تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إستخر الله، واستعن به، و تأمل في نصائح اخوانك، وتذكر يا أخي برّك لوالدك كل هذه السنين فلا تفسده في لحظة واحدة، خاصة وهو في مثل هذا العمر.

يسر الله أمرك ووفقك لما فيه خيرك ورشدك.

ـ[أبو المنذر إيهاب أحمد]ــــــــ[30 - 06 - 07, 01:47 م]ـ

زوج أباك

إن امتنع فى البداية فأكثر من المزاح معه أنك تريد تزويجه

وسيأتي إليك يوماً يخبرك بعزمه على الزواج إن شاء الله

إنى لك ناصح أمين إن شاء الله

ولا تنسنى من صالح دعائك

ـ[الدكتور مسدد الشامي]ــــــــ[05 - 07 - 07, 06:17 م]ـ

هذا جواب من أحد المشايخ جزاه الله خيراً

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فإن الابتلاء سنة من سنن الله جل وعلا في خلقه قال تعالى: (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا) ولكن الناس يتفاوتون في الابتلاء فمنهم من يشتد بلاؤه ومنهم من يقل ومنهم من يعيش في دنياه دون أن يُبتلى بالمصائب، ولكن قد يُبتلى بالمَحاب والنعم .. هل يشكر الله على نعمه ويستعملها فيما يرضي الله؟ قال تعالى: (و نبلوكم بالشر والخير فتنة).

وأشد الناس بلاءً هم الأنبياء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صُلبا اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة ". صحيح الجامع (1003)

فمن استقرأ قصص الأنبياء رأى كيف أنهم كانوا أئمة يُقتدى بهم في الصبر على البلاء لذلك بيّن الله جل وعلا أنّ في قصص الأنبياء تثبيتًا لقلب النبي محمد صلى الله عليه وسلم فيما يلقاه من قومه من البلاء قال تعالى: (وكلا ً نقصّ عليكَ من أنباءِ الرّسل ِ ما نُثبتُ بهِ فؤادك) وقال سبحانه بعد أن قصّ علينا قصة يوسف عليه السلام وما أصابه من البلاء: (لقد كانَ في قصصهم عبرة ٌ لأولي الألبابِ ما كانَ حديثًا يُفترى ولكن تصديقَ الذي بينَ يديه وتفصيلَ كلِّ شيءٍ وهدىً ورحمة ً لقوم ٍ يؤمنون).

وفي الابتلاء تكفير للذنوب والخطايا كما مر في الحديث السابق " فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة " ويقول عليه الصلاة والسلام: " ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا همّ ولا حزن ولا أذى ولا غمّ حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه " صحيح الجامع. (5694)

ومن فوائد الابتلاء سوى تكفير الذنوب .. أنه سبب رفع درجة العبد في الجنة كما ورد في الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الرجل ليكون له المنزلة عند الله فما يبلغها بعمل، فلا يزال الله يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها ". صحيح الجامع (1621)

و الابتلاء من الله للعبد المؤمن دليل على محبة الله جل وعلا لعبده لقوله عليه الصلاة والسلام: " إن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن صبر فله الصبر، ومن جزع فله الجزع ". صحيح الجامع (1702)

فأنت أيها الأخ السائل قد ابتلاك الله بمن لا يُعينك على طاعة الله جل وعلا وعلى التزامك وتدينك كما تقول، ونسأل الله أن يكون ذلك من عاجل بشرى المؤمن بأن الله يحبه لذلك يبتليه الله جل وعلا ليرى صدق التزامه بدينه وأن يصبر ويحتسب على ما يلقاه في سبيل طاعة ربه جل وعلا ولا يجعله ذلك البلاء ينكص على عقبيه، بل يزيده التزامًا ثباتًا قال تعالى: (ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خيرٌ اطمأنَّ به وإن أصابته فتنةٌ انقلبَ على وجهه خسر الدنيا والآخرة).

فعليك أخي الحبيب أن تصبر على هذا البلاء حتى تفوز في الاختبار ولا تنهزم مع أول بلاء تلاقيه، وستشعر حينئذ بلذة الطاعة التي جاءت بعد صبر وبلاء.

وطاعة الوالد واجبة عليك ما دام الأمر لم يصل إلى معصية الله، فلا يجوز أن تعصي والدك بالانتقال إلى سكن آخر إذا كان لا يرضى ذلك، ولكن عليك أن تظهر لوالدك لين الجانب وخفض الجناح وأن لا تقدم عليه قول أحد من الناس ولو كانت زوجتك، وألا ترضى أن يتكلم أحد من الناس على والدك بسوء كائنًا من كان، فإن كثرة سماع مثل هذا الكلام توغر الصدر وتملأه بالحقد والغل على والدك، وهذا الذي تشعر به أنت كما تقول وهذا لا يجوز، فكما أن في الصلاة و الالتزام بالدين طاعةً لله فكذلك طاعة الوالد بالمعروف ولين الجانب وحسن العشرة والذب عن كل ذلك طاعة الله أيضًا.

أما بالنسبة لصلاة الجماعة في المسجد فإنها واجبة على القادر المستطيع الذي يسمع النداء لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر ". صحيح الجامع (6176)

فعليك أن تحرص على صلاة الجماعة في المسجد قدر المستطاع، وأن تدعو الله دائما أن يعينك على طاعته وأن يثبت إيمانك، ذلك أن الإيمان يزيد وينقص ولعل هذا يكون سبب بتقصيرك في صلاة الجماعة في المسجد، فإنك تقول إنك كنت سابقًا تحافظ على جميع الصلوات في المسجد لاسيما صلاة الفجر في نفس ظروف العمل التي تعاني منها الآن ولكن الإنسان قد يضعف ويفتر أحيانًا فيحتاج إلى ما يثبته على طاعة الله جل وعلا، من دعاء الله تعالى وقراءة القرآن والصحبة الصالحة وغير ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخل الثوب - أي كما يُبلى الثوب - فاسألوا الله أن يثبت الإيمان في قلوبكم " صحيح الجامع (1586)، وكان عليه الصلاة والسلام يكثر من دعاء " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ".

أسأل الله تعالى أن يفرج عنا وعنك وأن يجعل لنا من كل هم فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا وأن يثبتنا وإياك على طاعته.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير