تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مُحَرِّكَاتُ الْقُلُوبِ إلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ

ـ[العويشز]ــــــــ[04 - 07 - 07, 05:21 ص]ـ

قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله تعالى-:

(اعْلَمْ أَنَّ مُحَرِّكَاتِ الْقُلُوبِ إلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ثَلَاثَةٌ:

الْمَحَبَّةُ وَالْخَوْفُ وَالرَّجَاءُ.

وَأَقْوَاهَا الْمَحَبَّةُ: وَهِيَ مَقْصُودَةٌ تُرَادُ لِذَاتِهَا لِأَنَّهَا تُرَادُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، بِخِلَافِ الْخَوْفِ فَإِنَّهُ يَزُولُ فِي الْآخِرَةِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {أَلَا إنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} وَالْخَوْفُ الْمَقْصُودُ مِنْهُ الزَّجْرُ وَالْمَنْعُ مِنْ الْخُرُوجِ عَنْ الطَّرِيقِ فَالْمَحَبَّةُ تَلْقَى الْعَبْدَ فِي السَّيْرِ إلَى مَحْبُوبِهِ وَعَلَى قَدْرِ ضَعْفِهَا وَقُوَّتِهَا يَكُونُ سَيْرُهُ إلَيْهِ وَالْخَوْفُ يَمْنَعُهُ أَنْ يَخْرُجَ عَنْ طَرِيقِ الْمَحْبُوبِ وَالرَّجَاءُ يَقُودُهُ

فَهَذَا أَصْلٌ عَظِيمٌ يَجِبُ عَلَى كُلِّ عَبْدٍ أَنْ يَتَنَبَّهَ لَهُ فَإِنَّهُ لَا تَحْصُلُ لَهُ الْعُبُودِيَّةُ بِدُونِهِ وَكُلُّ أَحَدٍ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ لَا لِغَيْرِهِ.

فَإِنْ قِيلَ: فَالْعَبْدُ فِي بَعْضِ الْأَحْيَانِ قَدْ لَا يَكُونُ عِنْدَهُ مَحَبَّةٌ تَبْعَثُهُ عَلَى طَلَبِ مَحْبُوبِهِ فَأَيُّ شَيْءٍ يُحَرِّكُ الْقُلُوبَ؟

قُلْنَا يُحَرِّكُهَا شَيْئَانِ -

أَحَدُهُمَا: كَثْرَةُ الذِّكْرِ لِلْمَحْبُوبِ؛ لِأَنَّ كَثْرَةَ ذِكْرِهِ تُعَلِّقُ الْقُلُوبَ بِهِ وَلِهَذَا أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِالذِّكْرِ الْكَثِيرِ فَقَالَ تَعَالَى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا} {وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} الْآيَةَ.

وَالثَّانِي: مُطَالَعَةُ آلَائِهِ وَنَعْمَائِهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} وَقَالَ تَعَالَى {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ}. وَقَالَ تَعَالَى {وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} وَقَالَ تَعَالَى {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} فَإِذَا ذَكَرَ الْعَبْدُ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ بِهِ عَلَيْهِ مِنْ تَسْخِيرِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهَا مِنْ الْأَشْجَارِ وَالْحَيَوَانِ وَمَا أَسْبَغَ عَلَيْهِ مِنْ النِّعَمِ الْبَاطِنَةِ مِنْ الْإِيمَانِ وَغَيْرِهِ فَلَا بُدَّ أَنْ يُثِيرَ ذَلِكَ عِنْدَهُ بَاعِثًا.

وَكَذَلِكَ الْخَوْفُ تُحَرِّكُهُ مُطَالَعَةُ آيَاتِ الْوَعِيدِ وَالزَّجْرِ وَالْعَرْضِ وَالْحِسَابِ وَنَحْوِهِ

وَكَذَلِكَ الرَّجَاءُ يُحَرِّكُهُ مُطَالَعَةُ الْكَرَمِ وَالْحِلْمِ وَالْعَفْوِ)

مجموع الفتاوى (1/ 95 - 96).

ـ[أبو عبدالعزيز]ــــــــ[14 - 07 - 07, 02:08 ص]ـ

جميل .. نفع الله بك

ـ[عبدالله أبو محمد]ــــــــ[25 - 07 - 07, 12:32 م]ـ

جزاك الله خيرًا

وعجل بشفاء ابنك، وتذكر قول الحبيب - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (من يرد الله به خيرًا يصب منه)

ـ[صخر]ــــــــ[25 - 07 - 07, 01:51 م]ـ

جميل جدا

بارك الله فيك

ـ[ابو الحارث البيساني]ــــــــ[25 - 07 - 07, 09:31 م]ـ

جزاك الله خير

ـ[العويشز]ــــــــ[05 - 08 - 07, 12:31 ص]ـ

أخي أبو عبدالعزيز، صخر، أبوالحارث البيساني:

جمّل الله حياتكم، ونفع بكم، وجزاكم خيراً.

أخي عبدالله أبو محمد:

بارك الله فيك، وأسأل الله أن يستجيب الدعاء، وأن يريد بي وبك خيراً.

ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[05 - 08 - 07, 01:17 ص]ـ

جزاك الله خيرًا

وعجل بشفاء ابنك، وتذكر قول الحبيب - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (من يرد الله به خيرًا يصب منه)

) (

ـ[محمد الجنوبي]ــــــــ[05 - 08 - 07, 02:34 ص]ـ

وفقك الله ياشيخ

واسأل الله ان يشفي ابنك

ويصبرك

ـ[العويشز]ــــــــ[03 - 02 - 08, 06:50 ص]ـ

اللهم آمين

بارك الله فيكم جميعاً

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير