تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

نقول: ذكر العلماء أن الرواة الذين تكلم فيهم في صحيح البخاري هم من الرواة الذين سبر البخاري حديثهم ونقحها وانتقى منها ومثال ذلك إسماعيل بن أبي أويس.

قال ابن حجر: وروينا في مناقب البخاري بسند صحيح أن إسماعيل أخرج له أصوله وأذن له أن ينتقي منها , وأن يعلم له على ما يحدث به ليحدث به ويعرض عما سواه وهو مشعر بأن ما أخرجه البخاري عنه هو من صحيح حديثه لأنه كتب من أصوله وعلى هذا لا يحتج بشيء من حديثه غير ما في الصحيح.

هدي الساري (410)

وقال ابن حجر في النكت (1

288):إن الذين انفرد بهم البخاري ممن تكلم فيهم أكثرهم من شيوخه الذين لقيهم وعرف أحوالهم واطلع على أحاديثهم فميز جيدها من رديها ..

وقال: أكثر هؤلاء الرجال الذين تكلم فيهم من المتقدمين يخرج البخاري حديثهم غالبا في الاستشهادات والمتابعات والتعليقات ..

ومن أمثلة تخبطه أيضا:

أ- قال البخاري حدثني محمد بن يوسف قال حدثنا أبو مسهر قال حدثني محمد بن حرب حدثني الزبيدي عن الزهري عن محمود بن الربيع قال

عقلت من النبي صلى الله عليه وسلم مجة مجها في وجهي وأنا ابن خمس سنين من دلو.

قال جواد (1

30): يتوقف فيه سندا فيه محمد بن يوسف

لم يعرفه أحد سوى البخاري وقال الخلال: ثقة متفق عليه وفيه محمد بن حرب

أحمد بن حنبل: ليس به بأس أبو حاتم الرازي: صالح الحديث.

قلت: محمد بن يوسف روى عنه غير البخاري عبدالله بن واصل وحريث بن عبدالرحمن وأحمد بن سيار وعدة وقد وثقه الخليلي وغيره وقال: ثقة متفق عليه.

فهل مثله يقال فيه لم يعرفه إلا البخاري!

وهل في مثل هذا السند يتوقف فيه أصغر طلبة العلم في هذا الفن , رحم الله عبدا ستر نفسه.

ب- مثال آخر على تبحره في علم الحديث

توقفه في كل حديث عنعن فيه قتادة بن دعامة السدوسي مع اعترافه أنه ثقة ثبت ربما دلس.

مع أن عنعنة قتادة لا تضر وخصوصا من رواية شعبة عنه فقد قال شعبة: كفيتكم تدليس ثلاثة الأعمش وأبي إسحاق وقتادة.

ت- لا ينظر المخالف في متابعات الحديث وشواهده ,ومن أمثلة ذلك:

أ- حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه.

قال جواد (1

18): يتوقف فيه سندا فيه محمد بن فضيل

أحمد بن حنبل: حسن الحديث أبو زرعة الرازي: صدوق. النسائي: ليس به بأس وفي تقريب التهذيب: صدوق عارف رمي بالتشيع.

قلت: لو سلمنا جدلا أن محمد بن فضيل متوقف فيه فأين متابعات الحديث الكثيرة في الصحاح والسنن والمعاجم.

ب-ومثال آخر ما ذكره البخاري في صحيحه في باب حسن إسلام المرء

قال مالك أخبرني زيد بن أسلم أن عطاء بن يسار أخبره أن أبا سعيد الخدري أخبره أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

: إذا أسلم العبد فحسن إسلامه يكفر الله عنه كل سيئة كان زلفها وكان بعد ذلك القصاص الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف والسيئة بمثلها إلا أن يتجاوز الله عنها

قال جواد عفانة (1

19): ضعيف معلق – لا يؤخذ منه حكم وفي القرآن ما يغني عنه.

قلت: قال ابن حجر:لم يسنده المؤلف وقد وصله أبو ذر الهروي في روايته ولم يسق لفظه ووصله النسائي في السنن والحسن بن سفيان في مسنده والإسماعيلي عنه والدارقطني في غرائب مالك وسمويه في فوائده وغيرهم وقد سقته من طريق عشرة أنفس عن مالك.

الفتح (1

20)

ومثال آخر أيضا حديث ابن عباس قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بحائط من حيطان المدينة أو مكة فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما فقال النبي صلى الله عليه وسلم (يعذبان وما يعذبان في كبير). ثم قال (بلى كان أحدهما لا يستتر من بوله وكان الآخر يمشي بالنميمة). ثم دعا بجريدة فكسرها كسرتين فوضع على كل قبر منهما كسرة فقيل له يا رسول الله لم فعلت هذا؟ قال (لعله أن يخفف عنهما ما لم تيبسا. أو إلى أن ييبسا.

قال عفانة (1

64): يتوقف فيه سندا فيه عثمان بن أبي شيبة

أحمد بن حنبل: ما علمت إلا خيرا أبوحاتم الرازي صدوق ...

قلت: فلو سلمنا له التوقف في عثمان وهو إمام من الإئمة فقد فاته

المتابعين له على الأقل عند البخاري.

ث- تعرضه لبعض الرواة و الأئمة كالزهري محمد بن شهاب وطعنه في أمانته وعدالته وأنه كان يتقاضى أموالا من الأمويين مقابل وضعه الأحاديث.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير