ـ[ابن وهب]ــــــــ[28 - 05 - 08, 04:09 م]ـ
أخي الكريم المراكشي
- وفقه الله
انظر المشاركة رقم 154
فالرجاء من الإخوة عدم التكرار
بارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[حارث همام]ــــــــ[29 - 05 - 08, 06:58 م]ـ
بحث الدكتور صالح سندي جيد وقد أجاب فيه على كثير من إشكالات المجيزين بما فيه كفاية وبيان فأرجو أن يتأمل ملياً.
وهو قبل التعقيبين الأخيرين.
وكذلك هناك بحث متين للشيخ الشريف محمد الصمداني راجعه الشيخ الشريف علوي السقاف رأيته مع بعض المشايخ، أجاب فيه على جل إشكالات المجوزين بما فيه مقنع.
ولعل الناظر في أقوال المجيزين لا يجد دليلاً غير شهادة معارضة بغير معارض أرجح منها كما أشار الشيخ صالح في بحثه أعلاه، بل بعضهم لا يعتبرها شهادات أصلاً وممن ناقشها الشيخ الشريف الصمداني في بحثه حُسن المسعى في الرد على القول المحدث في عرض المسعى وذكر أحد عشر معارضاً لها.
وأما ما قرره المعلمي قديما وتبعه عليه بعضهم اليوم من أن الواجب استيفاء المسافة من الصفا إلى المروة فمدفوع بالإجماع المنقول نقله غير واحد وقد عني بذلك الشيخ الصمداني في بحثه وكذا أشار إليه غيره كما في بحث الشيخ صالح، ولعل المعلمي ومن تبعه لم يقف على نقولهم مع أن لهم على لزوم التزام عرض الجبلين أدلة أخرى ذكرها غير واحد ممن بحث المسألة.
وأما كلمة الأزرقي التي يرددها كثير ممن يرى جواز التوسعة والتي يقول فيها: "وكان المسعى في موضع المسجد الحرام اليوم".
فقد عني بها الشريف الصمداني في بحثه وأجاب فيها بجواب محتمل، ورأيت بعض المشايخ المانعين قد أجابوا عنها بأجوبة أخرى، منها:
1 - الدفع بالصدر لحال الأزرقي وتفرده بإسنادها، وتفرد مثله بمثل هذا إن حمل على ما فهموا لا يحتمل ولذا نقل استغراب بعض أهل العلم لحاصل ما نقله هذا ...
2 - ليس فيها دليل على جواز التوسعة من الجهة الشرقية محل الخلاف وإنما غايتها امتداد الصفا من الناحية الغربية التي تلي الكعبة.
3 - مقصود الأزرقي ليس ما فهموا، بل مقصوده بالمسعى محل اشتداد السعي وقد كانت معالمه قديماً محددة بالوادي القادم من الأبطح المار بين الصفا والمروة النافذ خلف المسجد من الجنوب قبل توسعة المهدي الذي علم موضعه في المسعى بالأعلام بعد ذلك، وهذا هو الوادي المذكور في حديث جابر: حتى إذا انصبت قدماه في بطن الوادي سعى حتى إذا صعدتا مشى، وفي رواية حتى إذا خرج أو حتى يخرج، وهو محل السعي أو الرمل، واتجاه هذا الوادي من الشرق إلى الغرب وكان يأتي بالسيل إلى جهة الغرب وحديه شمالاً وجنوباً معلمة بالأعلام الخضر اليوم، وليس المراد بالوادي الوادي الممتد من الصفا إلى المروة شمالاً وجنوباً كما فهم المجيزون، فلما وسع المهدي المسجد أصبح موضع الوادي ومجراه القديم موضع المسجد اليوم يعني بعد توسعة المهدي، وقد نقل ذلك الموضع القديم الذي تحدث عنه الأزرقي جنوباً وحفر لمحل السيل جنوباً لألا يدخل المسجد وليتأتى توسيط الكعبة الذي أراده المهدي، فالمهدي كان مبتغاه أن يوسط البيت الذي اتسعت ساحته من الجهة الشمالية (الشامية) وضاقت بسبب الوادي في الجهة الجنوبية (اليمانية) ولو كان الأمر كما يذهب إليه هؤلاء لكان مبتغاه أن يوسع من الجهة الشرقية لا اليمانية ونص الخبر إنما هو في التوسعة من الجهة الجنوبية والتوقف فيها لأجل الوادي، وهذا نصه قال: "ما بنى المهدي المسجد الحرام وزاد الزيادة الأولى، اتسع أعلاه وأسفله وشقه الذي يلي دار الندوة الشامي، وضاق شقه اليماني الذي يلي الوادي والصفا، فكانت الكعبة في شق المسجد، وذلك أن الوادي كان داخلا لاصقا بالمسجد في بطن المسجد اليوم". والوادي المذكور هو ما وصف أنفاً.
ومما يدل على توجه هذا أيضاً أن ذرع المسجد كما ذكروا 404×304 ذراع طولا (شرق غرب) ×عرضاً (شمال جنوب)، وهذا بعد التوسعة، وبعد ما بين الكعبة والصفا على ما ذكروا أيضا نحو مئاتين وبضعة وستين ذراعاً، فأنت ترى بعد المسعى الذي حده الصفا بعد التوسعة وتوسيط الكعبة خارجاً عن مساحة المسجد بعد التوسعة لأنه أكبر من نصفها بنحو 60 ذراعاً، بل هم نصوا على أن ذرع ما بين باب المسجد الذي يخرج منه إلى الصفا إلى وسط الصفا نحو مائة ذراع، فدل خروجهم من الباب على الصفا أن الصفا إنما يبدأ بعد ذلك الباب الذي كان بعد التوسعة فتعين أن يكون محل السعي خارجاً عن المسجد بدلالة موضع الصفا وبعده عن المسجد والكعبة.
ولعل هذا الرسم الكروكي يوضح المراد بعبارة الأزرقي.
هذا وإنما أشرت إلى ما سمعته في عبارة الأزرقي لأنها كلمة أشكلت على كثير وكثير من بحوث المانعين لم تتعرض لها بما يكفي.
وتبقى المسألة كبيرة قد يترتب عليها تعطيل ركن الإسلام في اعتقاد بعض المانعين فنسأل الله أن يهدي ولاة أمر البلد الحرام لما فيه صلاح شأن أهل الإسلام، وأن يريهم الحق حقاً ويرزقهم اتباعه، والباطل باطلاً ويرزقهم اجتنابه، وأن يمن علينا وعليهم باتساع الأفق وتقدير رأي المخالفين من العلماء الربانيين الراسخين، الذين عنهم يصدر كثير من المسلمين.
¥