وقال أيضا: وللحقيقة أقول يستحيل عقلا ولم يصح شرعا تلبس الجني للإنسي ..
قلت: وهو بذلك يقرر مذهب أسلافه العقلانيين من الجهمية والمعتزلة
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجني في بدن المصروع وغيره ومن أنكر ذلك وادعى أن الشرع يكذب ذلك فقد كذب على الشرع وليس فى الأدلة الشرعية ما ينفى ذلك.
مجموع الفتاوى (24
277)
وقال ابن حزم رحمه الله: وأما الصرع؛ فإن الله عز وجل قال كالذي يتخبطه الشيطان من المس فذكر عز وجل تأثير الشيطان في المصروع؛ فإنما هو بالمماسة فلا يجوز لأحد أن يزيد على ذلك شيئا ومن زاد على هذا شيئا فقد قال ما لا علم له به وهذا حرام لا يحل قال عز وجل {ولا تقف ما ليس لك به علم} وهذه الأمور لا يمكن أن يعرف البتة إلا بخبر صحيح عنه صلى الله عليه وسلم ولا خبر عنه عليه السلام بغير ما ذكرنا وبالله تعالى التوفيق؛ فصح أن الشيطان يمس الإنسان الذي يسلطه الله عليه مسا.
الفصل في الملل (5
10)
ومن الأدلة على ذلك
1 - قوله عليه الصلاة والسلام: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم.
أخرجه البخاري (3281) ومسلم (2175)
2 - حديث عثمان بن أبي العاص قال: لما استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف جعل يعرض لي شيء في صلاتي حتى ما أدري ما أصلي. فلما رأيت ذلك رحلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال
: ابن أبي العاص؟ قلت: نعم يا رسول الله قال: ماجاء بك؟) قلت:يا رسول الله عرض لي شيء في صلواتي حتى ما أدري ما أصلي. قال (ذاك الشيطان. ادنه) فدنوت منه. فجلست على صدور قدمي. قال فضرب صدري بيده وتفل في فمي وقال: اخرج. عدو الله) ففعل ذلك ثلاث مرات. ثم قال: الحق بعملك
قال فقال عثمان: فلعمري ما أحسبه خالطني بعد.
ابن ماجة في سننه (3548) وإسناده صحيح
والأحاديث في ذلك كثيرة ينظر كتاب برهان الشرع في إثبات المس والصرح للشيخ علي الحلبي
10 - قرر أن ما نسخ من القرآن رفع (لفظا وحكما) في زمن الوحي
قال ص (73) أما مقولة نسخ الحكم وبقاء التلاوة (لفظ الآية) ونسخ التلاوة (اللفظ) وبقاء الحكم فلم تصح بل لا واقع لها.
وقد ألف المخالف كتابا في ذلك يأتي الحديث عنه.
11 - إعماله العقل في رد أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم والتكلم في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم بالتشهي والهوى
كما في ص (75) فرد حديث صياح الديكة لأن في سنده عبد الرحمن بن هرمز يرويه عن أبي هريرة والأغلب أنه سمعه من كعب الأحبار ..
وقال ص (80) أما مارواه البخاري في صحيحه وهو قوله " العطاس من الرحمن والتثاؤب من الشيطان " فيظهر فيه الاستهزاء بعقول المسلمين ودينهم بشكل جلي إن دل على شيء؛ فإنما يدل على مدى ما أصاب الأمة .. ثم رده بعقله الخرف.
قلت: وهكذا يلقي الأحكام جزافا ويكذب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عامله الله بما يستحق.
12 - خبر الآحاد وشروط قبوله في العقيدة
فقرر ص (86): أن خبر الآحاد سواء كان في الأحكام أو العقائد إذا لم يوجد له أصل في القرآن فلا يقبل أبدا بل يرد متنا دون أدنى تردد.
أما في مجال العقائد فقسم أحاديث الآحاد في ذلك إلى:
أ - ما هو من أصول العقيدة وهذا النوع لا يقبل لأن في القرآن ما يغني عنه
ب - ما يشكل عقيدة جديدة إلى جانب العقيدة الأصيلة وهذا النوع يرد متنا دون تردد.
ولا يصح الاستدلال بخبر الآحاد حتى يصح فيه ثلاثة عناصر هي:
ب - السند ويشترط في السند عدم تفرد راو واحد به وأن لا يكون في السند معارض سياسي ولا مرجئ .. وأن لا يكون في السند من اشتهر بالدخول على الخلفاء الأمويين أو العباسيين ..
ب- المتن ويشترط في المتن موافقته للقرآن وأن لا يكون منشأ لحكم لا أصل له في القرآن الكريم وأن لا يطرأ عليه الاحتمال أو لا يأتي بما تشمئز منه النفس أو يناقض الكرامة والعفة ..
ت – الفهم .. ويشترط الفهم اللغوي السليم وإلى موسوعية في العلم ولا بد من عرضه على القرآن ..
قلت: تقدم الحديث عن خبر الآحاد , وأما قواعدة المخترعة لقبول الحديث عنده والتي تفرد فيها فهي تدل على نقص إما في دينه وأمانته أو عقله أو مجموعها.
13 - وبناء على تقعيده السابق حكم على
6 - المهدي المنتظر بالخرافة كما في ص (105)
¥