ب- ليس الوقوع دليلاً كافيًا للحكم بأنه حيض. وإن كان الدكتور محمد البار قد ذكر أن خمس نساء من كل ألف امرأة يحضن في الأشهر الأولى للحمل، فهذا حيض كاذب؛ لأنه في ضوء المعطيات الطبية لا يصح اعتباره حيضًا؛ لاختلاف طبيعة الرحم بين الحامل وغير الحامل. بالإضافة لتعدد أسباب نزول الدم على الحامل، ومنها:
1 - نزيف لعدة أسباب مرضية.
2 - الحمل خارج الرحم، ويكون عادة مصحوبًا بآلامك في البطن، وهبوط الضغط، وهي حالة تستدعي جراحة فورًا.
3 - الرحى الغددية (الحمل العنقودية): وهو غير طبيعي، وهو عبارة عن كتل من الخلايا لها قدرة على الانتشار داخل الرحم، وذو خطورة على حياة الأم، ويجب التخلص من هذا الحمل بأسرع وقت يمكن، حفاظًا على صحة الأم ([24] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn24)).
1- وأما استدلالهم بما روي عن عائشة: "أن المرأة إذا رأت الدم إنها لا تصلي".
فيجاب عنه: بأنه قد وردت روايات كثيرة عنها رضي الله عنها: إن الحامل لا تحيض، وأنها تغتسل وتصلي، وقد وجّه ابن قدامة هذه الروايات: بأنه يحمل قولها على الحبلى التي قاربت الوضع جمعًا بين قوليها. فإن الحامل إذا رأت الدم قريبًا من ولادتها، فهو نفاس تَدَعُ له الصلاة ([25] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn25)).
الرأي الراجح:
بعد استعراض رأي الفريقين وأدلتهم والاستناد إلى الأبحاث الطبية الحديثة، يتبين صحة رأي القائلين بأن الحامل لا تحيض، فما تراه من دم هو دم فساد وعلة. ففي العلم البيولوجي يطلقون عليه الحيض الكاذب، حتى لو كان في موعده، ويحيل نزول الدم إلى أسباب عصبية وظيفية فحسب ([26] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn26)).
وإن النظر العميق في الأدلة الثابتة الصحيحة يؤكد أن الحمل نفيض للحيض، فهما لا يلتقيان. وإن الدماء التي قد تنزل على المرأة أثناء حملها تتنوع أسباب المرضية، وإن كان ظاهرها أنه دم وافق عادة المرأة قبل حملها.
([8]) الخرشي، محمد الخرشي المالكي "الخرشي على مختصر خليل مع حاشية العدوي"، دار الكتب الإسلامي: (1/ 205).
([9]) الشربيني، مغني المحتاج: (1/ 293).
([10]) ابن الهمام، شرح فتح القدير: (186).
([11]) البهوتي، كشاف القناع: (1/ 2102).
([12]) الشربيني، مغني المحتاج: (1/ 293).
([13]) رواه أبو داود في سننه في كتاب الطهارة، باب من قال: إذا أقبلت الحيضة تدع الصلاة، الطبعة الأولى، دار الحديث – بيروت (1969م): (1/ 197)، ورواه النسائي في سننه في كتاب الحيض والاستحاضة الفرق بين دم الحيض والاستحاضة، طبعة دار الريان: (1/ 185).
([14]) الرافعي، فتح العزيز (مطبوع مع المجموع): (2/ 577).
([15]) مالك، المدونة: (1/ 155).
([16]) الرافعي، فتح العزيز (مطبوع مع المجموع) L2/577).
([17]) أبو داود: سليمان بن الأشعث السجستاني سنن أبي داود مع معالم السنن: كتاب النكاح، باب في وطء السبايا (2157): (2/ 614). بتحقيق شعيب الأرناؤوط وعبد القادر الأرناؤوط، وقالا عنه صحيح لغيره.
([18]) ابن قدامة، المغني: (1/ 361).
([19]) الرافعي، فتح العزيز (مطبوع مع المجموع): (2/ 576).
([20]) صحيح مسلم، كتاب الطلاق، باب تحريم طلاق الحائض: (2/ 1095). وأحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، رواه في مسنده، الطبعة الأولى، دار الكتب العلمية، بيروت (1993م): (2/ 36).
([21]) ابن قدامة، المغني: (1/ 362).
([22]) الطبري، أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، جامع البيان، دار الفكر: (28/ 129).
([23]) الماوردي، الحاوي: (1/ 388).
([24]) بحث الندوة الثالثة: (ص 438، 439).
([25]) ابن قدامة، المغني: (1/ 362).
([26]) د. أمين رويحة "المرأة في سن الإخصاب وسن اليأس" الطبعة الأولى. دار القلم، بيروت (1974م): (ص 58).
من كتاب (أحكام المرأة الحامل)
يحيى بن عبد الرحمن الخطيب
ـ[أبو نُسيبة]ــــــــ[13 - 07 - 07, 11:29 م]ـ
جزاك الله خيراً ياأبا صفوان ...
أسأل الله أن يفقهك في الدين ويعلمك التأويل ...
آمين ...
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[14 - 07 - 07, 12:47 ص]ـ
بارك الله فيك أخي العوفي
وأضيف أنه من المعلوم أن المرأة إذا حملت، فإن الرحم بإرادة الله ينغلق، محافظة على النطفة، والحيض إنما يخرج من الرحم، فإذا كان الرحم مغلقا، فإن الدم النازل ليس من الحيض، فإن كان من الرحم فهذا دم فساد بسبب خلل في التكوين، وربما أدى إلى الإسقاط.
والله أعلم
ـ[توبة]ــــــــ[14 - 07 - 07, 01:30 ص]ـ
بارك الله فيكم، هذا 'الإنغلاق' يحدث بسبب انقباض الأوردة الدموية أو تقلصها، و نزول الدماء يكون أكثر أسبابه حدوث انزلاق في المشيمة أو تجمع دموي خلف جدار المشيمة أو الرحم، و يعتبر عاملا مهددا لاستمرارية الحمل و خطرا على صحة الأم.
وأشكرك أخي على إرشادنا لكتاب أحكام المرأة الحامل،فهي رسالة مفيدة في هذا الباب.
وهذا رابطها للتحميل http://www.almeshkat.net/vb/attachme...&postid=315366 (http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=315366)
جازكم الله خيرا.