والجواب - والله اعلم - ان المقصود بالشباب هو فترة النشاط والقوة - كما مر في بعض النقول التي ذكرها الاخ الفاضل محمد العبادي , فيقال: من كان قد قضى غالب فترة شبابه في العباة والطاعة والخير فهو ان شاءالله داخل فيه والا فلا , وذلك ان الحكم للاغلب كما هو معلوم وربما استدل عليه بحديث الرجل الذي تنازعت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب
وفترة الشباب والله اعلم هي من البلوغ الى الاربعين اذ هو سن الرشد والنضوج وادراك الامور فما بينهما هي فترة الطيش واستحكام الشهوة فتكون هي مرحلة الشباب.
واما ان يقال فيما دون ذلك اي من لم يغلب على شبابه الطاعة اذا تاب: انه ربما تدركه الرحمة الالهية فيشمله هذا الفضل , ففيه نظر والله اعلم , وليس هذا حكرا لرحمته سبحانه وتعالى - كلا وحاشا - ولكن هو من اعطاء النص الشرعي حقه فلا يحمل ما لا يحتمله شرعا وكذلك صونا لفائدة اللفظ الشرعي وهذا من جنس قوله صلى الله عليه وسلم في وصف السبعين الفا الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب اذ هو وصف محدود له فائدته وكذلك ما جاء في فضل الشهيد وغيره فهو خاص بهم تفضيلا منه سبحانه وتعالى لهم على غيرهم فهو من باب الفضائل المقصورة على من حقق شرطها ولذلك تفاوتت منازل اهل الجنة ومراتبهم ليبلوهم ايهم احسن عملا (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون)
ولكن قد قيل ان العدد لا مفهوم له (وهو الصحيح والله اعلم)، فقد وردت روايات أخرى تبين أن هناك من يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، غير هؤلاء المذكورين في الحديث كالغازي في سبيل الله، والذي ينظر المعسر، ومعين الغارم، وكثير الخطى إلى المساجد، وغيرهم، مما جعل العدد المذكور لا مفهوم له، فلا يراد به الحصر.
فعلى هذا لا يمتنع دخول من تاب بعد سن الشباب في هذا الفضل سيما اذا علم الله سبحانه منه صدق اللجأ والدعاء وحسن الانابة والعبادة فهو العفو الكريم سبحانه , ولا يكون دخوله في هذا الفضل من باب كونه شابا نشأ في طاعة الله فهذا لا يصح لانه لا يوصف بالشباب اصلا , وانما يكون من جملة من يظلهم الله في ظله حيث قررنا ان العدد لا مفهوم له فلا يمتنع دخول هذا ولا غيره ممن لم يرد فيه دليل صريح على دخوله في هذا الفضل , وحينئذ تكون الفائدة من ذكر الموصوفين ههنا انهم يدخلون في هذا الفضل دخولا اوليا بحيث يكون ذلك من عاجل بشرى المؤمن نسال الله الكريم ان يظلنا واياكم في ظله يوم لا ظل الا ظله وان يغفر لنا ما قدمنا وما اخرنا وما اسررنا وما اعلنا وما هو اعلم به منا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين.
ـ[عمرو موسى]ــــــــ[04 - 07 - 07, 01:13 ص]ـ
جزاك الله كل خير
و لكن ذكر السيوطى فى الكتاب المذكور سابقا " تمهيد الفرش في الخصال الموجبة لظل العرش"
السبعة الثانية التى ذكرها شيخ الاسلام ابن تيمية
و ضعف بعضا منها لعل أخوة الفضلاء يوردوها هنا بعد تحقيقها
جزاك الله كل خير أبا عبد الله
ـ[محمد العفاسى]ــــــــ[10 - 01 - 08, 02:33 م]ـ
ضاق صدرى ولم أفهم من كثرة الكلام والشرح
فهل من كريم يجيب على هذا السؤال باختصار
وله الثواب من عند المولى الكريم
ـ[عمرو موسى]ــــــــ[10 - 12 - 09, 04:44 م]ـ
للرفع