تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[فوائد الصدقة وثمراتها في الدنيا والآخرة]

ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[17 - 06 - 07, 06:12 م]ـ

[فوائد الصدقة وثمراتها في الدنيا والآخرة]

تُستعمل كلمة «الصدقة» ومشتقاتها في نصوص الكتاب والسنة بمعانٍ أربعة وهي كالآتي:

1 ـ تُستعمل بمعنى الصدقات الواجبة المحددة المقدار، وهي التي سميت بزكاة الأموال.

2 ـ تُستعمل بمعنى إنفاق الواجب وهو يفترق عن الزكاة في أن مقدار الإنفاق لا يحدد من الشارع كما هو الحال في الزكاة.

3 ـ تُستعمل بمعنى الإنفاق التطوعي وهو تقديم المعونة المادية غير الواجبة للغير احتساباً.

4 ـ تُستعمل كلمة «الصدقة» أيضاً بمعنى تقديم الخدمات الخيرية بعامة.

وهذه الصدقات لها فوائد عظيمة و مزايا حميدة، و تشتمل على حكم و أسرار بديعة، منها ما يتعلق بثوابها و جزائها عند الله يوم القيامة، و منها ما هو عاجل في الدنيا، و فوائد الصدقات في الدنيا منها ما يعود على المتصدّق نفسه، و منها ما يعود على المتصدَّق عليه، و منها ما يعود على المجتمع، والفوائد التي تعود على المتصدق نفسه في الدنيا كثيرة ومنها ما يلي:

1 ــ الصدقة تدفع البلاء عن المتصدّق وأهل بيته، و تمنع ميتة السوء، و قد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بالتمثيل.

عن الحارث الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله أمر يحي بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بها و يأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها ……» فذكر الحديث الطويل و فيه: «وآمُرُكم بالصدقة، فإن مثل ذلك كمثل رجل أسره العدوُّ، فأوثقوا يده إلى عنقه، و قدّموه ليضربوا عنقه، فقال: أنا أفديه منكم بالقليل والكثير، ففدى نفسه

منهم …» (1).

يقول ابن القيم رحمه الله في تعليقه على الحديث: هذا أيضًا من الكلام الذي برهانه وجوده، و دليله وقوعه، فإن للصدقة تأثيرًا عجيبًا في دفع أنواع البلاء، ولو كانت من فاجر أو ظالم، بل من كافر، فإن الله تعالى يدفع بها عنه أنواعا من البلاء، وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم و عامتهم، وأهل الأرض كلهم مقرّون به لأنهم جرّبوه

وفي تمثيل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بمن قدّم ليضرب عنقه، فافتدى نفسه منهم بماله، كفاية، فإن الصدقة تفدى العبد من عذاب الله تعالى، فإن ذنوبه و خطاياه تقتضي هلاكه، فتجيء الصدقة تفديه من العذاب و تفكه منه. (2)

وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الصدقة تدفع البلاء، وتمنع ميتة السوء، و رُوي ذلك عنه في أحاديث متعدّدة بألفاظ متقاربة.

عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الصدقة لتطفئ غضب الربّ، و تدفع ميتة السوء.» (3). وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطّاها». (4).

عن رافع بن خديج رضي الله عنه قال: قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم: «الصدقة تسُدُّ سبعين بابا من السوء» (5).

عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صنائع المعروف تقي مصارع السوء، و صدقة السّر تطفئ غضب الربّ، و صلة الرحم تزيد في العمر» (6).

2 ــ من فوائد الصدقة و آثارها الحميدة التي يجنيها المتصدّق إذا أحسن القصد و أخلص العمل لوجه الله أنها تزيل الخطايا، و تغسّل صحيفة صاحبها من الأدناس، و تطهّرها من الذنوب، فهي وسيلة من وسائل تطهير النفس و تهذيب الأخلاق.

ومما يدلّ على ذلك أيضا قول الله عز وجل: ((صلى الله عليه وسلم ((صلى الله عليه وسلم (صلى الله عليه وسلم (صلى الله عليه وسلم) (البقرة: 271).

فدلّ الكتاب والسنة المطهّرة على أن الصدقة يُكفّر بها من السيئات، وقد تضافرت النصوص الواردة في السنة النبوية على ذلك ومنها ما يلي:

عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال عمر رضي الله عنه: أيكم يحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الفتنة؟ قال: قلت: أنا أحفظه كما قال، قال: إنك عليه لجريء فكيف قال؟ قلت: «فتنة الرجل في أهله و ولده و جاره تكفّرها الصلاة والصدقة والمعروف» (7).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير