاث مرات.

بهذه الكلمات أقرَّ نبينا - صلى الله عليه وسلم - واعترف لله سبحانه وتعالى بهذه النعمة، وهو على الصفا وحوله ألوف الموحدين يقتدون به، ويذبون عنه وهو في رفعة ونصر وعز، أقر بأن ذلك النصر من الله وحده.

نعم .. قبل سنوات من ذلك جرى للنبي - صلى الله عليه وسلم - على هذا الجبل نفسه، ما آلمه وأحزنه؛ يقول ابن عباس - رضي الله عنهما -: (لما نزلت هذه الآية (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أتى الصفا فصعد عليه، ثم نادى: (يا صباحاه)، قال: فاجتمع الناس إليه، فبين رجل يجئ وبين رجل يبعث رسوله فقال - صلى الله عليه وسلم -: (يا بني عبد المطلب، يا بني قُصيّ، يا بني عبد مناف، يا بني، يا بني: أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلاً بسفح الجبل تريد أن تغير عليكم أصدقتموني)، قالوا: نعم، فقال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد)، فقال أبو لهب: تباً لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا؟!، قال فنزلت الآية (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ).

وكان من تعنُّت قريش ما رواه ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: (قالت قريش للنبي - صلى الله عليه وسلم -: ادع الله أن يجعل لنا الصفا ذهباً! فإن أصبح ذهباً اتبعناك!).

* وأما المروة فقد كان لنبينا - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه عليها موقف؛ قال جابر - رضي الله عنه -: (حتى إذا كان آخر طوافه على المروة فقال - صلى الله عليه وسلم -: (يأيها الناس: لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي، ولجعلتها عمرة، فمن كان منكم ليس معه هدي، فليحل وليجعلها عمرة). فقام سُراقة بن مالك بن جعشم - وهو في أسفل المروة - فقال: يا رسول الله، أرأيت متعتنا هذه، ألعامنا هذا، أم لأبد الأبد؟! قال: فشبك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصابعه واحدة في الأخرى، وقال: (دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة، لا بل لأبد أبد، لا بل لأبد أبد). ثم سأله سراقة هناك عند المروة، والناس مجتمعون في هذا الموقف العظيم، قال يا رسول الله: بيِّن لنا ديننا كأن خلقنا الآن فيم العمل؟ أفيما جفت به الأقلام، وجرت به المقادير، أو فيما نستقبل؟ فقال (#65018;: زلا بل في ما جفت به الأقلام، وجرت به المقادير). قال سراقة: ففيم العمل إذن؟!، قال - صلى الله عليه وسلم -: (اعملوا فكل ميسر لما خلق له).

الدعاء على الصفا والمروة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير