الإحكام (2
208) وقال المعلمي: ((منكر وجوب العملبالأحاديث مطلقاً تقام عليه الحجة، فإن أصرّ بان كفره. ومنكر وجوب العمل ببعضالأحاديث إن كان له عذر من الأعذار المعروفة بين أهل العلم وما في معناها فمعذور،وإلا فهو عاص لله ورسوله، والعاصي آثم فاسق , وقد يتفق ما يجعله في معنى منكر وجوبالعمل بالأحاديث مطلقاً.
الأنوار الكاشفة (52) ومن حكم بالسنة فهو في الحقيقة إنما يحكم بكتاب الله:روى البخاري ومسلم واللفظ له عن عبد الله بن مسعود قال: لعن الله الواشماتوالمستوشمات والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله فبلغ ذلكامرأة من بني أسد يقال لها أم يعقوب وكانت تقرأ القرآن فأتته فقالت: ما حديث بلغنيعنك أنك لعنت الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله؟ فقال عبد الله: وما لي لا ألعن من لعن رسول الله؟ وهو في كتاب الله، فقالت: لقد قرأت ما بين لوحي المصحف فما وجدته، فقال: لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه، قالالله عز وجل: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} فهذا ابنمسعود رضي الله عنه يقول عن حكمٍ ثبت بالسنة ولم يُنَصَّ عليه في القرآن أنه فيكتاب الله.
وقال السيوطي في كتابه مفتاح الجنة (3): اعلموا رحمكم الله أن من أنكر كون حديث النبي صلى الله عليه وسلم قولا كان أو فعلا بشرطه المعروف في الأصول حجة كفر وخرج عن دائرة الإسلام وحشر مع اليهود والنصارى أو مع من شاء الله من فرق الكفرة .. وأصل هذا الرأي الفاسد أن الزنادقة وطائفة من غلاة الرافضة ذهبوا إلى إنكار الاحتجاج بالسنة والاقتصار على القرآن ... .
ومن حفظ كتاب الله تعالى حفظ سنته قال الشاطبي رحمه الله: هذه الشريعة المباركة معصومة كما أن صاحبها صلى الله عليه وسلم معصوم وكما كانت أمته فيما اجتمعت عليه معصومة.
ويتبين ذلك بوجهين:
أحدهما: الأدلة الدالة على ذلك تصريحا وتلويحا كقوله تعالى {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} وقوله {كتاب أحكمت آياته} وقد قال تعالى {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته} فأخبر أنه يحفظ آياته ويحكمها حتى لا يخالطها غيرها ولا يداخلها التغيير ولا التبديل , والسنة وإن لم تذكر فإنها مبينة له ودائرة حوله فهي منه وإليه ترجع في معانيها فكل واحد من الكتاب والسنة يعضد بعضه بعضا ويشد بعضه بعضا ..
الموافقات (2
91)
وهذا واضح بين لمن طالع علم الحديث ووجد دقة هذا العلم المبارك وكيف أن الجهابذة من علماء هذا العلم الشريف استطاعوا معرفة لا أقول جملة بل لفظة زيدت في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فما بالك بالأحاديث المختلقة والموضوعة.
وهذه الدعوى ليست جديدة فقد ذكر المباركفوري في كتابه تحفة الأحوذي (7
354) عند شرحه لحديث: لا ألفين أحدكم .. الحديث
"وهذا الحديث دليل من دلائل النبوة وعلامة من علاماتها؛فقد وقع ما أخبر به؛ فإن رجلا قد خرج في الفنجاب من إقليم الهند وسمى نفسه بأهل القرآن وشتان بينه وبين أهل القرآن بل هو من أهل الإلحاد , وكان قبل ذلك من الصالحين؛ فأضله الشيطان وأغواه وأبعده عن الصراط المستقيم؛فتفوه بما لا يتكلم به أهل الإسلام فأطال لسانه في رد الأحاديث النبوية بأسرها ردا بليغا , وقال: هذه كلها مكذوبة ومفتريات على الله تعالى , وإنما يجب العمل على القرآن العظيم فقط دون أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وإن كانت صحيحة متواترة ومن عمل على غير القرآن؛فهو داخل تحت قوله تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} وغير ذلك من أقواله الكفرية وتبعه على ذلك كثير من الجهال وجعلوه إماما , وقد أفتى علماء العصر بكفره وإلحاده وخرجوه عن دائرة الإسلام والأمر كما قالوا.
¥