تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (الأعراف: 175

، 176) وكما قيل: (زلة العالِم زلة العالَم) وقد قال ابن المبارك ـ رحمه الله ـ:

وهل أفسد الدين إلا الملوك …… وأحبار سوء ورهبانها

والله سبحانه وتعالى حذر العلماء من مشابهة اليهود فقال: (وَإِذْ أَخَذَ

اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ

ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ) (آل عمران:187)

قال ابن جرير ـ رحمه الله ـ في تفسيرها: (عن قتادة: هذا ميثاق أخذ

الله على أهل العلم, فمن علم شيئا فليعلمه , وإياكم وكتمان العلم,

فإن كتمان العلم هلكة, ولا يتكلفن رجل ما لا علم له به, فيخرج من دين

الله, فيكون من المتكلفين, كان يقال: مثل علم لا يقال به كمثل كنز لا

ينفق منه, ومثل حكمة لا تخرج كمثل صنم قائم لا يأكل ولا يشرب. وكان

يقال: طوبى لعالم ناطق, وطوبى لمستمع واع. هذا رجل علم علما

فعلمه وبذله ودعا إليه, ورجل سمع خيرا فحفظه ووعاه, وانتفع به.

وعن أبي عبيدة, قال: جاء رجل إلى قوم في المسجد وفيه عبد الله بن

مسعود فقال: إن أخاكم كعبا يقرئكم السلام, ويبشركم أن هذه الآية

ليست فيكم: "وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب ليبيننه للناس ولا

يكتمونه" فقال له عبد الله: وأنت فأقرئه السلام, وأخبره أنها نزلت وهو يهودي.) ()

وقال القرطبي ـ رحمه الله ـ في تفسيرها: (قال الحسن وقتادة: هي

في كل من أوتي علم شيء من الكتاب. فمن علم شيئا فليعلمه,

وإياكم وكتمان العلم فإنه هلكة. وقال محمد بن كعب: لا يحل لعالم أن

يسكت على علمه, ولا للجاهل أن يسكت على جهله) ()

وقال ابن كثير ـ رحمه الله ـ في تفسيرها: (هذا توبيخ من الله وتهديد

لأهل الكتاب الذين أخذ الله عليهم العهد على ألسنة الأنبياء أن يؤمنوا

بمحمد صلى الله عليه وسلم وأن ينوهوا بذكره في الناس فيكونوا على

أهبة من أمره فإذا أرسله الله تابعوه فكتموا ذلك وتعوضوا عما وعدوا

عليه من الخير في الدنيا والآخرة بالدون الطفيف والحظ الدنيوي السخيف

فبئست الصفقة صفقتهم وبئست البيعة بيعتهم. وفي هذا تحذير للعلماء

أن يسلكوا مسلكهم فيصيبهم ما أصابهم ويسلك بهم مسلكهم فعلى

العلماء أن يبذلوا ما بأيديهم من العلم النافع الدال على العمل الصالح ولا

يكتموا منه شيئا فقد ورد في الحديث المروي من طرق متعددة عن

النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ أَلْجَمَهُ

اللَّهُ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ()) ()

ولكن بحمد الله ما زال في العالم من علماء الأمة من يأمر بالمعروف

وينهى عن المنكر ويجادل بالحق وهو على يقين بموعود الله، وما زال

في عوامها من يريد رضا الله تعالى، وقدأخرج مسلم أن رَسُولُ اللَّهِ

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَلَا

تَزَالُ عِصَابَةٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ إِ

لَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ) ()

ولا شك أن تشريع قوانين وضعية وإجبار الناس على التحاكم إليها كفر

بالله العظيم وردة عن دين الإسلام ومنازعة للرب جل وعلا في سلطانه

وربوبيته ()، وكلامنا فيمن تحاكم، وليس فيمن شرع أو حكم بالقوانين

الوضعية فهو كافر كمن شرع ()، أما من حكم في قضايا معينة فهذا

إما كافر أو ظالم أو فاسق كل بحسبه، وليس هذا مقام التفصيل.

وإني لا أعلم أن أحدا سبقي بإفراد هذه المسألة لذا أنشرها بين طلبة

العلم عبر الانترنت لعل فيهم من يكمل نقصا أو يسد خلال أو يهدي

عيبا.

وسبق وأن طبعت عددا من النسخ لجملة من العلماء وأنتظر ردا منهم.

وكتبه

عبدالرحمن بن محمد الهرفي

ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[13 - 01 - 03, 04:48 ص]ـ

جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل عبدالرحمن الهرفي، والبحث الذي كتبته مهم جدا، فهو يهم الكثير من المسلمين، فأدعوا الإخوة لقرائته والاستفادة منه، وإبداء الملاحظات، حتى يستفيد منه أهل الإسلام في كل مكان، فكثير من المسلمين في بلدان كثيرة لايستطيعون الحصول على حقوقهم إلا من طريق التحاكم لغير شريعة الإسلام!!!، فهي فعلا كما تفضل الشيخ حاجة ملحة تقوم مقام الضرورة.

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[13 - 01 - 03, 05:10 ص]ـ

هناك مقالة ممتازة نشرتها مجلة نداء الإسلام التي تصدر في إستراليا وقد بين الكاتب جواز التحاكم للطواغيت لأخذ حق أو رفع مظلمة إن لم يتيسر البديل الإسلامي.

ـ[عبدالرحمن بن محمد الهرفي]ــــــــ[13 - 01 - 03, 03:25 م]ـ

الأخ الفاضل محمد الأمين وفقه الله لكل خير

ليتك تريل لي رابط لهذه المقالة

وذكر لي أحد الإخوة أن هناك حوار دائر في منتدى الموحدين ولا أعرف المنتدي.

وجزى الله خيرا كل من شارك، ومن سيشارك أيضا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير