تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تعقيب على موضوع " فائدة نادرة في الدعاء على السلطان "]

ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[10 - 01 - 03, 11:01 م]ـ

الأخوة الكرام في هذا الملتقى وفقهم الله.

هذا تعقيب على موضوع الأخ الحبيب (النقاد) زاده الله من فضله، ورزقني وإياه العلم النافع والعمل الصالح، والذي وسمه ب (فائدة نادرة في " الدعاء على السلطان").

انظره على هذا الرابط:

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=5338&highlight=%DD%C7%C6%CF%C9+%E4%C7%CF%D1%C9

اعتذر في بدء كلامي عن خلو كلامي عن العزو والتوثيق؛ فما سأذكره هو تأمل للمسألة، ومحاولة لإرجاعها لأصولها = أردت طرحه بساحتكم؛ لعلها تجد من النقاد نقدا، ومن جميع الإخوة في المنتدى تسديدا، فأقول:

الذي أفهمه أن الأصل أن المسلم، ولو كان فاسقا = لا يجوز الدعاء عليه؛ وذلك لما فيه الاعتداء إلا في مقام الظلم؛ فحينئذ يجوز لمن ظلمه أن يدعو على الظالم، ويذكر بعض أهل العلم أنه ليس له أن يدعو إلا بمقدار مظلِمته *، والسلطان يدخل في عموم ما ذكرت.

وهذا هو الذي يشير إليه حديث ابن عباس في قول النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ لما أرسله إلى اليمن: (واتق دعوة المظلوم)، فالمسألة حينئذ ترجع إلى أصل عام يستوي فيه السلطان وغيره، وهو أن للمظلوم الدعاء على من ظلم، وإنما خص الذكر بالسلطان؛ لأنه مظنة لوقوعه في الظلم.

يبقى عندي إشكال، وهو:

هل للمظلوم إظهار الدعاء على السلطان، كما يحل له إظهار ما حصل له من الظلم؛ لقول الله تعالى: (لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعاً عَلِيماً) (النساء:148)؟

قال ابن أبي حاتم: هذا محل تردد.!!

يمكن أن يحمل عليه ما جاء عن سعيد بن المسيب لو صح عنه؛ لما في الإسناد من التفرد.

وإن كان ينبغي ألا يختلف في أنه لا يحل له إن يدعو على الإمام بحيث يؤمن غيره؛ لأن الذي يؤمن كالداعي، وهنا يحصل التعدي، حيث يدعو على الظالم من ليس مظلوما؟!.

ثم أحب أن انَبِّه على حتى لو صحت مثل هذه الآثار فلا ينبغي أن يُعارض بها ما هو متقرر عند أهل السنة والجماعة؛ إذ أن هذه تحتمل التأويل أو تكون قضايا أعيان، أو الاجتهاد، ولا أدل على ذلك بما حصل لبعض كبار التابعين من الخروج على السلطان الجائر، كسعيد بن جبير، والحسن البصري، والشعبي وغيرهم من السادات.

والأصل المتقرر أن أهل السنة والجماعة نصحة للمسلمين، ولا شك أن الدعاء للسلطان، أيا كانت حاله = هو من النصح للمسلمين، وهذا هو معنى قول الإمام أحمد **، والفضيل بن عياض لو كانت دعوة مستجابة لجعلتها للسلطان.

قال ابن أبي حاتم: ومن جميل ما يذكر في هذا المقام = أن شيخنا الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله يذكر أنه كان معه بعض المدرسين في الجامعة، فكثر الكلام حول القرضاوي، فقال الشيخ رحمه الله: مثل هؤلاء ينبغي أن يدعى لهم؛ لأنهم إذا اهتدوا هدى الله بهم أمما .. !!

قال ابن أبي حاتم: هذا لعمرو الله النصح للأمة .. !!

أما إذا كان الظلم عاما فلا يجوز إظهار الدعاء مطلقا على المنابر أو الأماكن العامة؛ لأن هذا يخالف ما جاء من الأدلة على الصبر.

أما الدعاء عليه في السر فجائز؛ لمقام الظلم، و إن كان الأولى الدعاءُ له؛ تحقيقا لجانب النصح للأمة.

وإن كانت المسألة تحتاج إلى تحرير، لكن أردت أن أطرح ما عندي على أخوتي، لعلهم يفيدونني، ذلك أن الاختبارات قد اقتربت، ولا أستطيع إطالة النفس في البحث، والتحرير، وحسبي أني أكتب للنقاد وخيرة الأخوة في هذا المنتدى!!!


* وإن كان هذا الكلام يحتاج إلى تحرير، ويحتاج إلى ضبط.
** وإن كان إبطاله عن الإمام أحمد لا داعي للتشدد لإبطاله؛ لأن معناه صحيح، خاصة وأن شيخ الإسلام يعزوه للإمام أحمد.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير