تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الإطلاق ما أفتى به الوالد -رحمه الله تعالى- آنفاً إذ كلامه مخصوص بغير تلك الحالة التي تقلب اليد فيها، وسواء فيمن دعا لرفع بلاء في سن ما ذكر أكان ذلك البلاء واقعاً أم لا كما أفتى به الوالد رحمه الله تعالى، واستحب الخطابي كشفهما في سائر الأدعية".أ. هـ. وبهذا البيان يتبين أن قياس المأموم على الإمام في عدم رفع اليدين حال التأمين فاسد الاعتبار، وأن رفع اليدين في الدعاء عموماً مشروع وثابت؛ فمن دعا ورفع يديه حال الدعاء، لا ينكر عليه، إلا في الحالات السابقة، التي صح أن النبي صلى الله عليه وسلم ترك رفع اليدين فيها، وقد سئل ابن حجر الهيتمي في: "الفتاوى الفقهية الكبرى" عن رفع اليدين بعد فراغ الخطبتين يوم الجمعة هل هو مستحب أو بدعة؟ فأجاب: "رفع اليدين سنة في كل دعاء خارج الصلاة ونحوها ومن زعم أنه صلى الله عليه وسلم لم يرفعهما إلا في دعاء الاستسقاء فقد سها سهواً بيناً وغلط غلطاً فاحشاً، وعبارة العباب مع شرحي له (يسن للداعي خارج الصلاة رفع يديه الطاهرتين) للاتباع ... وقال: من ادعى حصرها فهو غالط غلطاً فاحشاً، وهذه لكونها مثبتة مقدمة على روايتهما كان صلى الله عليه وسلم لا يرفع يديه في شيء من الدعاء إلا في الاستسقاء، واستحب الخطابي كشفهما في سائر الأدعية، ويكره للخطيب رفعهما في حال الخطبة كما قاله البيهقي". وقال العلامة محمد بن صالح العثيمين: "ما لم يرد فيه الرفع ولا عدمه؛ فالأصل الرفع؛ لأنه من آداب الدعاء ومن أسباب الإجابة؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفرا".لكن هناك أحوال قد يرجح فيها عدم الرفع وإن لم يرد؛ كالدعاء بين الخطبتين -مثلاً- فهنا لا نعلم أن الصحابة كانوا يدعون فيرفعون أيديهم بين الخطبتين، فرفع اليدين في هذه الحال محل نظر، فمن رفع على أن الأصل في الدعاء -رفع اليدين- فلا ينكر عليه، ومن لم يرفع بناء على أن هذا ظاهر عمل الصحابة، فلا ينكر عليه؛ فالأمر في هذا إن شاء الله واسع".هذا؛ وقد اضطررت للإطالة في هذا الجواب؛ لالتماس من التمس ذلك مني، ولأن هذه المسألة قد كثر فيها اللغط، والكلام بغير علم، مع الإنكار على المخالف بل والتقحم عليه أحياناً أخرى، وأنت خبير بأن المسائل الخلافية لا يجوز فيها إلا النصح مع بيان الدليل، واعتبر -رعاك الله- بعبارة العلامة العثيمين: "فمن رفع على أن الأصل في الدعاء -رفع اليدين- فلا ينكر عليه ... "، فكأنه بتلك الكلمات يرسم طريقة التعامل مع المسائل الخلافية. قال الإمام النسفي –الحنفي-: "إنه يجب علينا إذا سئلنا عن مذهبنا ومذهب مخالفنا في الفروع أن نجيب بأن مذهبنا صواب يحتمل الخطأ، ومذهب مخالفنا خطأ يحتمل الصواب". وما أحسن قول الزركشي: "قد راعى الشافعي رضي الله تعالى عنه وأصحابه خلاف الخصم في مسائل كثيرة، وهذا إنما يتمشى على القول بأن مدعي الإصابة لا يقطع بخطأ مخالفه؛ وذلك لأن المجتهد لما كان يجوز خلاف ما غلب على ظنه، ونظر في متمسك خصمه فرأى له موقعاً راعاه على وجه لا يخل بما غلب على ظنه، وأكثره من باب الاحتياط والورع، وهذا من دقيق النظر والأخذ بالحزم". وقال القرطبي: "ولذلك راعى مالك رضي الله تعالى عنه الخلاف، قال: وتوهم بعض أصحابه أنه يراعي صورة الخلاف، وهو جهل أو عدم إنصاف. وكيف هذا وهو لم يراع كل خلاف وإنما راعى خلافا لشدة قوته".أ. هـ. نقلاً عن "الفتاوى الفقهية الكبرى"، والله أعلم. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ من فتاوى زوار موقع طريق الإسلام.

ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[05 - 07 - 07, 07:31 م]ـ

اعرف يا أخي انه يتكلم عن رفع اليدين ولكن عموما ارى ان الدعاء يستحب معه رفع اليدين كما جاء في الاحاديث

إن الله حيي كريم يستحيي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين

فلما هذا التشدد يرحمكم الله ثبث عن الرسول انه كان يرفع يده في الدعاء فلما نتشدد نحن ونبحث هل الصحابة كانوا يرفعون أيديهم ربما كان أجدر ان نحدد المواقف المنهي عنها الدعاء برفع اليدين وان كنت أظن ان الدعاء بدون رفع اليدين لا يليق بالمسلم والله أعلم

أخي الكريم يوسف المغرب مرحبا بك في المنتدى و نسأل الله أن يعلمنا علما نافعا.

رفع اليدين في الدعاء مشروع.

لكن في مواضع أخرى غير مشروع لماذا؟ لأنه غير ثابث عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - و عن أصحابه رضي الله عنهم.

أنت تقول أنه ثبث عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه كان يرفع يديه في الدعاء هذا صحيح لكن أين؟ أنا أقول لك مثلا أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان لا يرفع يديه حينما كان يدعو في خطبة الجمعة و لكن كان يشير بسبابته إلى السماء. أيرفع المسلم يديه في الجمعة بحجة أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان يرفع يديه في الدعاء؟

إذن إذا لم يثبث الفعل عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في مسألة تخص التقرب إلى الله فالأصل التوقف.

أما قولك كلمة "أرى" فنحن لسنا هنا لنبدي آراءنا في هذه المسائل بل الأفضل و الأحوط أن ننقل الأدلة و كلام أهل العلم حتى ينتفع الجميع.

إضافة إلى ذلك، قول الحق تشدد؟؟؟ بل إن معرفة الحق عزة و نحن نرجو الله أن يجعلنا من الذين يتبعون النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في هديه. آمين.

و الله تعالى أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير