قلت: وهذا تقرير لمذهب المعتزلة الذين ينفون علم الله الكامل بما كان ويكون قال تعالى: {والله خلقكم وما تعملون} و قال تعالى: {لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين} وقال تعالى: {ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكم حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين} وجاء في صحيح مسلم عن عبدالله بن عمرو قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة.
خ-عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما مقسطا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد.
قال عفانة (1
533): ضعيف بل منكر متنا فمتنه يناقض القرآن الكريم الذي يفهم منه أن عيسى عليه السلام رفعه الله إليه ولن يعود أو ينزل إلى الأرض مرة أخرى في آخر الزمان.
قلت: أشار القرآن إلى نزول عيسى عليه السلام و يأتي الحديث عن هذه المسألة.
والأمثلة على دعوى معارضة الأحاديث للقرآن في كتابه المسخ كثيرة جدا
أمثلة على الأحاديث التي ردها عقلا
يقول جواد عفانة (1
4): وفي مجال استخدام العقل في الدين وعدم تعارضه معه يقول ابن تيمية رحمه الله: قول القائل إذا تعارضت الأدلة السمعية والعقلية .. فبعد أن أورد عفانة مقالة الرازي قال: لقد التزمت بهذا القانون أي جعلت العقل للربط لا للاستدلال به وقد رددت بعض الأخبار متنا بناء على ذلك.
قلت:وهذا من العجب أن يستدل بقول شيخ الإسلام في أن العقل لا يتعارض مع النقل ثم يتبع ذلك برد ما عارض عقله من الأحاديث.
من أمثلة ذلك
أ-عن أسماء قالت
:أتيت عائشة وهي تصلي فقلت ما شأن الناس. فأشارت إلى السماء فإذا الناس قيام فقلت: سبحان الله قلت آية؟ فأشارت برأسها أي نعم؛فقمت حتى تجلاني الغشي فجعلت أصب على رأسي الماء فحمد الله عز وجل النبي صلى الله عليه وسلم وأثنى عليه ثم قال: ما من شيء لم أكن أريته إلا رأيته في مقامي حتى الجنة والنار؛ فأوحي إلي أنكم تفتنون في قبوركم - مثل أو - قريب - لا أدري أي ذلك قالت أسماء - من فتنة المسيح الدجال يقال ما علمك بهذا الرجل؟ فأما المؤمن أو الموقن - لا أدري بأيهما قالت أسماء - فيقول هو محمد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى فأجبنا واتبعنا هو محمد ثلاثا فيقال ثم صالحا قد علمنا إن كنت لموقنا به. أما المنافق أو المرتاب - لا أدري أي ذلك قالت أسماء - فيقول لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته.)
قال عفانة (1
33): يتوقف فيه سندا وهو مردود متنا ... ومتن هذا الحديث أوله صحيح أما آخره فيناقض القرآن والعقل صراحة والأغلب أن قول الراوي: فأوحي إلي أنكم تفتنون في قبوركم .... مدرجا أو مكذوبا.
قلت: وهكذا يلقي الأحكام جزافا فيكذب حديث النبي صلى الله عليه وسلم ويتهم الرواة بالكذب , وسيأتي الحديث عن مسألة إنكاره لعذاب القبر.
ب- حديث أبي سعيد الخدري أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شغف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن.
قال عفانة (1
13):يتوقف فيه متنا لربما دخله وهم لأنه دون بعد الفتن فالرسول لا يعلم الغيب ولا يبشر بالشر ناهيك عن وجود سبل أخرى كثيرة للفرار من الفتن وما كل الناس رعاة غنم.
قلت: النبي صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب من حيث علمه الله
قال تعالى: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا * إلا من ارتضى من رسول} قال ابن كثير: هذه - الآية - كقوله تعالى: {ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء} وهكذا قال ههنا إنه يعلم الغيب والشهادة وأنه لا يطلع أحد من خلقه على شيء من علمه إلا مما أطلعه تعالى عليه.
تفسير القرآن العظيم (4
556)
ت- عن أبي هريرة قال
: قلت يا رسول الله إني أسمع منك حديثا كثيرا أنساه؟ قال: أبسط رداءك). فبسطته قال فغرف بيديه ثم قال: ضمه. فضممته فما نسيت شيئا بعده.
قال عفانة (1
42): هذا الخبر يؤرخ بدايات التزييف والتخريف الأولى وهو مردود متنا لأن العلم يحفظ في الصدور لا في الأردية والثياب.
¥