[إذا صار الأمر المباح شعارا لأهل البدع شرع مخالفتهم فيه]
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[01 - 07 - 07, 12:30 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أما بعد:
إذا صار الأمر المباح شعارا لأهل البدع شرح للمسلم مخالفتهم فيه
قال شيخ الإسلام:وهذا القول يقوله سائر الأئمة فإنه اذا كان في فعل مستحب مفسدة راجحة لم يصر مستحبا ومن هنا ذهب من ذهب من الفقهاء إلى ترك بعض المستحبات إذا صارت شعارا لهم فلا يتميز السنى من الرافضي ومصلحة التميز عنهم لأجل هجراتهم ومخالفتهم أعظم من مصلحة هذا المستحب وهذا الذي ذهب إليه يحتاج إليه في بعض المواضع إذا كان في الاختلاط والاشتباه مفسدة راجحة على مصلحة فعل ذلك المستحب لكن هذا أمر عارض لا يقتضي أن يجعل المشروع ليس
بمشروع دائما بل هذا مثل لباس شعار الكفار وإن كان مباحا إذا لم يكن شعارا لهم كلبس العمامة الصفراء فإنه جائز إذا لم يكن شعارا لليهود فإذا صار شعارا لهم نهى عن ذلك.
منهاج السنة (4
155)
ومثال ذلك في هذا الزمان:
- لبس السواد كالعمامة السوداء صح عن النبي صلى الله عليه وسلم لبسها لكن صارت في هذا شعارا للرافضة - فيشرع مخالفتهم في لبسها.
- لبس العمامة الخضراء أصبحت مثلا شعارا للصوفية فشرع مخالفتهم في ذلك
وقد نص العلماء على هذه المسألة في مسائل عدة وإليك بعض أقوال الأئمة في ذلك:
-روى البخاري في صحيحه
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (يخرج ناس من قبل المشرق ويقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يعودون فيه حتى يعود السهم إلى فوقه). قيل ما سيماهم؟ قال (سيماهم التحليق أو قال التسبيد.
- قال ابن حجر: سيأتي في أواخر التوحيد من وجه آخر أن الخوارج سيماهم التحليق وكان السلف يوفرون شعورهم لا يحلقونها وكانت طريقة الخوارج حلق جميع رؤوسهم.
الفتح (8
69)
وقال شيخ الإسلام:
مثال ذلك حلق الرأس في غير الحج والعمرة لغير عذر فإن الله قد ذكر في كتابه حلق الرأس وتقصيره في النسك وذكر حلقه لعذر في قوله {فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك} سورة البقرة 196
وأما حلقه لغير ذلك فقد تنازع العلماء في إباحته وكراهته نزاعا معروفا على قولين هما روايتان عن أحمد.
ولا نزاع بين علماء المسلمين وأئمة الدين أن ذلك لا يشرع ولا يستحب ولا هو من سبيل الله وطريقه ولا من الزهد المشروع للمسلمين ولا مما أثنى الله به على أحد من الفقراء
ومع هذا فقد اتخذه طوائف من النساك الفقراء والصوفية دينا حتى جعلوه شعارا وعلامة على أهل الدين والنسك والخير والتوبة والسلوك إلى الله المشير إلى الفقر والصوفية حتى أن من لم يفعل ذلك يكون منقوصا عندهم خارجا عن الطريقة المفضلة المحمودة عندهم ومن فعل ذلك دخل في هديهم وطريقهم
وهذا ضلال عن طريق الله وسبيله بآتفاق المسلمين واتخاذ ذلك دينا وشعارا لأهل الدين من أسباب تبديل الدين بل جعله علامة على المروق من الدين أقرب فإن الذي يكرهه وإن فعله صاحبه عادة لا عبادة ,يحتج بأنه من سيماء الخوارج المارقين الذين جاءت الأحاديث الصحاح عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بذمهم من غير وجه وروى عنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - سيماهم التحليق.
فإذا كان هذا سيماء أولئك المارقين وفي المسند والسنن عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه قال من تشبه بقوم فهو منهم.
كان هذا على بعده من شعار أهل الدين أولى من العكس.
الاستقامة (1
257)
- وقال ابن عبد البر في التمهيد (6
80):
وقد كان التختم في اليمين مباحا حسنا لأنه قد تختم به جماعة من السلف في اليمين كما تختم منهم جماعة في الشمال وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم
الوجهان جميعا فلما غلبت الروافض على التختم في اليمين ولم يخلطوا به غيره كرهه العلماء منابذة لهم وكراهية للتشبه بهم لا أنه حرام ولا أنه مكروه وبالله التوفيق.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
وإنما كثر الكذب في أحاديث الجهر لأن الشيعة ترى الجهر وهم أكذب الطوائف فوضعوا في ذلك أحاديث لبسوا بها على الناس دينهم ولهذا يوجد في كلام أئمة السنة من الكوفيين كسفيان الثوري أنهم يذكرون من السنة المسح على الخفين وترك الجهر بالبسملة كما يذكرون تقديم أبي بكر وعمر ونحو ذلك لأن هذا كان من شعار الرافضة.
ولهذا ذهب أبو علي بن أبي هريرة أحد الأئمة من أصحاب الشافعي إلى ترك الجهر بها قال: لأن الجهر بها صار من شعار المخالفين كما ذهب من ذهب من أصحاب الشافعي إلى تسنمة القبور لأن التسطيح صار من شعار أهل البدع.
الفتاوى الكبرى (2
166)
والله أعلم
ـ[أبو البراء الجعلي]ــــــــ[01 - 07 - 07, 07:35 ص]ـ
- لبس السواد كالعمامة السوداء صح عن النبي صلى الله عليه وسلم لبسها لكن صارت في هذا شعارا للرافضة - فيشرع مخالفتهم في لبسها.الرافضة - قبحهم الله - يكثر فيهم لبس العمامة البيضاء أيضاً قهل تشرع مخالفتهم في لبسها؟
كما أن لبس العمامة السوداء منتشر بين الإخوة الأفغان والباكستانيين السنيين وكذلك عند بعض المجاهدين.
¥