ابن أبي زيد القيرواني:" نجاة الخَلَف في اتباع السَّلَف"
ـ[السنافي]ــــــــ[21 - 06 - 07, 12:01 م]ـ
الحمد لله حمداً طيباً مباركاً فيه، كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، ثم الصلاة والسلام على نبيه وعبده محمدٍ، وعلى آله وصحابته، ومن اتبع هداهم واقتفى أثرهم بإحسان. وبعد
فهكذا أئمتنا وعلماؤنا المتقدمون .. ما سُوّدوا إلا بعد أن تعلموا، وما تفقهوا في دينهم إلا بعدما اقتدوا بمن سلفهم من أئمة الهدى .. الموصفين بـ (خير الناس)
فمن تمام الاقتداء المتابعةُ في الأخذ و الترك، و القول والعمل، في الفهم والاعتقاد؛ أي: هي المتابعة في الظاهر والباطن، وكما قيل: إن استطعتَ ألا تحكَّ رأسك إلا بأثر فافعل!
ولما اختلط (التطبّع بعلوم السلف) بأعلام هذه الأمة؛ اختلط فيهم ما بين لحمٍ وعظمٍ وعَصَب .. صفت مشاربهم من الأكدار والأقذار، واستحقوا وعد الله لهم بالنجاة من النار.
أيها الأحبة، فهذا نقلٌ خطير من عالم كبير .. يدعو فيه الخلف إلى اقتفاء دين السلف ..
قال الإمام ابن أبي زيد القيرواني (رحمه الله) في كتابه:
(1/ 4 - 5):
" فالحمد لله الذي منَّ بكفايته، وأنعم بهدايته، و رفق بنا في التكليف في عبادته، وجعل النجاة للمتأخرين في اتباعِ سبيلِ المتقدمين، ولم يوسِّع لمن بعدهم أن يخرج عن إجماعهم، أو يخرج عن اختلافهم، أو يعدلَ عن تأويلهم ومنهاجهم.
وقد اختُلِف في إجماع مَنْ كان بالمدينة مِنْ الصدر الأول، وفي اجتماع الجمهور من كل قرن، والذي ذهبنا إليه أنَّ ذلك لا يسعُ خلافُهُ، كالإجماع الذي لا يُخالف فيه، وإنْ كان هذا مقطوعاً به، ولا يُقطع بالأول؛ وقد أوردنا لذلك ولما يشبهه كتاباً سميناه: ((كتاب الاقتداء)).
و قلنا: إنه ليس لأحدٍ أنْ يُحدث قولاً أو تأويلاً لم يَسبقْه به سلفٌ، و إنه إذا ثبت عن صاحبٍ قولٌ لا يُحفظ عن غيره من الصحابة خلافٌ له ولا وفاق؛ أنَّه لا يسع خلافه.
وقال ذلك مَعَنَا الشَّافعيُّ (1)، وأهل العراق.
فكلُّ قولٍ نقولُهُ، وتأويلٍ من مجملٍ نتأوَّلُهُ؛ فعن سلفٍ سابقٍ قلنا، أو من أصلٍ من الأصول المذكورة استنبطنا.
عصمنا الله وإياكم من الهوى، والعدول عن الطريقة المثلى، وصلى الله على محمدٍ نبيه، وعلى آله وسلم. "اهـ
فانظروا -رعاكم الله- جعله خلاف ذلك من الهوى!
(1) راجع الرسالة للشافعي.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[21 - 06 - 07, 04:43 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل
وجزاكم الله خير الجزاء
ـ[السنافي]ــــــــ[22 - 06 - 07, 01:07 ص]ـ
و إياكم يا شيخنا الكريم.