تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(وَيُثْبِتُ) ما يشاء منها، وهذا المحو والتغيير في غير ما سبق به علمه، وكتبه قلمه؛ فإن هذا لا يقع فيه تبديل ولا تغيير؛ لأن ذلك محال على الله أن يقع في علمه نقص أو خلل، ولهذا قال:

(وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ) أي: اللوح المحفوظ، الذي ترجع إليه سائر الأشياء، فهو أصلها، وهي فروع له وشُعب.

فالتغيير والتبديل يقع في الفروع والشعب، كأعمال اليوم والليلة التي تكتبها الملائكة، ويجعل الله لثبوتها أسباباً، ولمحوها أسباباً، لا تتعدى تلك الأسباب ما رسم في اللوح المحفوظ، كما جعل الله البر والصلة والإحسان من أسباب طول العمر وسعة الرزق، وكما جعل المعاصي سبباً لمحق بركة الرزق والعمر، وكما جعل أسباب النجاة من المهالك والمعاطب سبباً للسلامة، وجعل التعرض لذلك سبباً للعطب، فهو الذي يدبر الأمور بحسب قدرته وإرادته، وما يدبره منها لا يخالف ما قد علِمه وكَتَبه في اللوح المحفوظ.

" تفسير السعدي " (ص 419).

وسواء كانت الزيادة حقيقية في صحف الملائكة، كما هو الصحيح، أو أنها بالبركة في عمُر المسلم: فإن المطلوب من المسلم بذل الأسباب التي تطيل عمره أو تبارك له فيه، كما يبذل الأسباب في الرزق والبركة فيه.

عنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ: فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ).

رواه البخاري (1961) ومسلم (2557).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -:

" وقد تأول بعضهم أنه يبارك له في عمره حتى قد يعمل فيه من الخير في العمر القصير ما يعمل في العمر الطويل، والصحيح: أنه يزيد وينقص فيما في أيدي الملائكة من الصحف كما تقدم، وليس لأحد اطِّلاع على اللوح سوى الله ".

" مختصر الفتاوى المصرية " (1/ 227).

والله أعلم

http://islamqa.com/index.php?ref=100451&ln=ara

ـ[ابو شيماء الشامي]ــــــــ[21 - 06 - 07, 09:48 م]ـ

جزاك الله خيرا يا شيخ

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير