فلعل أمرك يكون كأمره، واعلم أن الدعاة وطلبة العلم لا بد أن يكونوا كالأطباء لا يبحثون إلا عن المرضى حتى يداووهم فكيف بهم وإن كان المرضى أقرباءهم؟؟ تخيل لو أنك طبيب وأقرباؤك في حاجة إلى علاج هل ستتركهم؟؟ بالطبع لا فلم تتركهم والمرض في الدين أشد وأنكى من المرض الدنيوي؟؟
بالطبع نحن جميعا نعلم أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، لكن كما قلت لك قد تكون هناك مبالغات أو بعض المخالفات التي يمكن أن تتدارك برفق ولين.
واعلم أن سلاح الحب سلاح فعال، وكما قال أحدهم: حاربت بالسيف وباللين فوجدت اللين أقطع، فترفق مع أسرتك واهد إليهم هدايا وتبسم في وجوههم واقض معهم يوم الإجازة في مكان هادىء جميل فتصل إلى قلوبهم، وعندها تستطيع أن تحركهم كما شئت.
واعلم أن أغلب الأسر للمسلمة عندها حب للدين ورغبة فيه، لكن قد يعوقهم جهل أو هوى،ولم يجدوا ناصحا أمينا رفيقا يدلهم على الخير.
وما ذكرته من أمور - في رأيي - ليس مبررا فكثير منا عمله في مكان بعيد ويستغرق جهدا كبيرا وأنت تعلم صعوبة الحياة الان، فاستعن بالله و لا تعجز، وما ذكرته من تضييعك لصلاة الفجر احيانا فجاهد نفسك واعلم أن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر كما جاء في الحديث،ولكن أهمس في أذنك وأقول لك قد تكون هناك أسباب أخرى لضياع صلاة الفجر، وكما قال لي أحد مشايخي في القران الكريم: " صلاة الفجر ترمومتر تقيس به علاقتك مع ربك " فراجع علا قتك مع ربك،واستفد بالأوقات في المواصلات بقراءة القران والتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وقراءة الأدعية الموظفة والأدعية التي يفرج الله بها الهم والحزن.
وما ذكرته من تضييعك للجماعة في المسجد فأقول لك إن العلماء في الجماعة اختلفوا على خمسة أقوال وهي:
1 - أن الجماعة سنة مؤكدة وهو رأي المالكية والحنفية
2 - أن الجماعة فرض كفاية وهو رأي الشافعية
3 - أن الجماعة فرض عين لكن لا يشترط لها المسجد بل تصح في كل مكان وهو رأي الحنابلة
4 - أن الجماعة فرض عين في المسجد لمن يسمع النداء وهو رأي بعض الحنابلة ورجحه ابن القيم رحمه الله.
5 - أن الجماعة شرط لصحة الصلاة أي من كان قادرا على الجماعة وصلى منفردا فصلاته باطلة وهو رأي داود الظاهري وابن تيمية وابن عقيل رحمهم الله جميعا.
أما عقوق الوالدين فلهم فيه رأي واحد وهو أنه كبيرة من الكبائر والله المستعان.
والراجح من أقوال العلماء والله أعلم يدور بين القول الثالث أو الرابع، وأصحاب القول الرابع يبيحون له الصلاة جماعة في البيت عند العذر، و لا أسرد لك الأقوال حتى تترخص لنفسك بل أطالبك وبكل حزم أن لا تترك المسجد، فلا تكن كأناس لا يدخلون إلا يوم الجمعة أو يوم يحملون على ظهور الرجال وإلى الله المشتكى!!
لكن أسردها لك حتى تستطيع الترجيح بين المصالح والمفاسد، وحتى تكون على بصيرة من أمرك، وعموما لست معك في مشكلتك، و لا أعلم ملابساتها، ولعل يكون لك العذر في ترك البيت إن تيقنت من وجود الحرام والمنكرات وفشلت بعد المحاولات الكثيرة في الإصلاح فهنا يقدر الأمر ونرجو الله أن يفرج كربك ويزيح همك وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.
ـ[توبة]ــــــــ[30 - 06 - 07, 12:13 م]ـ
أخي الكريم
هل تركك لبيت الوالد وتنقلك، هو الحل الوحيد لهذه المحنة التي أصابتك؟
هل فكرتم أن هذا يمكن أن يكون مدخلا من مداخل الشيطان ليفسد عليك برك بوالدك المسن؟
أليست المجاهدة في الطاعات، التي يمتحن بها الله عباده،تعني أن نتحمل كل أذى في سبيل نيل رضاه سبحانه، ونصبر و نحتسب الأجر في ذلك، مادام في غير معصية الخالق، ورضا الوالدين من رضا الله.
وابتعادكم عن البيت لا يعني بعدكم عن الوالد، فأنتم تعملون في نفس المكان هذا من جهة، ومن جهة أخرى لا أظنكم ستقطعون زيارته وصلة رحمه، هذا إن كان هو السبب الرئيسي في محنتك،
ثمّ إذا تأملت كلامك جيدا، تجد أن أكثر ما يقلقك هو بعد مكان العمل،وسببه في ترككم لبعض صلاة الجماعة،والتعب الحاصل منه والذي قد يسبب لكم مشقة في أداء بعض الطاعات، و ربما هذا ما يزيد من التوتر في علاقتكم بالوالد، مع طول مرافقته في البيت والعمل ..
فهل فكرتم بتغيير مكان العمل كحل؟
¥