وقد رواه ابن حبان في صحيحه والحاكم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي: {وإنه لعلم للساعة} قال: (نزول عيسى بن مريم قبل يوم القيامة) صححه الحاكم والذهبي. وقد روي عن أبي هريرة ومجاهد والحسن وقتادة وأبي العالية وأبي مالك وعكرمة والضحاك نحو قول ابن عباس رضي الله عنهما
انظر "إقامة البرهان" للتويجري رحمه الله
وأما تكلمه في رده للأحاديث الصحيحة في ذلك فقد قدمنا شيئا من تخليطه وتخريفه.
9 - خرافة عذاب القبر وضمته والسؤال فيه ص (129)
قال ص (74) من كتاب "حوار حول أحاديث الفتن وأشراط الساعة "
-: ثم ما فائدة الاعتقاد بعذاب القبر الذي جاءت فيه أخبار تثبته وأخبار تنفيه وعندي إن عدم الإيمان به فوائد وإيجابيات كثيرة أذكر منها:
- توجيه ذهن المسلم إلى عذاب جهنم بدلا من عذاب موهوم في القبر ..
- إنكار عذاب القبر أقرب إلى العقل والمنطق والواقع من الإيمان به ..
- في إنكار عذاب القبر بالمفهوم السائد حسن الظن بالله تعالى وتنزيهه عن الظلم والعبث والتفريط في كتابه.
- في إنكار عذاب القبر ترسيخ للمنهج العقلي العلمي الواقعي بعكس الإيمان بأمور أساسها الخرافة.
- في إنكار عذاب القبر حض للمسلمين على إعادة النظر في تراثهم ..
وقال ص (95) من كتاب "حوار حول أحاديث الفتن وأشراط الساعة ":وها أنذا أقول: لا حياة ولا عذاب في القبر وغالبية علماء ومشايخ المسلمين المعاصرين يقولون: هناك عذاب في القبر وهو من الغيب فمن منا على الحق يا ترى؟
من أسس عقيدته على أدلة من كتاب الله قطعية الثبوت بلا تعارض مع العقل والسنن الكونية أم من أسس عقيدته على أقوال آبائه وتأويلات بعضهم السقيمة لآيات تحتمل أكثر من معنى وأخبار الآحاد ظنية الثبوت المناقضة للقرآن والعقل المتناقضة فيما بينها ..
قلت: أ-إن أول من أنكر عذاب القبر من هذه الأمة الجهم بن صفوان
قال أبو حنيفة: من قال لا أعرف عذاب القبر فهو من الجهمية الهالكة لأنه أنكر قوله تعالى: {سنعذبهم مرتين} يعني عذاب القبر وقوله تعالى {وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون} ,
الفقه الأبسط لأبي حنيفة (137)
ت - إن عذاب الكافر والفاجر في القبر أمر ثابت في الكتاب والسنة وإجماع السلف والآيات الواردة فيه صريحة جدا ومن أصرح ما ورد قوله جل ذكره: {وحاق بآل فرعون سوء العذاب النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب} قال ابن كثير: وهذه الآية أصل كبير في استدلال أهل السنة على عذاب البرزخ في القبور. ثم ساق بعض الأدلة من السنة على ذلك.
ومنها قوله تعالى: {سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم} وقد فسر هذه الآية كثير من الصحابة والتابعين منهم ابن مسعود والحسن البصري وقتادة أن المراد بها عذاب الدنيا وعذاب القبر.
ومنها قوله تعالى: {وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون}
وقد استدل البخاري بهذه الآيات وغيرها لإثبات عذاب القبر فقد بوب في صحيحه في كتاب الجنائز "باب ما جاء في عذاب القبر وقوله تعالى {إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون} / الأنعام 93 / هو الهوان والهون الرفق
وقوله جل ذكره {سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم} / التوبة 101 /
وقوله تعالى {وحاق بآل فرعون سوء العذاب. النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب}
وقال الترمذي في سننه:"بعد ما روى حديث أبي هريرة رضي الله عنه في منكر ونكير." وفي الباب عن علي و زيد بن ثابت و ابن عباس و البراء بن عازب و أبي أيوب و أنس و جابر و عائشة و أبي سعيد كلهم رووا عن النبي صلى الله عليه وسلم في عذاب القبر.
وقد نقل العلماء اتفاق أهل السنة على إثبات عذاب القبر وممن نقل ذلك الإمام أحمد في أصول السنة والطحاوي في بيان معتقد أهل السنة وابن بطة وابن أبي زمنين وغيرهم
¥