[ما هى حدود الشاب الذى نشأ فى طاعة الله الذى هو من السبعة]
ـ[عمرو موسى]ــــــــ[01 - 07 - 07, 12:57 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ما هى حدود الشاب الذى نشأ فى طاعة الله الذى هو من السبعة الذين يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل الا ظله؟
يعنى مثلا لو أن عاصيا تاب و أصبح من العابدين و هو فى العشرينات هل يعد منهم؟
و لو أن عابدا شابا يقع فى الذنوب لكنه يتوب و يستغفر هل هو منهم؟
أرجو الافادة و جزاكم الله خيرا
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[01 - 07 - 07, 07:48 ص]ـ
ما أعلمه والله أعلم أن مقصود الحديث هو من بداءة البلوغ فعلى هذا من نشأ في معاص ومجون فليس منهم، أما من يذنب ويتوب وهكذا فهل من الناس أحد إلا وهو هكذا إلا الأنبياء صلوات الله عليهم جميعا؟؟ لكن بشرط أن يكون الأص فيحاله الاستقامة وإنما تقع الذنوب عرضا ولا يصر عليها ويندم عليها ويسرع في التوب والاستغفار.
ـ[عمرو موسى]ــــــــ[01 - 07 - 07, 11:23 ص]ـ
أولا: جزاك الله خيرا
ثانيا: لو فرضنا أن شابا ملتزما لكنه يقع فى الذنوب و يستغفر الله منها و ربما حدثت له انتكاسات لكنه يتوب الى الله هل هو منهم؟
و هل تقصد أن يكون التزامه من بداية البلوغ فما الحال ان كان شابا عاديا ليس فاحشا قبل التزامه و التزم بعد البلوغ بسنتين أو ثلاثة؟
جزاك الله كل خير أخى محمد العبادى
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[01 - 07 - 07, 12:19 م]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
سأنقل لك شروح العلماء لقوله صلى الله عليه وسلم: " وشاب نشأ في عبادة الله " لعلها تكون مساعدة لك في تصور المسألة:
1 - قال ابن حجر رحمه الله في فتح الباري: " قَوْله: (وَشَابّ)
خَصَّ الشَّابّ لِكَوْنِهِ مَظِنَّة غَلَبَة الشَّهْوَة لِمَا فِيهِ مِنْ قُوَّة الْبَاعِث عَلَى مُتَابَعَة الْهَوَى؛ فَإِنَّ مُلَازَمَة الْعِبَادَة مَعَ ذَلِكَ أَشَدُّ وَأَدَلّ عَلَى غَلَبَة التَّقْوَى.
قَوْله: (فِي عِبَادَة رَبّه)
فِي رِوَايَة الْإِمَام أَحْمَد عَنْ يَحْيَى الْقَطَّانِ " بِعِبَادَةِ اللَّه " وَهِيَ رِوَايَة مُسْلِم، وَهُمَا بِمَعْنًى، زَادَ حَمَّاد بْن زَيْد عَنْ عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر " حَتَّى تُوُفِّيَ عَلَى ذَلِكَ " أَخْرَجَهُ الْجَوْزَقِيُّ. وَفِي حَدِيث سَلْمَانَ " أَفْنَى شَبَابه وَنَشَاطه فِي عِبَادَة اللَّه "
وأرجو أن تدقق في رواية: " أَفْنَى شَبَابه وَنَشَاطه فِي عِبَادَة اللَّه "
2 - قال ابن رجب رحمه الله في فتح الباري " والثاني: الشاب الَّذِي نشأ فِي عُبَادَة الله - عز وجل -.
فإن الشباب شعبة من الجنون، وَهُوَ داع للنفس إلى استيفاء الغرض من شهوات الدنيا ولذاتها المحظورة، فمن سلم مِنْهُ فَقَدْ سلم.
وفي الحَدِيْث: ((عجب ربك من شاب ليست لَهُ صبوة)).
وفي بعض الآثار: يَقُول الله: ((أيها الشاب التارك شهوته، المتبذل شبابه من أجلي، أنت عندي كبعض ملائكتي))."
3 - قال النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم: " (وَشَابّ نَشَأَ بِعِبَادَةِ اللَّه)
هَكَذَا هُوَ فِي جَمِيع النُّسَخ (نَشَأَ بِعِبَادَةِ اللَّه وَالْمَشْهُور فِي رِوَايَات هَذَا الْحَدِيث: (نَشَأَ فِي عِبَادَة اللَّه) وَكِلَاهُمَا صَحِيح، وَمَعْنَى رِوَايَة الْبَاء: نَشَأَ مُتَلَبِّسًا لِلْعِبَادَةِ أَوْ مُصَاحِبًا لَهَا أَوْ مُلْتَصِقًا بِهَا."
ودقق في قوله: " نَشَأَ مُتَلَبِّسًا لِلْعِبَادَةِ أَوْ مُصَاحِبًا لَهَا أَوْ مُلْتَصِقًا بِهَا"
4 - قال المباركفوري رحمه الله في تحفة الأحوذي:
(وَشَابٌّ)
خَصَّ الشَّابَّ لِكَوْنِهِ مَظِنَّةَ غَلَبَةِ الشَّهْوَةِ لِمَا فِيهِ مِنْ قُوَّةِ الْبَاعِثِ عَلَى مُتَابَعَةِ الْهَوَى فَإِنَّ مُلَازَمَةَ الْعِبَادَةِ مَعَ ذَلِكَ أَشَدُّ وَأَدَلُّ عَلَى غَلَبَةِ التَّقْوَى
(نَشَأَ)
أَيْ نَمَا وَتَرَبَّى
(بِعِبَادَةِ اللَّهِ)
أَيْ " لَا فِي " مَعْصِيَتِهِ فَجُوزِيَ بِظِلِّ الْعَرْشِ لِدَوَامِ حِرَاسَةِ نَفْسِهِ عَنْ مُخَالَفَةِ رَبِّهِ "
فدقق في قوله: " " لَا فِي " مَعْصِيَتِهِ " وفي قوله: " لِدَوَامِ حِرَاسَةِ نَفْسِهِ عَنْ مُخَالَفَةِ رَبِّهِ"
5 - قال الباجي رحمه الله في المنتقى: " وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ تَعَالَى يَحْتَمِلُ - وَاَللَّهُ أَعْلَمُ - أَنْ يُرِيدَ بِهِ أَنَّهُ أَقَلُّ ذُنُوبًا وَأَكْثَرُ حَسَنَاتٍ مِمَّنْ نَشَأَ فِي غَيْرِ عِبَادَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ عَبَدَهُ فِي آخِرِ عُمْرِهِ وَعِنْدَ شَيْخِهِ "
وقد صنف بعض العلماء القدامى والمعاصرين رسائل خاصة بهذا الحديث ومنهم:
1 - السيوطي رحمه الله صاحب رسالة: " تمهيد الفرش في الخصال الموجبة لظل العرش" وذكر سبعين خصلة توجب ظل العرش يوم القيامة.والكتاب موجود في الموسوعة الشاملة.
2 - الشيخ عطية سالم رحمه الله له كتاب بعنوان (في ظل عرش الرحمن)
3 - الدكتور سيد العفاني حفظه الله له كتاب بعنوان (ترطيب الأفواه بذكر من يظلهم الله)
فلعلك تراجع هذه الكتب أو بعضها وتقرأ فيها.
أما ماذكرته من أسئلة فأعتقد أنه لا يستطيع أحد البت فيها بالضبط؛ لأنها أمور نسبية، لكن بالنسبة للسؤال الأول إن كانت انتكاساته كثيرة بحيث قاربت استقامته أو زادت عليها فلا يعد داخلا فيها قطعا، بخلاف ما لو كانت هفوات يسيرة.
وأما السؤال الثاني فإن كلمة (شاب عادي) كلمة مطاطة جدا فقد تطلق على المدخن وعلى المؤخر للصلاة التارك لها في جماعةوعلى الذي لا يغض بصره ..... إلخ
وعموما إذا التزم الشاب فعليه أن يستقيم بشرع الله ويعوض ما فاته ولعله يناله فضل الحديث فإن رحمة الله واسعة،والله أرحم الراحمين.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اّله وصحبه وسلم.
¥