تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

- الشيخ عبدالله الشثري: توسعة المسعى الحالية اقتضتها الحاجة والضرورة والنبي صلى الله عليه وسلم قد سعى بين الصفا والمروة وهذا ثابت من فعله في احاديث صحيحة.

ولم يثبت بدليل انه صلى الله عليه وسلم حدد لأصحابه عرض المسعى حتى لا يتجاوزوه وإنما ضبط ذلك وعرف بجبلي الصفا والمروة، وأما تحديد المسعى الحالي بحاجزين لا يدل على التحديد القطعي لعرض المسعى؛ لأن ذلك المقدار من العرض هو الذي يتسع للناس فيما مضى من زمن ولم تدع الحاجة الى زيادة في التوسعة آنداك ولكن لما زاد العدد وتحقق الضرر اقتضى الحال وضع دور علوي وأصبح وضع المسعى الحالي بدوريه يضيق بالناس، فدعت الحاجة واقتضت الضرورة الى توسعة المسعى من جهة العرض، ومن المعلوم ان الجبل ممتد داخل الأرض اكثر مما هو على سطحها ويتحمل ذلك، كما هو مقرر عند علماء طبقات الأرض، كما قال الله تعالى عن الأرض: "وجعل لها رواسي" اي داخل الأرض تثبتها لئلا تميل.

فتبين بهذا ان توسعة المسعى من جهة العرض داخلة في محيط حدود التحديد للجبلين الذين سعى بينهما النبي صلى الله عليه وسلم وأمر بالسعي بينهما، وسبب اللجوء الى هذه التوسعة في المسعى كما اسلفت كثرة الزحام فيه من الحجاج والمعتمرين مما ادى الى التدافع وحصول الضرر والشريعة جاءت برفع الضرر تحقيقاً للمصلحة، ودفعاً لهذا الضرر الحاصل وتيسيراً على الناس ورفعاً للحرج وجه خادم الحرمين الشريفين بهذه التوسعة، وقد جاءت شريعة الإسلام باليسر والتيسير في كل احكامها وشرائعها، والله تعالى يقول: "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر".

@ "الرياض": ما ردكم على من يتحفظ على مشروع توسعة المسعى ويبني على ذلك احكاماً ورؤى لاعتبارات ومبررات مختلفة كالقول ان التوسعة ستخرج عن الحدود الشرعية للمسعى او ان زيادة عرض الصفا والمروة مخالف للسنة وما الى ذلك؟

الحق أحق أن يتبع

الشيخ عبدالله المنيع: الصحيح انه يجب احترام من هو أهل للاختلاف مع غيره وفي مسائل الاجتهاد، ولا شك ان حرية الاجتهاد ممن هم أهل للاجتهاد قد أعطت الفقه الإسلامي سعة ورفع حرج وثروة فقهية اقتضاها التأهيل العلمي للاستنباط والغوص في مقاصد الشريعة وتحقيق المصالح من ادراكها ونحن نحترم اخواننا المعارضين ونؤكد على أنفسنا، ان معارضتهم مبنية على استبراء دين وعرض وذمة فجزاهم الله خيراً عل حرصهم وتقاهم، والحمد لله ان الله من علينا بدين من مسالكه الاجتهاد وان المجتهد إذا كان أهلاً للاجتهاد فاجتهد وأصاب الحق فله أجران أجر الاجتهاد وأجر الإصابة، وان اخطأ فله أجر الاجتهاد وخطؤه مغفورة وفي نفس الأمر يجب على كل طالب علم الا يتعصب لرأيه فإذا ظهر له خطأه فالحق أحق ان يتبع وقد كنت أحد المعترضين على التوسعة وحينما ظهر لي ان الاعتراض مبني على ان التوسعة خارجة عن البينية بين الصفا والمروة ولما تبين لي ان الزيادة لا تخرج عن ان تكون بين الصفا والمروة رجعت عن المعارضة وظهر لي بوضوح وجلاء ان السعي في التوسعة سعي بين الصفا والمروة والحمد لله على ظهور الحق وبيانه والله الهادي إلى سواء السبيل.

الشيخ عبدالمحسن العبيكان: تضمن جوابي على السؤال الثاني الرد على من يقول هذا القول.

رؤية المخالف خاصة

الشيخ عبدالله الشثري: من يتحفظ على توسعة المسعى لم يستند في قوله على دليل واضح من فعل الرسول أو فعل الصحابة وينبغي ان ينظر في ذلك إلى ناحية تاريخية زمانية وهي: حاجة الناس إلى ذلك، ومكانية وهي: ان الجبل ممتد أصله داخل الأرض وقد شهد بامتداد الجبل أكثر مما هو عليه الآن شهود قد سجلت شهادتهم في المحكمة وإذا لم يكن ثمة دليل معارض من السنة لهذه التوسعة فتبقى رؤية المخالف خاصة حتى ولو كانت ذات مبررات واعتبارات ما لم تنهض بدليل واضح يعول عليه.

@ "الرياض": من المعلوم ان للمشاعر المقدسة (منى ومزدلفة وعرفات) حدوداً شرعية محددة ومعلومة للجميع .. ولكن هل هناك حدود شرعية للمسعى وإذا كان كذلك لماذا لم توضح لإزالة اللبس والشك الذي لا يزال لدى البعض خصوصاً في مسألة عرض المسعى؟

400متر

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير