تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الله عليه وسلم «لتسألن عن هذا يوم القيامة أخرجكم من بيوتكم الجوع فلم ترجعوا حتى أصبتم هذا فهذا من النعيم»

الثمرة السابعة:تذكر أحوال الفقراء والمساكين:

إن على ذوي القلوب الرحيمة في مثل هذه الأيام الحارة استشعار عظيم فضل الله عليهم بما أمتن عليهم من النعم التي لو سلبوها لعاشوا والله في أضيق حال وأسوء مقال،وإن من صور شكر نعم الله تعالى على عباده هذه الأيام خاصة التفات إلى الفقراء والمساكين والأرامل واليتامى فقد اشتد والله الكرب على كثير منهم فبعض بيوتهم لا يوجد فيها ما يكفي من المكيفات وأجهزة التبريد التي تخفف عليهم شدة وطء حر ووهج الشمس الحارقة وبعضها قد يكون معدومً منها بالكلية فتضيق عليهم بذلك بيوتهم الضيقة في الأساس بعد ما ضاقت عليهم الدنيا و ما ضاقت به نفوسهم قبل ذلك كله من شدة الكروب وكثرة الهموم والأوجاع فتذكر يا من أنعم الله عليك حين تقدم إلى منزلك بعد طول عملك فتسترخي على أريكتك وقد طاب لك جوك وملئت بما لذ وطاب جوفك، تذكر جارك المسكين الذي لم يتوفر لديه ما يسد به فاتورة الكهرباء!! أو ما يكسي به أبناءه وبناته في زمن الخيلاء!! أو ما يحفظ به ماء وجهه عند مالك العقار!!

قال تعالى: (لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ) روى وكيع في تفسيره عن عمرو بن ميمون "لن تنالوا البر" قال الجنة، وروى الإمام أحمد: عن أنس بن مالك قال: كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالا وكان أحب أمواله إليه بيرحاء وكانت مستقبلة المسجد وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب قال أنس: فلما نزلت "لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون" قال أبو طلحة: يا رسول الله إن الله يقول "لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون" وإن أحب أموالي إلى بيرحاء وإنها صدقة لله أرجو بها برها وذخرها عند الله تعالى يا رسول الله حيث أراك الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم بخ بخ ذاك مال رابح ذاك مال رابح وقد سمعت وأنا أرى أن تجعلها في الأقربين فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه.

وفي صحيح البخاري: عن أبي هريرةَ رضيَ الله عنه قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، أو القائمِ الليلَ، الصائمِ النهار).

وعند أبي داود: عن أبي سَعِيدٍ عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال: «أَيُّمَا مُسْلِمٍ كَسَا مُسْلِمَاً ثَوْباً عَلَى عُرْيٍ كَسَاهُ الله مِنْ خُضْرِ الْجَنَّةِ، وَأَيُّمَا مُسْلِمٍ أَطْعَمَ مُسْلِماً عَلَى جُوعٍ أَطْعَمَهُ الله مِنْ ثِمارٍ الْجَنَّةِ، وَأَيُّمَا مُسْلِمٍ سَقَى مُسْلِماً عَلَى ظَمَإٍ سَقَاهُ الله عَزّ َوَجلَّ مِنْ رَحِيقِ المَخْتُومِ».

وفي الصحيحين أن عمر قال: يا رسول الله لم أصب مالا قط هو أنفس عندي من سهمي الذي هو بخيبر فما تأمرني به؟ قال "حبس الأصل وسبل الثمرة".

فقدموا يا عباد الله لأنفسكم ما تحبون أن يقدم لكم وما ترجون أن تلقوا جزائه يوم الجزاء،،،

الثمرة الثامنة: الصلاة، الصلاة، وما ملكت أيمانكم:

إن مما يتأكد علينا مراعاته هذه الأيام التي تكثر فيها الإجازات وتحلو بها السهرات والسفرات مراعاة حق الله تبارك وتعالى الذي فرضه على خلقه من فوق سبع سماواته ألا وهو الصلاة فكم ضيعها المضيعون وكم غفل عنها الغافلون إن المؤمن الحق ليست عنده إجازة من الله أو عطلة يتوقف فيها عن عبادته سبحانه بل حياته في هذه الدنيا كلها عبادة وجعلت له الأرض مسجداً وطهوراً فأينما أدركته الصلاة فليصل وليتق الله في وقتها فلا يخرجها عن وقتها الذي فرضها الله فيه،فنرى وللأسف النوم عن الصلوات يكثر في الإجازات لا سيما الفجر والظهر جاء في مسند أحمد: عن أم سلمة قالت: كان من آخر وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الصّلاةُ الصّلاةُ وما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ» حتى جعل نبيّ صلى الله عليه وسلم يلجلجها في صدره وما يَفِيضُ بها لسانه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير