تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم)

وإننا في هذا الزمان الذي يعيش فيه بعض إخواننا في الدين الذين تربطنا معهم كلمة التوحيد لا إله الله محمد رسول الله يعشون قريباً مما عاشه رسول الله وأصحابه في هذه الغزوة العظيمة فقد أجلبت عليهم ممل الكفر والنفاق بخيلها ورجلها و عتادها وسلاحها وسلبت أراضيهم وعيث في ديارهم بالفساد والإفساد وهتكت الحرمات والأعراض وأسرت الرجال والنساء وبدلت ملة إمام الحنفاء فلا حول لهم ولا قوة لهم إلا الله تعالى ثم بإخوانهم في الدين بعد أن تخلى عنهم وخذلهم القريب والبعيد والصديق والرفيق، فقد قال النبي: «ما من امرأ يخذل امرأً مسلماً عند موطن تنتهك فيه حرمته، وينتقص فيه من عرضه، إلا خذله الله عزَّ وجلَّ في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرأًٍ ينصر امرأًً مسلماً في موطن ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته، إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته».رواه أحمد

وإن مما كشفته هذه الغزوة المباركة أحوال المنافقين الصادين عن الجهاد في سبيل الله قال تعالى: (فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ اللّهِ وَكَرِهُواْ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ)

قال ابن كثير: (يقول تعالى ذامً للمنافقين المتخلفين عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وفرحوا بقعودهم بعد خروجه " وكرهوا أن يجاهدوا " معه " بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالوا " أي بعضهم لبعض " لا تنفروا في الحر " وذلك أن الخروج في غزوة تبوك كان في شدة الحر عند طيب الظلال والثمار فلهذا قالوا " لا تنفروا في الحر " قال الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم " قل " لهم " نار جهنم " التي تصيرون إليها بمخالفتكم " أشد حرا " مما فررتم منه من الحر بل أشد حرا من النار.

وقال تعالى " إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب " وقال تعالى في هذه الآية الكريمة " قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون " أي لو أنهم يفقهون، ولو يفقهون لنفروا مع الرسول في سبيل الله في الحر ليتقوا به من حر جهنم الذي هو أضعاف هذا ولكنهم كما قال الآخر: كالمستجير من الرمضاء بالنار وقال الآخر:

عمرك بالحمية أفنيته خوفا من البارد والحار

كان أولى لك أن تتقي من المعاصي حذر النار)

الثمرة الخامسة:لا، للهزيمة والانكسار،والفرار إلى ديار الكفار:

إن مما يدور في خلد كثير ممن ضعفت نفوسهم أمام شهواتهم، أو آثروا رغبات أبناءهم وزوجاتهم على الالتزام بحقوق دينهم وواجباته عليهم،الهروب من الواقع الحاصل هذا الأيام من الحر الشديد والفراغ الكبير لدى الطلاب والطالبات بسبب الإجازة الصيفية فيسرعون الخطى نحو مكاتب السفريات لعمل الحجوزات إلى أين يا ترى؟! بيت الله الحرام؟! مدينة رسول الله؟! صلة الأرحام؟!

لا،كلا،-إلا من رحم الله- بل إلى بلاد الفجور والسفور (باختصار بلاد الصياعة) وليست كما يسميها بعض الناس بلاد السياحة لأن سياحة هذه الأمة المحمدية هي بالجهاد في سبيل الله كما تبين لنا من أسفار الرسول صلى الله عليه وسلم آنفاً وذكر ذلك علماء المسلمين في كتبهم ومؤلفاتهم وشروحهم لأحاديثه صلى الله عليه وسلم فمن ذلك ما قاله ابن كثير- رحمه لله- في تفسير سورة التوبة قال: (وجاء ما يدل على أن السياحة الجهاد وهو ما روى أبو داود في سننه من حديث أبي أمامة أن رجلاً قال: يا رسول الله ائذن لي في السياحة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله») وجاء عن عائشة رضي الله عنها قالت: سياحة هذه الأمة الصيام.وقد تكلمنا في المقال السابق عن حكم السفر إلى بلاد الكفار وأردفنا المقال بفتوى جمع من أهل العلم في هذه البلاد المباركة - فينظر للفائدة -

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير