تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الامام المزّي وفضله عند الموافق والمخالف ..

ـ[مسدد2]ــــــــ[07 - 07 - 07, 04:33 ص]ـ

((ولي المزي دار الحديث الاشرفية ... سنة 718 وليها بالرغم من معارضة الكثيرين بسبب صحبته لشيخ الاسلام ابن تيمية وتأييده لآرائه، لكن علمه وفضله وهما مما لا يستطيع ان ينكره الاشاعرة ولا غيرهم، جعلهم يضطرون الى توليته هذه الدار التي كانت تعد من أكبر دور الحديث بدمشق.

بالرغم من أنه كتب بخطه حين وليها بأنه أشعري، فقد أبانوا عن سخطهم، فلم يخضروا حفل الافتتاح كما جرت العادة آنذالك، قال ابن كثير (ولم يحضر عنده كبير أحد، لما في نفوس بعض الناس من ولايته لذلك مع أنه لم يتولها أحد قبله أحق بها منه، وما عليه منهم إذا لم يحضروا؟ فإنه لا يوحشه إلا حضورهم، وبعدهم آنس، والله اعلم)

......

واستمرت المكائد تحك ضده حتى وهو في آخر شيخوخته، ففي سنة 739 ولي تقي الدين السبكي قضاء الشافعية بدمشق، وما أن وصل دمشق حتى حضر عنده الشيخ صدر الدين سليمان بن عبد الحكيم المالكي بعد ليله واحدة من دخوله، وكان صدر الدين أشعرياً جلداً متعصباً على المخالفين، ولكن التقي السبكي كان يحبه، فروى التاج السبكي ان والده التقي قال ( .....

ثم انتهى -أي صدر الدين في كلامه الى التقي- الى المزي، فقال: وينبغي لك عزله من مشيخة دار الحديث الاشرفية، قال الشيخ الامام (يعني التقي): فاقشعر جلدي وغاب فكري وقلت في نفسي: هذا إمام المحدثين، والله لو عاش الدارقطني استحيى ان يدرس مكانه، قال: وسكت، ثم منعت الناس من الدخول علي ليلاً، وقلت: هذه بلدة كثيرة الفتن، فقلت (أي التاج) للشيخ الامام: إن صدر الدين المالكي لا ينكر رتبة المزي في الحديث، ولكنه كأنه لاحظ ما هو شرط واقفها من أن شيخها لابد أن يكون أشعري العقيدة، والمزي وإن كان حين ولي كتب بخطه بأنه أشعري، إلا أن الناس لا يصدقونه في ذلك. فقال: أعرف أن هذا هو الذي لاحظه صدر الدين، ولكن من ذا الذي يتجاسر أن يقول: المزي ما يصلح لدار الحديث؟ والله إن ركني ما يحمل هذا الكلام!

وقد استمر المزي متولياً لهذه الدار طيلة حياته، وكانت مسكنه، فكانت ولايته لها قرابة أربعة وعشرين عاما، ومنها نشر علمه الجم، وفيها حدث بكتابه العظيم تهذيب الكمال وغيره، وسمعها عليه الجلة من شيوخ العصر.

.....

قال صهره ابن كثير: سنة 742. وصلى عليه بالجامع الاموي، وخرج بجنازجته من باب النصر، فصلوا عليه خارج باب النصر أمهم عليه القاضي تقي الدين السبكي الشافعي، وهو الذي صلى عليه بالجامع الاموي، ثم ذهب به الى مقابر الصوفية فدفن هناك الى جانب زوجته عائشة غربي قبر الشيخ تقي الدين ابن تيمية))

))

انتهى النقل باختصار بسيط من كتاب

مدرسة الحديث في بلاد الشام خلال القرن الثامن الهجري

الدكتور محمد بن عزوز

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير