قال ابن خزيمة في كتابه التوحيد (1
52): فذكر الوجه مضموما في هذا الموضع وذكر الرب بخفض الباء بإضافة الوجه ولو كان قوله {ذو الجلال والإكرام} مردودا إلى ذكر الرب في هذا الموضوع لكانت القراءة ذي الجلال والإكرام.
وأما قوله:ويبطل قول المعتزلة ومقدمو العقل على النقل الذين أنكروا أن الله تعالى يسمع ويرى على اعتبار أن من يسمع لا بد له من وسيلة سمع ومن يرى لا بد له من وسيلة نظر.
فهذا من المضحك في رده على من قدم العقل على النقل وكأنه ليس من هؤلاء.
4 - أنكر المعترض ص (35) أن الله تكفل بحفظ السنة
قال: رحم الله الشاطبي وغفر لنا وله فاستدلاله هذا استدلال عقلي فاسد , وقوله " وحفظ المبين يستلزم حفظ البيان" لا يصح لأن المبين هنا هو القرآن والقرآن قطعي الثبوت كله حق أما البيان – وجله أخبار آحاد فظني الثبوت وقد اختلط فيه الحق والباطل.
قلت: بل الفاسد من عارض بعقله حديث النبي صلى الله عليه وسلم , ومعاذ الله أن يختلط الحق والباطل في حديث النبي صلى الله عليه وسلم
فقد قرر العلماء المحققون من قوله تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} أن الله تكفل بحفظ السنة فقد عقد ابن حزم فصلا طويلا في كتابه القيم الإحكام (1
109 - 122) في تقرير ذلك وساق فيه أدلة قوية وبراهين مفحمة للتدليل على أن السنة من الذكر وأنها محفوظة كالقرآن.
وقد نقل كلام ابن حزم هذا وغيره الإمام ابن القيم في كتابه مختصر الصواعق (487) وأقره واستحسنه ثم قال: وهذا الذي قاله أبو محمد – يعني ابن حزم – حق. وممن ذهب إلى ذلك أيضا الإمام عبد الله بن المبارك فقد سئل عن هذه الأحاديث الموضوعة؟ فقال: تعيش لها الجهابذة {إنا نحن نزانا الذكر وإنا له لحافظون} وقد نقل كذلك مثله عن الإمام عبدالرحمن بن مهدي , ومنهم العلامة محمد بن إبراهيم الوزير فقد قال: بعدما ذكر الآية السابقة: وهذا يقتضي أن شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزال محفوظة وسنته لا تزال محروسة.
انظر الحديث حجة بنفسه (21)
وعن عبد الرحمن بن مهدي أنه قال: لو أن رجلا هم أن يكذب في الحديث لأسقطه الله أي أظهر سقوط روايته , وروينا عن عبد الرحمن بن مهدي أنه قيل له هذه الأحاديث المصنوعة قال: يعيش لها الجهابذة {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} فجعل الأحاديث النبوية داخلة تحت لفظ الذكر وأيده المصنف بقوله.
قال الصنعاني:قد احتج بعض أهل الحديث النبوي بأن الحديث النبوي داخل فيما ضمن عز وجل يحفظه من الذكر الدال عليه {وإنا له لحافظون} وفي شرح شرح النخبة لعلي قاري أراد أن من جملة حفظ لفظ القرآن حفظ معناه ومن جملة معانيه الأحاديث النبوية الدالة على توضيح معانيه كما قال تعالى {لتبين للناس مانزل إليهم} ففي الحقيقة تكفل الله تعالى بحفظ الكتاب والسنة ..
توضيح الأفكار (2
80)
5 - قرر مذهب الخوارج فبوب ص (37) ليس صحيحا قولهم " لن يخلد في النار مسلم "
فعنده أن هناك كبائر يخلد أصحابها في النار وهي سبعة كبائر بالعدد (السبع الموبقات) ورد النص عليها في القرآن الكريم وحصرها حديث اجتنبوا السبع الموبقات ...
ثم قال: وهذه الكبائر السبعة – وهي أكبر الكبائر – لا تنفع معها شفاعة ولا يكفرها شيء إلا التوبة قبل غرغرة الموت , ومنها ما لا توبة لفاعلها أصلا (حتى يؤمن) كالمشرك بالله والساحر وقاتل المؤمن متعمدا ...
قلت: نجيبه بأسلوبه وقواعده التي اخترعها.
أ - أولا حديث السبع الموبقات حديث آحاد ومداره على راو واحد وهو أبو هريرة.
ب - راوي الحديث عن أبي هريرة وهو أبو الغيث قال أحمد: لا أعلم أحدا روى عنه إلا ثور وأحاديثه متقاربة , ومثل هذا على قواعدك يتوقف فيه.
ت - بعض الآيات التي استدل بها لا دليل فيها على الخلود لعدم ورود نص الخلود فيها كالساحر.
ث - وهذا الذي ذكرناه من باب الإلزام وإلا؛ فإن عقيدة أهل السنة والجماعة في مرتكب الكبيرة أنه مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته ومعصيته ومن تاب تاب الله عليه حتى من الشرك قال تعالى: {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما}
¥