ب- عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
: كانت بنو إسرائيل يغتسلون عراة ينظر بعضهم إلى بعض وكان موسى يغتسل وحده فقالوا والله ما يمنع موسى أن يغتسل معنا إلا أنه آدر فذهب مرة يغتسل فوضع ثوبه على حجر ففر الحجر بثوبه فخرج موسى في إثره يقول ثوبي يا حجر حتى نظرت بنو إسرائيل إلى موسى فقالوا والله ما بموسى من بأس وأخذ ثوبه فطفق بالحجر ضربا). فقال أبو هريرة والله إنه لندب بالحجر ستة أو سبعة ضربا بالحجر.
قال عفانة (1
77): وهذا الخبر من الإسرائيليات.
قلت: أشار الله إلى هذا الخبر في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها}
ويرجع في ذلك إلى علماء التفسير لا إلى عقول المخرفين.
ت- أن عائشة وعبد الله بن عباس قالا: لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه فإذا اغتم بها كشفها عن وجهه فقال وهو كذلك (لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد). يحذر ما صنعوا
قال عفانة (1
115): يتوقف فيه لشذوذه متنا فالنبي لم يبعث لعانا بل شاهدا ومبشرا ونذيرا.
قلت: ما أقبح الجهل وهل ما ذكره الله في كتابه من لعنته لليهود والنصارى من التنفير وعدم التبشير قال تعالى: {لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون} وكذلك ما جاء في السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم من لعن آكل الربا وغيرهم من التنفير!
ث- حديث مرض النبي صلى الله عليه وسلم وفيه قول النبي لزوجاته:إنكن لأنتن صواحب يوسف ".
قال عفانة (1
177):يتوقف فيه سندا .. وقد مر الحديث صحيحا دون مقولة إنكن لأنتن صواحب يوسف ". التي ورد معناها في القرآن في معرض الذم.
قلت:قال النووي رحمه الله: أي في التظاهر على ما تردن وكثرة إلحاحكن في طلب ما تردنه وتملن إليه.
شرح النووي لصحيح مسلم (4
140)
فوجه التشبيه ليس في معرض الذم بل بيان أن من عادة النساء الإلحاح في الشيء.
ج-عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مفتاح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله لا يعلم أحد ما يكون في غد ولا يعلم أحد ما يكون في الأرحام ولا تعلم نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت وما يدري أحد متى يجيء المطر.
قال عفانة (1
253): بعد أن توقف فيه لأن فيه سفيان الثوري ثقة حافظ فقيه عابد إلا أنه ربما دلس وقد عنعنه ": وهذا خبر شاذ متنا لأنه يناقض قوله تعالى: {وعنده مفاتح الغيب لايعلمها إلا هو}.
وعلق المخالف (1
256) على قول البخاري في باب التعوذ من عذاب القبر في الكسوف.
: عذاب القبر لم يرد ذكره في القرآن , وقد أثبتته أحاديث صحيحة سندا ونفته أحاديث صحيحة مثلها والإيمان به – بمفهوم تعذيب الأموات – لا يصح ويأثم كل من يعتقد أن الله يعذب الأموات في قبورهم لأن ذلك يعني سوء الظن بالله ..
قلت: سيأتي الحديث عن هذه المسألة.
أما علم الحديث فقد خبط به خبط عشواء وأتى به بالعجب العجاب
ومن أمثلة ذلك:
أ-حديث الحارث بن هشام في كيفية مجيء الوحي
توقف فيه جواد عفانة – وتوقفه يعني ضعف الحديث – قال فيه عبدالله بن يوسف
ابن عدي: صدوق لا بأس به. ابن يونس: ثقة حسن الحديث ...
قلت:ما أدري وجه توقفه فيه والذي يوازي الضعف عنده مع أنه نقل توثيق ابن يونس له , وقال عنه ابن حجر ثقة ثبت وقال الخليلي ثقة متفق عليه
وعلى شاكلة هذا السند توقف في كثير من الأحاديث تعد بالآلاف التي يقال في رجالها صدوق أو صدوق له أوهام أو صدوق ربما أخطأ أو لابأس به أو إذا قيل عن الراوي حسن الحديث ...
والذي يدل من جواد عفانة على تبحر شديد في هذا العلم فاق به علماء الحديث السابقين واللاحقين!
إذا كان هذا فيمن قيل فيه الصدق فما ظنكم بالرواة الذين تكلم في حفظهم أو عدالتهم , أو قيل فيه رمي بالإرجاء أو القدر ..
ومن تتبعي لحكمه على الأحاديث يكفي عنده أن يتكلم في الرواي بأي جرح أن يتوقف في حديثه أويرده بالضعف أو النكارة إلى غير ذلك من التخليط.
وللرد عليه:
¥