تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أول من استخدم الصقور في الصيد ... وهواية القن]

ـ[المسيطير]ــــــــ[28 - 06 - 07, 10:24 م]ـ

الإخوة الأكارم /

تأملتُ في حال بعض المهتمين بهواية الصيد والقنص ..... وأعني بهم من يسمّون بـ:

الصقّارين

.... ثم خطر في بالي .... ما بسببه كُتب هذا الموضوع ..... وهو:

هل ورد عن أحد من الصحابة أو السلف الصالح أنه كان صقّارا .... أو راغبا في هواية القنص؟.

ومن أول من قام باستخدام الصقور في الصيد؟.

فبحثتُ بين ثنايا صفحات المنتديات ..... فوجدت ما ستقرأونه أدناه ..... ولا غني لي عن إضافتكم، وتوجيهاتكم.

وقبل الدخول فيما وجد ... أعرض لوصف يسير لحالهم:

الصقّارون: رجالٌ يستهويهم الجلوس مع الصقور، وتربيتها، ورعايتها، واستخدامها في الصيد.

ولقد وضعت لهذه الصقور المجالس، وفصلت لها المقاعد الخاصة في البيوت، والسيارات، بل تصدرت المجالس قبل الرجال!!.

بل امتد عشق هذه الهواية إلى أن أصدرت لها المجلات، وصُنفت فيها الكتب، وخصصت بعض القنوات الفضائية البرامج المتعددة لها، ووضعت لها عيادات متخصصة لرعايتها الطبية والصحية!!.

وانتشرت هذه الهواية حتى سمّاها بعضهم هواية الملوك والكبراء.

يقول المنقول عنه:

لقد عرف العرب منذ القدم من خلال احتكاكهم بالحضارات والأمم السابقة التي لها حدود أو تواصل بالعرب من الفرس والروم، حيث انفتح العرب عليهم في جاهليتهم، وإسلامهم، وتأثروا بهم، وأثروا فيهم في العديد من المجالات، واقتبسوا منهم الكثير من العادات، ومظاهر الحضارة، ووسائل الترف، وكان من جملة ما أخذوه عنهم معارف الصيد ووسائله وآدابه.

والصيد عند العرب في الجاهلية لم يكن وسيلة من وسائل الرزق فحسب وإنما كان تسلية وترفيها ورياضة ومن متع النفس.

وكان العرب في الجاهلية يعلون من شأن القنص ويمتدح الرجل بأكله من صيد يده، ويعتبر ذلك علامة على قناعته، وعلى زهده مما في أيدي الناس.

واهتمام العربي بحياة الحيوان له جذور لغوية وعملية فمعنى القنص كما ورد في: (لسان العرب)

قنص: قنص الصيد يقنصه قنصا , وتقنصه يعني تصيده والقنص والقنيص ما أقنص , والقنيص الصائد والمصيد أيضا.

فمعنى الصيد في لغة العرب يفيد أخذ الحيوان وصيده.

وكلمة الصيد تطلق على صيد البر والبحر.

وكلمة القنص قد تفيد معنى صيد البر وحدة.

يقول الشاعر أمرؤ القيس:

رب رام من بني ثعل ... متلج كفيه في قره

فهو لاتنمنى رميته ... ماله لاعد من نقره

مطعم للصيد ليس له ... غيرها كسب على كبره

وكان العرب منهم يعود إلى أهله حاملا معه صيده , ويجد في ذلك مجالا للفخر.

وقد جاء في مقدمة ابن خلدون: عن ميزانية بغداد قبل ألف ومائة سنة: أن البزاة والصقور، ضمن موارد الميزانية التي تجبيها الدولة، من الجزيرة وما يليها من أعمال الفرات، ومن نفقات بيت المال أيضاً، ما يصرف يومياً على أصحاب الصيد من الصّقّارين والبازياريين، وعلى طعام وعلاج الجوارح.

والباحث في تاريخ العرب يجد أن الصيد لم يقتصر على الفقراء، وإنما مارسه الأغنياء والفقراء على السواء وأولع به السادة.

ويحكى أن عدي بن حاتم الطائي رضي الله عنه كان قناصا مولعا بالصيد، وصاحب كلاب وجوارح وجاء يسأل الرسول عليه السلام عن أمر الصيد، فيقول سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إنا قوم نتصيد بهذه الكلاب؟.

فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (وإذا أرسلت كلبك المعلم فوجدت معه كلباً آخر فلا تأكل، فإنك إنما سميت على كلبك ولم تسم على غيره) وفي رواية: ((إذا أرسلت كلبك المعلم فاذكر اسم الله، فإن وجدت مع كلبك كلباً غيره وقد قتل فلا تأكل، فإنك لا تدري أيهما قتله)). متفق عليه.

كما أن حمزة بن عبدالمطلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم كان صاحب صقور ومولعا بالصيد , فقد جاء في السيره: أن حمزة عبدالمطلب كان صاحب قنص.

وقد اجمع الدارسون والباحثون أن أول من صاد بالصقر هو الحارث بن معاوية بن ثور بن كندة.

وقصته في ذلك:

(أنه وقف يوما عند صياد ينصب شبكةً للعصافير، فأنقض صقر على عصفور علق في الشبكة وأخذ يأكله .. وما لبث أن علق جناحاه بها ..

والحارث ينظر إليه ويعجب من فعله .. فأمر به .. فحمل إليه ووضع في بيت، وأوكل به من يطعمه ويعلمه الصيد .. فصار يحمله على يده.

وذات يوم وهو سائر رأى الصقر حمامة فطار عن يده إليها وأخذها، وأكلها .. فأمر الحارث عند ذلك. بتدريبه وتهذيبه والصيد به.

وبينما هو يسير يوما لاحت له أرنب فطار الصقر إليه وأخذها، فلما رآه يصيد الأرنب ويطير أزداد به إعجابا) أ. هـ.

وقد اشتهر العرب في الجاهلية عند الأمم المجاورة بترويضهم (وتدريبهم) للصقور وعرفوا بذلك.

وتعتبر هواية القنص من الهوايات الارستقراطية التي كان يمارسها الشيوخ والفرسان , ثم أصبح لها - بمرور الوقت - تقاليد وأصول متعارف عليها يربي الإنسان نفسه عليها كما يربي الصقر نفسه على الصيد والقنص ..

ومما جاء في القرآن الكريم ذكره للصيد والقنص من حيت إباحة بعض أنواع الصيد وتحريمه لبعضها الآخر وكذلك وجوب تعليمه وتدريبه.

وقد ثبت أن العرب قبل البعثة المحمدية كانوا أول من استخدم الصقر الحر في الصيد وورد عن (النطريف) أنه قال:

إن أول من أولع بالصقور وروضها هم العرب، فبلغ بذلك ملك الفرس كسرى بهرام , فأرسل إلى مضر بن خزيمة صاحب الجزيرة يلتمس منه صقورا فأرسل ماكان لديه فلما رآها كسرى بهرام وهي تقنص الظباء والأرانب أعجبه ذلك فاقتناها وأظهر للفرس فضلها على الشواهين.

الجوارح عند علماء (البيزرة)

البيزرة وهي: البازي، والقيمي، والزرق، والباشق، والبيدق.

الشواهين ومنها: الشاهين، والانيقي، والقطامي.

الصقور ومنها: الصقر، والكوبج.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير