المسألة تتعلق بكثرة طرح الشبهات والأسئلة الني لا فائدة منها، باختصار شديد، من غير إيضاح مسوِّغ السؤال، ثم يظهر غرض السائل وعلمه بعد أن يستجيب الإخوة لسؤاله، وقد يكون غرضه سليماً وقد لا يكون. وأكثر ما يقع ذلك من الأعضاء الجدد الذين نريد أن نتعاون معهم على رفع مستوى هذا الملتقى المبارك.
وعلى كل حال فقد ورد النهي عن كثرة السؤال في القرآن والسنة، ولا سيما هذا النوع من الأسئلة.
والسائل عن صلاة الكسوف لكوكب الزهَرة: إما جاهل، وهذا غير متصوَّر، لأن العامي الأمِّي الجاهل لا يخطر على باله أن يسأل عن صلاة الكسوف لكوكب الزهَرة!!
وإما طالب علم، فهذا ممكن، ولكن ينبغي أن يذكر مسوِّغ السؤال وسبب الإشكال، فيقول مثلاً: قرأت كذا في كتاب كذا، أو قال خطيب الجمعة كذا، فما رأيكم فيه؟
والأخ الكريم كتب السؤال في نصف سطر، ثم كتب الرد والعتاب في عشرين سطراً! ولو نقل بعض الكلام إلى الموضع الأول لما حصل الإشكال عندي!
وإما ذو هوى متجاهل، فلا أدري ما أقول في ذلك!
وقد اتضح الآن أن السائل الكريم طالب علم، يستطيع إفادة الإخوة بطريقة سؤاله لهم قبل أن يستفيد من إجاباتهم. ومن أدب البحث العلمي أن يضع السائل شيئاً من علمه في سؤاله، لتحصل الفائدة العلمية المطلوبة، ويتشجَّع القارئ والسامع لمزيد من البحث وإثراء النقاش.
وعلى كل حال فالقول بأنها نازلة (بالمعنى الفقهي فيما يظهر) لا مسوِّغ له، ومعناه أن المجامع الفقهية كان ينبغي لها أن تجتمع في جلسة طارئة لتقرير مدى الحاجة إلى صلاة الكسوف في مساء يوم الإثنين الماضي! ولا أدري أين موضع خوف الناس عندما تختفي نجمة وراء القمر لمدة نصف ساعة!
وأما قول الأخ عبدالله (وأجاز بعض العلماء الصلاة .. ولكن ليست صلاة كصفة صلاة الخسوف)، فيحتاج إلى إيضاح. ولا أظن أن أحداً من العلماء تطرق إلى الصلاة لقران الكواكب (وهذا هو الوصف العلمي لما وقع مساء الإثنين)، بل الظن بهم أن يحذّورا المسلمين من هذه العقائد الباطلة، كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسألة الكسوف ومسألة الأنواء.
وقد وقعت قرانات عظمى في العصور السابقة، ولم يكن لها أدنى تأثير على حياة الناس، ولكن المشعوذين من أصحاب التنجيم كانوا يخوّفونهم بوقوع الكوارث فيخافون، ومع ذلك لم يُنقل أن أحداً من العلماء أفتى بالصلاة قياساً على الكسوف.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[20 - 06 - 07, 01:49 م]ـ
مكرر
ـ[أبو محمدعبدالعزيز بن محمد]ــــــــ[21 - 06 - 07, 02:01 م]ـ
ما أعرفه أن كوكب الزهرة يكسف (يتوارى خلف القمر) كل 29 سنة ..
ولم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته الصلاة لكسوف الزهرة