تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حوار حول السنة النبوية ومدى ثبوتها .. أتمنى التعليق عليه .. وذكر الملاحظات]

ـ[صالح الديحاني]ــــــــ[23 - 06 - 07, 07:09 ص]ـ

[حوار حول السنة النبوية ومدى ثبوتها .. أتمنى التعليق عليه .. وذكر الملاحظات]

خالد: في الحقيقة عندي شك في مسألة ثبوت الأحاديث التي عن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وذلك أن كثيراً من الأحاديث وإن رواها من نسميهم الثقات إلا أنهم قد يخطئون! لذلك لا أطمئن إلا بالاستدلال والاعتماد على القرآن الكريم لأن الله تكفل بحفظه.

صالح: عجيب!! أتعلم أن كلامك خطير جداً .. لأن قولك له لوازم كثيرة! ومن أعظم لوازم قولك هذا: هو عدم إثبات القرآن الكريم أيضاً .. !!

خالد: كيف؟

صالح: يا أخي القرآن الكريم كيف وصل إلينا؟

خالد: وصلنا عن طريق المصاحف التي كتبها المسلمون وتوارثوها، وعن طريق الرواة الثقات والقراء الأثبات؟

صالح: "عن طريق المصاحف التي كتبها المسلمون وتوارثوها"؟ هل تعرف من كتبها؟

خالد: نعم، لقد جُمع القرآن في عهد أبي بكر ودُوِّن في عهد عثمان ثم بدؤوا بنشر هذا المصحف الذي اتفق عليه الصحابة وهو (المصحف العثماني) حيث كتبوا نسخاً منه ووزعوها على الأمصار، وانتشر بينهم واشتهر .. حتى أصبح تحريفه من المستحيل.

صالح: كلام جميل، لكن من أين لك هذه المعلومات؟

خالد: اقرأ التاريخ .. !!

صالح: كيف تثق بالتاريخ؟ ألست تنكر السنة وإن كان الرواة ثقات بحجة أن الخطأ وارد! فكيف بالتاريخ الذي لا يمكن أن يكون أثبت من السنة لا من ناحية الجرح والتعديل .. ولا من ناحية ضبط الرواة .. ولا من ناحية تنقيح العلماء للحديث الذي لا يقارن بالتاريخ مما لا يخفى عليك؟!!

وكذلك تدوين التواريخ بدأ متأخراً عن تدوين السنة .. !!

وأزيدك أيضاً أن كلامك هذا جاء في كتب الحديث .. لكنك لا تؤمن بها فكيف تحتج بها .. !!

وإذا كان عن طريق الرواة فما بالك أنكرت الحديث الذي يرويه الثقات بحجة أنهم قد يخطئون؟ ألا يكون الحكم على الرواة الذين رووا القرآن هو نفسه على الرواة الذين رووا الأحاديث ..

خالد: لكن القرآن الكريم رواه عدد كبير يستحيل توافقهم على الخطأ .. أما الحديث فلا يتوفر هذا الكم من الرواة إلا في عدد قليل جدا من الأحاديث يسمونه (المتواتر) .. !!

صالح: كلام جيد .. لكن من أين أخذت أن القرآن رواه عدد كثير؟

خالد: هذا مشهور عند المسلمين بل ومن المسلّمات التي لا خلاف فيها .. أيضاً بعض الكتب التي ذكرت القراء ومن روى عنهم .. !

صالح: أما الشهرة فليست دليلاً للإثبات فقد يشتهر أشياء ليس لها أساس من الصحة .. وأما الكتب التي ذكرت ذلك فيجري عليها ما يجري على الأحاديث فقد يكون الكاتب ليس بثقة فلا يعتبر بقوله أو يكون ثقة لكنه قد يخطئ! هذا أمر ..

الأمر الثاني: أن الكتاب وصل إلينا إما عن طريق الرواية التي لا تتوفر فيها شروط التواتر (غالباً) وإما أن نكون عثرنا عليه مخطوطاً عند شخص من العلماء أو في مكتبة ما!! وعلى كلا الأمرين لا يمكن لنا أن نثبت صحة ما فيه لأنه إن وصل إلينا عن طريق الرواية فالرواية وإن كانت صحيحة ورواتها ثقات فإنه لا يعتمد عليها لأن الثقة قد يخطئ (كما تقول!) ..

وأما إن وصل إلينا على شكل مخطوطة فهذا أقوى للشك فيها لأننا لا نعرف كاتب المخطوطة وقد يكون زوّر فيها وقد يكون الناسخ أخطأ في الأسماء وغير ذلك من الأشياء المحتملة التي لا تخفى عليك ...

خالد: لكن القرآن الكريم تكفل الله بحفظه كما جاء في الآيات لكن السنة لم يتكفل الله بحفظها .. !!

صالح: ما الدليل على أن الله تكفل بحفظ القرآن؟

خالد (مستغرباً): الآيات التي لا تخفى عليك؟؟!!

صالح: كيف تستدل بشيء أناقشك الآن في ثبوته؟؟ إذاً يحق لي أن أستدل من السنة على ثبوت السنة وحفظ الله لها: جاء في السنن بسند صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يوشك الرجل متكئا على أريكته يحدث بحديث من حديثي فيقول بيننا وبينكم كتاب الله عز وجل. فما وجدنا فيه من حلال استحللناه. وما وجدنا فيه من حرام استحرمناه. ألا وإن ما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما حرم الله).

خالد: الحقيقة أن كثيراً من الذين ينكرون السنة يقولون أن هناك أشياء في السنة يثبتها علماء الحديث ويصححونها لا توافق العقل مما يدل على أن الأحاديث دخل فيها أشياء لا تثبت .. !!

صالح: مثل ماذا؟

خالد: مثل حديث سحر النبي صلى الله عليه وسلم الذي جاء في البخاري، فهذا الحديث يخالف القرآن بأن الرسول صلى الله عليه وسلم معصوم من الناس، بل ويوافق الذين قالوا (إن تتبعون إلا رجلاً مسحوراً)؟

صالح: أما حديث سحر النبي صلى الله عليه وسلم فلا شيء فيه يخالف القرآن لأن غاية ما فعله السحر بالنبي صلى الله عليه وسلم (أنه يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما فعله) وفي رواية (حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن) أو (يخيل إليه أن يأتي أهله ولا يأتي) والتخييل لا يخرق العصمة التي ذكر الله، فلم يؤثر السحر على قوله ولا فعله، ولم يجعله يقل قولاً أو يفعل فعلاً يخالف النبوة، وقد وقع التخييل على موسى عليه السلام كما جاء في القرآن الكريم: (يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى) .. فعلى هذا أن الأنبياء ليسوا معصومين من التخييل الذي لا يؤثر في أقوالهم وأفعالهم.

.

.

.

للحوار بقية ..

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير