تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[اليهود واللغة العربية]

ـ[الديولي]ــــــــ[12 - 07 - 07, 04:00 م]ـ

قال د/ مصطفى السباعي في كتابه القلائد

قال: ألفرد جيوم في مقدمة (تراث الإسلام) ونحن اليهود مدينون فوق هذا للغة العربية من فضل كبير علينا في دراسة التوراة، فإن هذه اللغة لم تكد تصبح لغة رسمية حتى أدرك اليهود صلتها الوثقى باللغة العبرية، وقد أخذ اليهود يقلدون العرب ــ أو بالأحرى المسلمين من غير العرب ــ في إبان القرن الثالث الهجرة، ويُخضعون لغتهم لقواعد النحو العربي.

ثم إن علم النحو الذي وضعه الحاخام qimhi dved المتوفى سنة خمس وثلاثين ومائتين وألف، والذي أثر تأثيرا بعيد المدى فيما تلا ذلك من دراسة اللغة العربية بين المسيحيين، قد استمد من الأصول العربية كثيرا من مادته. وكثيرا ما كان الحاخام يرجع في تفسيره القائم على النحو الذي وضعه إلى الترجمات المعتمدة لمخطوط العهد القديم.

ومنذ فجر القرن التاسع عشر لم يزل الباحثون يلجأون إلى اللغة العربية ليلتمسوا في رحابها تفسير الكلمات والصيغ النادرة في اللغة العربية، لأن العربية وإن كانت تصغر من العبرية بألف عام من حيث أنها لغة آداب، فإنها تكبر عنها من ناحية الفقه اللغوي بقرون لا يحصيها العد.

والألفاظ العبرية التي لا نستطيع تحقيق الأصول التي نشأت عنها يمكن ردها في أغلب الأحيان إلى آثار صِيَغ بَطَلَ استعمالها وانقطعت صلتها بغيرها، وهي صيغ شائعة في اللغة العربية التي تشترك مع العبرية في أصل واحد.

والألفاظ والعبارات التي فقدت في العبرية معناها الدقيق يسهل تفسيرها تفسيرا مقنعا بالرجوع إلى الأصل العربي.

أجل ... ليس في وسع باحث جاد يدرس العهد القديم أن يستغني عن الإحاطة باللغة العربية، وتكشف لك التعليقات التي تناولها جميع نُقاد التوراة عن فضل اللغة العربية في تفسير الإنجيل، وما زال تراث العربية للعبرية باقيا حتى اليوم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير