تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[رائع [الثمار الشهية اليانعة عند لفح حر الهاجرة] حسين بن عجب]

ـ[حسين بن عجب]ــــــــ[16 - 07 - 07, 12:58 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

إن من حكمة الله تبارك وتعالى أن جعل الفصول الأربعة متعاقبة على سطح الأرض طوال العام صيف وشتاء وربيع ثم خريف،تتعاقب على الناس على مر الدهور والأيام بشكل انسيابي متقن لا يحدث بلبلة في الكون و أضراراً بالغة للمخلوقات،فكيف لو تخيلنا سطح الأرض كأسطح بعض الكواكب يوم حر هجير وفجأة شتاء زمهرير لهلكنا والله ساعة إذ ولما بقي في الأرض حياة ولكن رحمة الله شملت جميع خلقه وقليل من عباده المتفكر وقليل من هذا القليل الشاكر المعتبر، فإذا نظرنا لأحوالنا هذه الأيام نجد الكثير من الناس يتشكى الحال من شدة الحر فالإنسان بطبعه ضعيف قال تعالى: (يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا) وهذا لا ريب فيه فقد شكا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إليه ما يجدون من شدة حرارة الأرض عند صلاة الظهر فعَنْ خَبَّابٍ –رضي الله عنه-، قَالَ: أَتَيْنَا رَسُولَ اللّهِ فَشَكَوْنَا إِلَيْهِ حَرَّ الرَّمْضَاءِ فَلَمْ يُشْكِنَا، ونحن اليوم نعيش في القرن الخامس عشر للهجرة النبوية -على صاحبها أزكى صلاة وأتم تسليم- في حياة لم يسبق لها مثيل على مر الدهور والعصور فقد ظهرت هذه التقنيات والأجهزة العجيبة التي أدهشت العقول وطارت بالألباب ففي وسائل المواصلات استخدمت السيارات والقطارات والطائرات وغيرها،وفي وسائل الاتصالات فحدث ولا حرج عن الطفرة والنقلة النوعية الهائلة في وسائلها فبعد أن كانت الرسالة الواحدة من مصر إلى مصر تستغرق الشهور بل والأعوام صارت اليوم مدة توصيلها ثواني تقطع آلاف الفيافي والغفار وقد لا ينتهي المرسل من شرب فنجان قهوته إلا والرد يأتيه من المرسل إليه وإن كان في أبعد أصقاع الأرض عنه. ومما يهم الناس هذه الأيام من تلك الاختراعات والابتكارات أجهزة التكييف والتبريد التي أحدثت للناس شيئاً كبيراً من الراحة والرفاهية التي لم توجد من قبل عند أسلافنا الأولين، والسؤال المهم هنا هل أدينا نحن شكر كل هذه النعم التي خصنا الله بها دون من كان قبلنا من القرون؟!

إن علينا أعزائي القراء مع نعانيه هذه الأيام من شدة حر الهاجرة * ووهج الشمس الحارقة ورياح السموم العاتية لا أقول أن نقف مع أنفسنا وقفات نحاسب ونذكر بها نفوسنا بل أقول أن ننتزع ونقتطف لأنفسنا وقلوبنا هذه الثمرات الموسمية قبل أن يحين موعد انتهاء الحصاد،فالموفق من وفقه الله لسعادة الدارين الدنيا والآخرة ولا تجتمع إلا لمن صدق وآمن بالوحيين،وقد قطفت لك أخي الكريم هذه الثمرات العشر من بستان ورياض الوحيين الكتاب والسنة وكذلك كلام سلف الأمة جعلنا الله من السائرين على خطاهم. آمين،،

الثمرة الأولى: التذكر والاعتبار والاستعداد ليوم القرار:

روى مسلم من حديث المقداد بن الأسود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تدنو الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل، فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق: فمنهم من يكون إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى حقويه، ومنهم من يلجمه العرق إلجاما)، فإذا كان العبد في هذه الدنيا لا يتحمل حرارة الشمس لبضع دقائق في هذه الحياة الدنيا! فكيف به والشمس على رأسه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة،قال تعالى: (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من سره أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأي عين فليقرأ "إذا الشمس كورت" "وإذا السماء انفطرت" "وإذا السماء انشقت" رواه الترمذي،عباد الله لنتذكر في هذا الحر الهجير يوم الرحيل،للنظر إلى القبور فقط عند الظهيرة ويا حبذا لو ألجمت نفسك إلجاماً لتتبعها جنازةً وتدفنها في وقت الظهيرة لتعرف مدى الكرب الرهيب الذي ينتابك إذا تخيلت نفسك أنك أنت الدفين في هذا القبر الموحش! يا ترى من سيبرد عليك! ومن سيسقيك الماء البارد إذا ظمئت!

أترك الجواب لك ولأعمالك وأقوالك وكتاباتك وحركاتك وسكناتك في هذه الدنيا التي أنت أعلم بها من غيرك من الخلق، واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله،،،

الثمرة الثانية:تذكر النار وأهوالها والاستجارة بالله منها:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير