تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

* إن الصفا والمروة من مواضع الدعاء، فأكثروا الدعاء على الصفا وعلى المروة، وألحوا واجتهدوا كما فعل نبيكم محمد - صلى الله عليه وسلم - قال جابر - رضي الله عنه -: (فبدأ - صلى الله عليه وسلم - بالصفا فرقي عليه حتى رأى البيت، فاستقبل القبلة فوحَّد الله وكبره، قال: ثم دعا - صلى الله عليه وسلم - بين ذلك).

وروى الفاكهي عن إبراهيم قال: (كانوا يقومون على الصفا والمروة قدر ما يقرأ الرجل عشرين أو خمساً وعشرين آية من سورة البقرة).

وقال صالح ابن مسعود: (رأيت محمد بن الحنيفة على الصفا، رافعاً يديه حتى خرج إبطاه، وهو يدعو). وصحح العلامة الألباني عن ابن مسعود وابن عمر - رضي الله عنهما - أنهما كانا يدعوان في السعي يقولان: (رب اغفر وارحم إنك أنت الأعز الأكرم).

* ويسن قراءة الآية عند الدنو من الصفا، أي: قبل أن يرقى الصفا كان - صلى الله عليه وسلم - بعد الطواف إذا دنا من الصفا، أي: قرب منها لا إذا صعدها، يفعل ما رواه جابر قال: (إن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما طاف وصلى خلف المقام، ثم أتى الحجر، فاستلمه ثم خرج إلى الصفا وقال: (أبدأ بما بدأ الله به) فبدأ بالصفا وقرأ (إن الصفا والمروة من شعائر الله).

وهذه الآية لا تقرأ في غير هذا الموضع، أي أنها تقرأ مرة واحدة فقط في هذا الموضع الذي فعله النبي - صلى الله عليه وسلم -.

* ومن سنته - عليه الصلاة والسلام -: الإسراع في بطن الوادي بين العلمين الأخضرين؛ لما سعى النبي - صلى الله عليه وسلم - بين الصفا والمروة أسرع في بطن الوادي، قال جابر: (ثم نزل النبي - صلى الله عليه وسلم - يعني من الصفا ماشياً إلى المروة، حتى إذا انصبت قداماه في بطن الوادي سعى، حتى إذا صعدتا - يعني قدماه - الشق الاخر مشى، حتى أتى المروة، تقول أم ولد شيبة: (إنها أبصرت النبي - صلى الله عليه وسلم - يسعى بين الصفا والمروة وهو يقول: (لا يقطع الأبطح إلا شدا) رواه الفاكهي وغيره

وكان في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وادياً أبطح فيه دقاق الحصى؛ قال ابن عمر - رضي الله عنهما -: (إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يسعى في بطن المسيل إذا طاف بين الصفا والمروة). خرجه الفاكهي.

وعن عباس - رضي الله عنهما -: (أنه رآهم يسعون بين الصفا والمروة؛ ليري المشركين قوته).

* ولا بأس بالمشي والركوب إن شق عليه السعى، قال كثير بن جمهان: (رأيت ابن عمر - رضي الله عنهما - يمشي في المسعى بين الصفا والمروة، فقلت يا أبا عبد الرحمن: أتمشي بين الصفا والمروة؟!، فقال: (إن سعيتُ فقد رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يسعى، وإن أمشي فقد رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يمشي، وأنا شيخ كبير). رواه الفاكهي.

وعند مسلم من حديث جابر أنه - صلى الله عليه وسلم - طاف بين الصفا والمروة على بعير؛ ليراه الناس وليشرف وليسألوه، فإن الناس غشوه، فهو - صلى الله عليه وسلم - طاف أولاً ماشياً، فلما كثر الناس عليه ركب، كما صرح به ابن عباس عند مسلم.

مواقف للنبي - صلى الله عليه وسلم - في المسعى الشريف

* في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - في قصة فتح مكة أنه قال: أقبل رسول - صلى الله عليه وسلم - حتى أقبل إلى الحجر فاستلمه وطاف بالبيت، وأتى إلى صنم إلى جنب البيت كانوا يعبدونه، وفي يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قوسٌ وهو آخذ بسيتها (أي: ما عطف من طرفها)، فلما أتى على الصنم جعل يطعن في عينه ويقول: (جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إن الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً)، فلما فرغ من طوافه أتى الصفا فعلا عليه حتى نظر إلى البيت فرفع يديه وجعل - صلى الله عليه وسلم - يحمد الله ويدعو بما شاء أن يدعو.

* وعلى الصفا كان موعد اجتماع الرسول - صلى الله عليه وسلم - بأصحابه يوم فتح مكة، ففي المسند عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه ذكر فتح مكة ودخوله - صلى الله عليه وسلم - إليها ذلك اليوم، قال: فقال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (يا أبا هريرة) قلت: لبيك يا رسول الله - قال عليه الصلاة والسلام -: (اهتف لي بالأنصار ولا يأتيني إلا أنصاري)، قال فهتفت بهم، فجاؤا فأطافوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال - عليه الصلاة والسلام -: (أترون إلى أوباش قريش وأتباعهم، ثم قال بيديه - إحداهما على الأخرى - احصدوهم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير