قال ابن كثير: والذي عليه الجمهور من سلف الأمة وخلفها أن القاتل له توبة فيما بينه وبين الله عز وجل؛فإن تاب وأناب وخشع وخضع وعمل عملا صالحا بدل الله سيئاته حسنات وعوض المقتول من ظلامته وأرضاه عن ظلامته.
تفسير القرآن العظيم (1
710)
وقال النووي: وأما رأى الخوارج فهو ما قدمناه مرات أنهم يرون أن أصحاب الكبائر يخلدون في النار ولا يخرج منها من دخلها.
شرح النووي لصحيح مسلم (3
50)
ج - قرر ص (41) ليس صحيحا قولهم " إن مفاتح الغيب خمسة فقط "
ثم قال: وإذا علمنا أن مفتاح الدار غير الدار ومفتاح الغيب غير الغيب وإذا علمنا أن معرفة ما في الأرحام ليست من الغيب الذي استأثر الله بعلمه وكذلك إنزال الغيث ...
قلت: لم يفهم العلماء من الحديث الحصر كما فهمه جواد عفانة بل فهموا العكس من ذلك قال العلامة أبو محمد بن أبي جمرة:استعار للغيب مفاتيح اقتداء بما نطق به الكتاب العزيز وعنده مفاتح الغيب وليقرب الأمر على السامع لأن أمور الغيب لا يحصيها إلا عالمها وأقرب الأشياء إلى الاطلاع على ما غاب الأبواب والمفاتيح أيسر الأشياء لفتح الباب؛ فإذا كان أيسر الأشياء لا يعرف موضعها؛ فما فوقها أحرى أن لا يعرف.
قال: والمراد بنفي العلم عن الغيب الحقيقي؛ فإن لبعض الغيوب أسبابا قد يستدل بها عليها لكن ليس ذلك حقيقيا قال: فلما كان جميع ما في الوجود محصورا في علمه شبهه المصطفى بالمخازن واستعار لبابها المفتاح , وهو كما قال تعالى: {وان من شيء إلا عندنا خزائنه}.
فتح الباري (13
365)
ثم قوله:إن معرفة ما في الأرحام ليست من الغيب الذي استأثر الله بعلمه
فهذا من جهله بالواقع؛ فإن المعرفة المزعومة التي يدعيها لا يعرفها الأطباء إلا بعد تكوين الجنين وظهور ذكوريته أو أنوثيته وللجنين أحوال أخرى لا يعلمونها فلا يعلمون متى ينزل وإذا نزل هل يبقى حيا ..
6 - قرر ص (51): ليس صحيحا قولهم: على المسلم السكوت على الحاكم الظالم "
قال: وهنا لا بد أن نرجع إلى السنة للوقوف على حكم هذه المسألة فماذا نجد فيها؟ قال رسول الله: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ".
ويفهم من هذا الحديث وجوب تغيير المنكر من أي جهة صدر .. أما تغيير منكر السلطان ومنعه من الظلم فيحتاج إلى قوة وتجميع القوة المادية لقمع أو ردع ذلك الحاكم واجب على كل مسلم أوجبه القرآن ...
قلت: وهنا أيضا يقرر مذهب الخوارج ويعرض عن عشرات الأحاديث التي جاء فيها الصبر على جور السلاطين وظلمهم.
قال ابن عبد البر: وإلى منازعة الظالم الجائر ذهبت طوائف من المعتزلة وعامة الخوارج.
وأما أهل الحق وهم أهل السنة فقالوا هذا هو الاختيار أن يكون الإمام فاضلا عدلا محسنا؛ فإن لم يكن فالصبر على طاعة الجائرين من الأئمة أولى من الخروج عليه لأن في منازعته والخروج عليه استبدال الأمن بالخوف.
ولأن ذلك يحمل على إهراق الدماء, وشن الغارات والفساد في الأرض.
وذلك أعظم من الصبر على جوره وفسقه والأصول تشهد والعقل والدين أن أعظم المكروهين أولاهما بالترك , وكل إمام يقيم الجمعة والعيد , ويجاهد العدو , ويقيم الحدود على أهل العداء , وينصف الناس من مظالمهم بعضهم لبعض , وتسكن له الدهماء, وتأمن به السبل فواجب طاعته في كل ما يأمر به من الصلاح أو من المباح.
التمهيد (23
279)
وقال الإمام الطحاوي في بيان عقيدة أهل السنة والجماعة: ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا وإن جاروا , ولا ندعو عليهم , ولا ننزع يدا من طاعتهم , ونرى طاعتهم من طاعة الله عز وجل فريضة ما لم يأمروا بمعصية , وندعو لهم بالصلاح والمعافاة.
شرح الطحاوية (381)
وقال البربهاري في شرح السنة: ولا يحل قتال السلطان , ولا الخروج عليه وإن جار , وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر الغفاري: اصبر وإن كان عبدا حبشيا , وقوله للأنصار: اصبروا حتى تلقوني على الحوض. وليس من السنة قتال السلطان؛ فإن فيه فساد الدنيا والدين.
شرح السنة (29)
¥