وقال أيضا: وإذا رأيت الرجل يدعو على السلطان فاعلم أنه صاحب هوى , وإذا سمعت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح؛فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله يقول الفضيل بن عياض: لو كان لي دعوة مستجابة ما جعلتها إلا في السلطان قيل له: يا أبا علي فسر لنا هذا؟ قال: إذا جعلتها في نفسي لم تعدني , وإذا جعلتها في السلطان صلح فصلح بصلاحه العباد والبلاد , فأمرنا أن ندعو لهم بالصلاح ولم نؤمر أن ندعو عليهم , وإن جاروا وظلموا لأن جورهم وظلمهم على أنفسهم وصلاحهم لأنفسهم وللمسلمين.
شرح السنة (51)
7 - قرر ص (53) ليس صحيحا قولهم إن الله عصم الأمة من الضلالة بإطلاق.
فهو يقرر أن الله عصم فقط أمة الصحابة أما من بعدهم فلا دليل على عصمة الأمة من الضلالة , وضعف حديث ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله لا يجمع أمتي أو قال أمة محمد على ضلالة ..
قلت: أما الحديث فله طرق كثيرة كما ذكر ابن حجر رحمه الله في التلخيص (3
141) وشيخنا الألباني رحمه الله في الصحيحة (1331) يرتقي بمجموعها إلى الحسن
قال ابن حجر: ويمكن الاستدلال له بحديث معاوية مرفوعا:لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله أخرجه الشيخان .. ووجه الاستدلال منه أن بوجود هذه الطائفة القائمة بالحق إلى يوم القيامة لا يحصل الاجتماع على الضلالة.
وقال ابن أبي شيبة نا أبو أسامة عن الأعمش عن المسيب بن رافع عن يسير بن عمرو قال: شيعنا أبا مسعود حين خرج فنزل في طريق القادسية فدخل بستانا فقضى حاجته ثم توضأ ومسح على جوربيه ثم خرج وإن لحيته ليقطر منها الماء فقلنا له: اعهد إلينا؛ فإن الناس قد وقعوا في الفتن ولا ندري هل نلقاك أم لا؟ قال: اتقوا الله واصبروا حتى يستريح بر أو يستراح من فاجر وعليكم بالجماعة؛ فإن الله لا يجمع أمة محمد على ضلالة.إسناده صحيح ومثله لا يقال من قبل الرأي.
وله طريق أخرى عنده عن يزيد بن هارون عن التيمي عن نعيم بن أبي هند أن أبا مسعود خرج من الكوفة فقال: عليكم بالجماعة؛ فإن الله لم يكن ليجمع أمة محمد على ضلال. التلخيص الحبير (1
141)
8 - ضعف حديث النبي صلى الله عليه وسلم:حدثوا عن بني إسرائل ولا حرج
من حديث أبي كبشة السلولي عن عبد الله بن عمرو
قال ص (61): هذا حديث تلاعب فيه الراوي ودس فيه ما ليس فيه ويكفي لرده أن مداره على راو واحد أبي كبشة عن عبد الله بن عمرو ...
وقال عن حديث أبي هريرة: رأينا كيف استغل اسم أبي هريرة وكذب عليه .. فجاءت الروايات (الطرق الثلاث لخبر أبي هريرة رضي الله عنه) مدارها على راو واحد هو محمد بن عمرو وهو من يقول فيه ابن حبان يخطيء وسوف نقبل أن ذلك كان منه خطأ ..
قلت: وهذا من جرأته على تضعيف حديث النبي صلى الله عليه وسلم واتهام الرواة بالكذب والتلاعب.
فالقاعدة المخترعة التي يستند إليها في رد حديث النبي صلى الله عليه وسلم وهي إذا تفرد بالحديث راو فالحديث ضعيف هي من تخريفاته وجهالاته التي لا تنتهي.
أ - أما محمد بن عمرو بن علقمة فهو حسن الحديث وقد وثقه النسائي وقال أبو حاتم صالح الحديث يكتب حديثه.
ب - ثم تجرأ مرة أخرى فزعم أن هذا الحديث مركب من ثلاثة أحاديث مجتمعة هو: بلغوا غني ولو آية, وحدثوا عني ولا حرج , ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. ثم قال: فهذا نص مترابط لغة ومعنى وهو صحيح متنا (مع تحفظي على كلمة متعمدا) وقد مر معنا حديث مسلم الصحيح: لا تكتبوا عني ومن كتب عني غير القرآن فليمحه وحدثوا عني ولا حرج ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.ثم قال: صحيح أن همام قال عنه محمد بن سعد ثقة ربما غلط إلا أن متن حديث مسلم هذا لا شذوذ فيه ولا غلط ولو كان فيه شيء من ذلك لرددناه سندا ومتنا.
قلت: وهذا من تلاعبه وتخبطه فمثل هذا الحديث على قاعدته يتوقف فيه , وهذا دليل أنه يصحح ما وافق هواه ثم ندينه أن هذا الحديث الذي رواه مسلم من حديث أبي سعيد جاءت فيه الزيادة التي من أجلها لف ودار (حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج) وهي عند أحمد في مسنده (3
46) وأبو يعلى (2
416) وإسنادها صحيح!
9 - قرر ص (65) أن الجن لا يتلبس الإنس
قال:لم يرد في القرآن ولا في السنة أن الجني يدخل جسم الإنسان ..
¥