تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

المسلمين لأن تجتمع كلمتهم في هذا الباب وغيره، وسأعمل قريباً إن شاء الله على نشر رسالة المعلمي اليماني -رحمه الله- بضميمة تعليقاتي عليها، أسأل الله عز وجل أن يجعل فيها غنية أو بلاغاً من عيش، والله تعالى أعلم وأحكم.

والخلاصة أنه لا حرج في السعي في المسعى الجديد، وأن المسعى الجديد هو في زيادة يشملها المسعى لأن النبي سعى في مكان واحد وهذا المكان لا نعرفه، وهاجر –كما قال ابن عباس في البخاري- سعت في مكان معين فلو كان لا يجزئ هذا السعي إلا فيه، لحجرنا واسعاً، وضيقنا على الناس بما لا طائل تحته، ولا فائدة منه، إذ لا أثر ولا مستند عليه وله.

والعبرة أن يكون السعي بين الصفا والمروة، وقضت سنة سبحانه أن لا يحدد الرواة مكان سير رسول الله، ولا مكان سير هاجر، وألهم نبيّه محمداً أن يسعى ماشياً أحياناً وراكباً أحياناً، ليعلم أمته أن العبرة ليست في تتبع آثار الأقدام، ولا في الخط الذي سارت فيه، بل في سعيه راكباً دليل على عدم اشتراط مس الأقدام للمسعى، وأنه لو وضع عليه ردم فانتفخ، أو قطع الجبل، وأزيل ارتفاعه، وسعي في أصل أرضه لجاز، بل في سعيه راكبا إشارة –والله أعلم- إلى جواز السعي في الأدوار العلوية، فتأمل!

ويستفاد من ذلك أيضاً صحة السعي مع تغير تضاريس الجبلين الصفا والمروة وبوجود الردم والهدم مع مرور الزمن كما حصل في التوسعة السعودية قبل الأخيرة التي وقعت سنة 1375هـ بدأوا يحفرون وينزلون في أرض المسعى حتى وجدوا الأدراج، والذي يقرأ كتب الفقهاء في الحج يجد أنه يجب عليه أن يصعد على الدرج والآن ليس هناك درج، وقبل فترة قصيرة كانت هناك أدراج والأدراج الأولى دفنت ثم بنوا أدراجاً جديدة، ويقول صاحب "التاريخ القويم" -الكردي-: "المسافة التي كانت بين الأدراج التي رأيناها بعد الحفر قرابة المترين" والجبل قمة وقاعدة الجبل أوسع من رأس الجبل، فإذا سعينا على رأس الجبل نسعى في مكان ضيق، فإذا قطعنا رأسه وسعينا في قاعدته اتسع المكان ثم السعي.

فالعبرة بالسعي أن يكون بين جبل الصفا وجبل المروة ويبعد واقعاً وعقلاً أن يكون الجبل ممتداً فقط عشرين متراً، واليوم عرض المسعى بالضبط عشرون متراً، ولو كان كذلك، فيبعد أن يكون الجبلان (الصفا) و (المروة) يقابل بعضهما بعضاً بمسافة واحدة، لا يخرج هذا عن حدِّ هذا في العرض، ولو كانا كذلك لما ترك العلماء التنصيص على ذلك، وقد ذكر غير واحد أن المروة بإزاء الصفا بمعنى أن عرض كل منهما ليس بمتساوٍ تماماً، وهذا يدل دلالة واضحةً أن حال المسعى اليوم من حيث العرض من جراء الحفريات، فاقتطع من الجبلين مسافة تسامت الأخرى، وأن عرض كل منهما ممتد، على ما شهد به مجموعة من الثقات، ممن شاهد، وبعضهم –كأصحاب كتب الرحلات إلى الديار المقدسة- أقر ذلك، وهم جماعة كبيرة تباينت أمصارهم، وتغايرت أعصارهم، ويستحيل تواطؤهم على الكذب، والموقع الذي فيه المسعى الجديد من ضمن المسافة الممتدة من جهة الشرق، يظهر هذا جليّاً لكل من تابع الشهادات والمشاهدات، سواء المرقومة منها أو المسموعة، والحمد لله رب العالمين.


(1) وقد نصوا أيضاً على وجوب الصعود على الدرج في حين أن الآن ليس هناك درج وقبل فترة قصيرة كانت هناك أدراج، والأدراج الأولى قد دفنت ثم بنوا أدراجاً جديدة وقد وجدت الأدراج عند بدء الحفر في التوسعة السعودية قبل الأخيرة والتي كانت في عام 1375هـ، وأفاد الكردي في كتابه: "التاريخ القويم": "المسافة التي كانت بين الأدراج التي رأيناها بعد الحفر قرابة المترين"، يريد أن المسعى ارتفع بأسباب الردم الذي تعاقب عليه، ومن المعلوم أن قاعدة الجبل أعرض من رأسه

ـ[طارق علي محمد]ــــــــ[14 - 07 - 08, 04:37 م]ـ
هذه وقفة تأمل مع الطرق التي نسلكها في التعامل المواضيع التي تطرح في المنتدى وقبل كل وقفة احب ان اقرر مبدأوهو ان هذا الملتقى هو للقراءة اولا ثم المحاورة هذا الملتقى للاستفادة من جهود القائمين عليه والمشاركين فيه وهذا مني من باب الاستقراء لمنهجية المنتدى وليس تقرير مبادئ القائمون على هذا المنتدى هم اولى بتقريرها.اما وقفاتي فمنها هذه الوقفة ولدعمها بمثال واضح جلي وهو موضوع توسعة المسعى الردود على هذا الموضوع بلغت 189 والمشاهدات21,049وانا اقف الان احيي كل من شارك وشاهد غير ان ما اريد قوله هو هذا الزخم من الردود التي تجعل القارئ يمر عليها مرور الكرام وهذا ما أدى الى هذه الكثرة من الردود ولو اقتصر الامر على فتاوى العلماء وهي العمدة في هذا الباب لكان خيرا كبيرا من اجل التوثيق والتوثق فربنا يمر المشاهد على الردود ولا يتوعبها وانما يرى منها ما خالف رأيه فيسطر بحثا كاملا في الموضوع الاساس وبهذا يكون قد خرج عن رسم الرد الذي يربط المشاهد بمقالة المردود عليه وهكذا الى ان يتم الموضوع ولكن عدم قراءة الموضوع كاملا وبتأني ادت الى اقتطاع جمل من الرد السابق وبناء موضوع جديد عليها هو ذاته الموضوع الذي سبق وهذا لا يفيد الراد ولا المشاهد لان القراءة اولا تدعم الرد وتجعل منه ردا يحتوي نقاط الضعف في كلام المردود عليه وهكذا اما ان يأتي كل منا بموضوع من عنده ويجعله بهذا الحجم فهذا في وقفتي هذه يدعوا الي التأمل في اسباب ضخامة هذه الردود.وانت تتصفح هذه الردود ترى اغلبها يكاد ينقطع عن سابقه. هذا ما وقفت عليه الى الان وارجو من الاخوة الكرام ان يتفضلوا بنقدهم دون ادنى حرج.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير