[مقالات في الإحسان ومكارم الأخلاق (حق الجار)]
ـ[الأستاذ يحيى]ــــــــ[07 - 07 - 07, 03:26 ص]ـ
حقوق الجار
إعداد: الأستاذ يحي بن ناصر الشمراني
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
أحبابي الكرام:
من مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف (1) وقيمه النبيلة أن حث أتباعه علىالإهتمام بالجار وحقه قال تعالى {َ?عْبُدُواْ ?للَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِ?لْوَ?لِدَيْنِ إِحْسَـ?ناً وَبِذِى ?لْقُرْبَى? وَ?لْيَتَـ?مَى? وَ?لْمَسَـ?كِينِ وَ?لْجَارِ ذِى ?لْقُرْبَى? وَ?لْجَارِ ?لْجُنُبِ وَ?لصَّـ?حِبِ بِ?لجَنْبِ وَ?بْنِ ?لسَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَـ?نُكُمْ إِنَّ ?للَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً *} (2)
وعلى هذا فالوصاة بالجار مأمور بها مندوب إليها مسلماً كان أو كافراً، وهو الصحيح. والإحسان قد يكون بمعنى المواساة، وقد يكون بمعنى حُسن العشرة وكف الأذى والمحاماة دونه. روى البخاريّ عن عائشة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «ما زال جبريلُ يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورِّثه»
. وروي عن أبي شُريح أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن» قيل: يا رسول الله ومَنْ؟ قال: «الذي لا يأمن جارهُ بوائقَه» (3) وهذا عام في كل جارٍ. وقد أكّد عليه السلام ترك إذيته بقَسَمه ثلاث مرات، وأنه لا يؤمن الإيمان الكامل من آذى جاره.
فينبغي للمؤمن أن يحذر أيذاء جاره، وينتهي عما نهى الله ورسوله عنه، ويرغب فيما رضياه وحضَّا العباد عليه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 - الحنيف: المستقيم وقيل الميل إلى الإسلام
2 - النساء:63] وَ?لْجَارِ ذِى ?لْقُرْبَى? الذي قرب جواره {وَ?لْجَارِ ?لْجُنُبِ أي الذي جواره بعيد أو الجار القريب النسيب، والجار الجنب الأجنبي
3 - بوائقه أيغَوائلُه وشرُّه أَو ظُلْمه وغَشَمُه
وروي عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال:
«الجيران ثلاثة، فجارٌ له ثلاثة حقوق، وجارٌ له حقان، وجارٌ له حق واحد،
فأما الجار الذي له ثلاثة حقوق: فالجار المسلم القريب له حقُّ الجوار وحقُّ القرابة وحقُّ الإسلام.
والجار الذي له حقّان فهو الجار المسلم فله حق الإسلام وحقّ الجوار
والجار الذي له حقّ واحد هو الكافر له حقّ الجوار» (1)
روى البخاري عن عائشة قالت: (قلت يا رسول الله، إن لي جارَين فإلى أيِّهما أُهْدِي، قال: «إلى أقربهما منكِ بابا» (2)
وعن أبي هريرةرضي الله عنه قال: قَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم:
«مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ، فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ، فَلا يُؤْذِ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ، فَلْيَقُلْ خَيْراً أوْ لِيَصْمُتْ) 3
أيها الحبيب: هلا تفكرت في أهمية الجار وفضله, لو كنت غائبا عن منزلك فمن الذي يقوم مقامك عند الحاجة؟ إنه الجار
لو لاسمح الله لك أن مرضت أو تعرض ابنك أو أحد أفراد أسرتك لأذى وكنت غائباً عن منزلك فمن هو المسعف؟ إنه الجارفهو أقرب الناس إليك والذي يقوم بالواجب نحوك
ولو أصاب منزلك مكروها لاسمح الله وأنت غائب من حريق أو سارق أو غير ذلك فمن ذا الذي يقوم بالواجب؟ إنه الجار فهو أقرب الناس إليك
وهو أقرب الناس علماً بحالك وسر بيتك لمقربته منك ولذلك فالجار الجار وكانت العرب تقول الجار قبل الدار لما له من فضل وأهمية وصلى الله وسلم على سيدنا محمد
ـــــــــــــــــــــ
1 - تفسير القرطبي الجزء5 ص (179)
2 - تفسير القرطبي الجزء5 ص (179)