تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[من يشرح لي هذه العبارة؟]

ـ[أبو أسامه]ــــــــ[23 - 06 - 07, 02:50 م]ـ

أقرأ في كتاب الصوفية للدكتور محمد العبدة و طارق عبدالحليم و فيه:

و يقول البقاعي قاطعا الطريق على من يؤول لابن عربي:

" قال الأصوليون: لو نطق بكلمة الردة وزعم أنه أضمر تورية , كفر ظاهرا و باطنا "

أشرحوها لي بارك الله في علمكم و نفع بكم.

ـ[مسدد2]ــــــــ[23 - 06 - 07, 04:37 م]ـ

السلام عليكم،

المراد منها أن من نطق بكلمة لا تحتمل معنى سوى الكفر، واللغة العربية لا تستوعب تفسيراً لها سوى الكفر، فقائلها يحكم عليه بالكفر.

وماذا لو قال صاحب الكلمة: لم أرد ذلك المعنى الكفري وانما أردت معنى آخر؟ نقول له هذا يُقبَل فيما لو كانت تحتمله اللغة العربية ولو بوجه بعيد، لكن ما نطقتَ به لا يحتمل سوى معنى كفري واحد. فعلى هذا فأنت في الظاهر كافر.

فإذا قال: حسناً، لكني في الباطن غير كافر، لأن الله يعلم حقاً أن أضمرت مراداً آخر، فزوجتى غير طالق .. ، نقول له، قال الاصوليون: من نطق بكلمة الكفر وزعم أنه أضمر تورية، كفر في الظاهر وفي الباطن -أي حتى في حقيقة الامر-وزوجتك طالق. فمعنى قول الاصوليون أنه يحكم عليه بالكفر ولو كان حقاً مضمراً معنى آخر غير كفري. لأننا أن أخذنا بغير معاني الكلمات بطلت اللغة واصبح الناس يقولون كلاما ثم يدعون انهم يضمرون غيره فتفسد العلاقات والمعاملات .. فقال الاصوليون ان الشرع يحكم على هذا انه كافر في الظاهر، وقواعد الاسلام تحكم انه كافر حتى في الباطن وفي الحقيقة عند الناس وعند الله.

والذي يريد تطبيق هذه القاعدة الاصولية، يجب ان يكون عارفاً بلهجات الناس وطرق كلامهم الفصيح منها والعامي، وما اختلف فيه العلماء وما لم يختلفوا فيه لأنه ينصب نفسه قاضيا على المتكلم بالكفر في الظاهر والباطن ويحكم بخروجه من الملة وفساد حسناته وخلوده في النار وهذا امر يعجز عنه فطاحل العلماء وتزل في الاقدام والخطأ في القصاص مصيبة.

تفريع خارج عن حد العبارة المسؤول عنها لكن لعل فيه افادة:

وبالمقابل قد يتكلم المغامر بلسانه بكلمة تحتمل عشرة اوجه في العربية لكنه في حقيقة الامر لم يُرد الا المعنى الكفري فلا تنفعه التسعة الاوجه الباقية لانه اراد المعنى الكفري. لكن ان تنصل، يكون مسلما في الظاهر وكافر في الباطن وعند الله.

وكنت سألتُ احد مشايخي الفضلاء رحمه الله عن هذا الموضوع، وهو حنفي وهم اكثر الناس تشددا في هذا الامر، فلم يرتح لهذا التوجه وصور لي صفحات من كتاب يراه قد حقق هذه المسألة و توسط فيها، خلاصته مخالفة لما اعلاه لانها تزيد عليها شرط (ان تشرح بالكفر صدراً) لا من صدرت منه كلمة. ولهذا تفصيل لم تسأل عنه فلا اطيل عليك به.

هذا تفسير العبارة وبسط لما قرب منها والله اعلم بالصواب.

ـ[أبو أسامه]ــــــــ[23 - 06 - 07, 10:55 م]ـ

السلام عليكم،

وبالمقابل قد يتكلم المغامر بلسانه بكلمة تحتمل عشرة اوجه في العربية لكنه في حقيقة الامر لم يُرد الا المعنى الكفري فلا تنفعه التسعة الاوجه الباقية لانه اراد المعنى الكفري. لكن ان تنصل، يكون مسلما في الظاهر وكافر في الباطن وعند الله.

بارك الله فيك أخي مسدد ..

هل يرد هذا في تأويلات بعض المتصوفة لكلام الحلاج و أمثاله، فهم يزعمون أننا لم نفهمها؟؟!

ـ[مسدد2]ــــــــ[24 - 06 - 07, 12:18 ص]ـ

تماماً، فحيث ان ما تفوه به الحلاج من عبارات الحلول، لم تحتمل معنى سوى الكفر والالحاد فحكم عليه بذلك. ومن أراد ان يعتذر له، لم يحاول تفسير العبارة، لأنها لا تقبل تفسيراً، وانما لجأ الى ادعاء أن الحلاج كان في حالة السكر لغلبة الشهود فارتفعت عنه الاحكام لأنه صار مثل المجنون بسقوط التكليف.

لكن القاعدة الاولى هي المطبقة هنا، لا القسم الذي اقتبستموه.

اللهم الا ان كنت تريد من كلام الحلاج غير ما تبادر الى ذهني.

والله اعلم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير