قلت: لم يقل أحد من العلماء أن الحديث يحفظ في الأردية والثياب , وأن الإنسان إذا ضم ثوبه حفظ الشيء ,وإنما أخذوا من ذلك معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم في حق أبي هريرة.
قال العيني: ومما يستفاد منه معجزة النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم حيث رفع من أبي هريرة النسيان الذي هو من لوازم الإنسان حتى قيل إنه مشتق منه وحصول هذا من بسط الرداء وضمه أيضا معجزة حيث جعل الحفظ كالشيء الذي يغرف منه فأخذ غرفة منه ورماها في ردائه ,ومثل بذلك في عالم الحس.
عمدة القاري (2
184)
ث - حديث الخضر مع موسى – الحديث الطويل
قال عنه (1
43):ربما كان من الإسرائيليات وفي القرآن ما يغني عنه.
قلت: وهنا نلمس الهوى وكيف ترد وتكذب الأحاديث بالاحتمالات بربما وكيفما.
ج- عن ابن عباس رضي الله عنهما
: أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد بالنجم وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس.
قال عفانة (1
262): ضعيف متنا شاذ لأنه يناقض القرآن والعقل السليم وسجد معه المسلمون نعم أما المشركون والجن بما فيهم الشياطين فلا ثم ما أدراه أن الجن سجدوا وهو أي الراوي لم يرهم.
قلت: ومثل هذا لا يقال بالرأي وله حكم المرفوع والعقل السليم الذي يدور مع الحق حيثما دار؛فإنه لا يتوقف عن قبول ما جاء في كتاب الله تعالى، وما جاء عن رسول الله، وأما المنطق المنحرف، والعقل الفاسد، فإنه لا يتوقف عن رد الحق وعدم قبوله، ولا عبرة بالعقول الفاسدة ولا بأهلها.
ح- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
: ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له
قال عفانة (1
277): ضعيف بل منكر متنا وأغلب طرقه ضعيفة سندا لأنه يحمل معنى التجسيم ويناقض القرآن الكريم .. ناهيك أن ثلث الليل الآخر يتكرر كل لحظة على مدار اليوم والليلة ...
قلت:يأتي الحديث عن هذه المسألة بالتفصيل.
من أمثلة الأحاديث التي ادعى أنها تتعارض مع أحاديث أخرى
أ- حدثنا عثمان قال حدثنا جرير عن منصور عن مجاهد عن ابن عباس قال
: مر النبي صلى الله عليه وسلم بحائط من حيطان المدينة أو مكة فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يعذبان وما يعذبان في كبير). ثم قال: بلى كان أحدهما لا يستتر من بوله وكان الآخر يمشي بالنميمة). ثم دعا بجريدة فكسرها كسرتين فوضع على كل قبر منهما كسرة فقيل له يا رسول الله لم فعلت هذا؟ قال: لعله أن يخفف عنهما ما لم تيبسا. أو إلى أن ييبسا
قال عفانة (1
64): يتوقف فيه سندا فيه عثمان بن أبي شيبة
أحمد بن حنبل: ما علمت إلا خيرا
أبوحاتم الرازي صدوق. أما متن هذا الخبر فشاذ ومردود لأنه يناقض القرآن الكريم والسنن الثابتة ويناقض أحاديث صحيحة أخرى تنفي عذاب القبر.
قلت: وهذا من العجب ودليل على تبحر جواد عفانة في علم الرجال! فمثل عثمان بن أبي شيبة يتوقف فيه قاتل الله الجهل , ويأتي بيان العجائب عند جواد عفانة في علم الحديث والجرح والتعديل.
ب- حديث أبي سعيد قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس فأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفعه فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان.
قال عفانة (1
131): يتوقف فيه متنا لأنه يناقض أحاديث صحيحة أخرى تقول: لا يقطع الصلاة شيء ..
قلت: أما حديث لا يقطع الصلاة شيء فهو حديث ضعيف حتى على قواعده التي اخترعها فالحديث في سنن أبي داود من طريق مجالد بن سعيد وهو ليس بالقوي , وهذا من أدلة تخبط هذا الدعي.
ت- عن عروة قالت عائشة
: ابن أختي ما ترك النبي صلى الله عليه وسلم السجدتين بعد العصر عندي قط.
قال عفانة (1
149): يتوقف فيه متنا لأنه يتناقض مع أحاديث أخرى أصح منه تنهى عن الصلاة بعد العصر
قلت: ولا تنافي بين الأحاديث والحمد الله لأن النهي عن الصلاة بعد العصر مخصوص باصفرار الشمس؛ أما والشمس بيضاء نقية فتجوز الصلاة ويؤيد ذلك ما رواه أبو داود والنسائي بإسناد حسن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تصلوا بعد الصبح ولا بعد العصر إلا أن تكون الشمس نقية. وفي رواية مرتفعة.
من الأحاديث التي ردها بدعوى عدم ورودها في القرآن
أ- حديث أبي هريرة
¥