قال الحافظ أبو عبد الله بن منده في ((كتاب التوحيد)) (3/ 190): ((بيان آخر يدل على أن العرش ظل_ٌ يستظل فيه من يشاء الله من عباده))، ثم ذكر بسنده إلى أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي، اليوم أظلهم في ظل عرشي يوم لا ظل إلا ظلي))، ثم أورد حديث: ((سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله))، وكأنه رحمه الله يشير إلى أنَّ الظل في حديث السبعة هو ظل العرش الوارد في حديث المتحابين في الله.
وقال ابن عبد البر في ((التمهيد)) (2/ 282) بعد أو أورد حديث ((سبعة في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله)): ((والظل في هذا الحديث يراد به الرحمة، والله أعلم، ومن رحمة الله الجنة، قال الله عَزَّ وجلَّ: (أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا (، وقال: (وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (، وقال: (فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ (. اهـ.
وقال البغوي في ((شرح السنة)) (2/ 355) في شرح حديث السبعة: ((قيل: في قوله: ((يظلهم الله في ظله))؛ معناه: إدخاله إياهم في رحمته ورعايته، وقيل: المراد منه ظل العرش)). اهـ.
وقال الشيخ حافظ حكمي في ((معارج القبول)) (1/ 170) عند كلامه على عُلُو الله فوق عرشه ووصف العرش؛ قال: ((ومن ذلك النصوص الواردة في ذكر العرش وصفته، وإضافته غالباً إلى خالقه تبارك وتعالى فوقه))، ثم ذكر بعض الآيات والأحاديث، إلى أن قال: ((وفيه عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: ((سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله)))). اهـ.
فأنت ترى أنَّ سياق الكلام يدل على أنَّ الظل عنده من صفات العرش.
وقال الحافظ ابن حجر في ((الفتح (2/ 144) عند شرح حديث السبعة: ((قوله: ((في ظله))؛ قال عياض: إضافة الظل إلى الله إضافة ملك، وكل ظل؛ فهو ملكه. كذا قال، وكان حقه أن يقول: إضافة تشريف؛ ليحصل امتياز هذا على غيره؛ كما قيل للكعبة: بيت الله، مع أنَّ المساجد كلها ملكه. وقيل: المراد بظله: كرامته وحمايته؛ كما يقال: فلان في ظل الملك. وهو قول عيسى بن دينار، وقوَّاه عياض. وقيل: المراد ظل عرشه. ويدل عليه حديث سلمان عند سعيد بن منصور بإسناد حسن: ((سبعة يظلهم الله في ظل عرشه (فذكر الحديث)، وإذا كان المراد ظل العرش؛ استلزم ما ذكر من كونهم في كنف الله وكرامته من غير عكس؛ فهو أرجح، وبه جزم القرطبي، ويؤيده أيضاً تقييد ذلك بيوم القيامة؛ كما صرح به ابن المبارك في روايته عن عبيد الله بن عمر، وهو عند المصنف في كتاب الحدود، وبهذا يندفع قول من قال: المراد ظل طوبى أو ظل الجنة؛ لأن ظلهما إنما يحصل لهم بعد الاستقرار في الجنة، ثم إنَّ ذلك مشترك لجميع من يدخلها، والسياق يدل على امتياز أصحاب الخصال المذكورة، فيرجح أنَّ المراد ظل العرش)) اهـ.
المصدر: http://www.dorar.net/htmls/titles.asp?book_id=9§ion_id=131&chapter_id=3
ـ[ابوفيصل]ــــــــ[14 - 01 - 03, 07:08 ص]ـ
سئل العلامة ابن باز رحمه الله:
السؤال:
ذكر أحد العلماء عند حديثه عن ظل الله قوله:
الله عز وجل يخلق شيئا يظلل به من شاء من عباده فهل يستقيم هذا المعنى؟؟
الجواب:
هذا من التأويل لايجوز هذا من التأويل بل يجب امرار الحديث على ظاهره ويقول الله أعلم بالكيفية.
يظلهم في ظله على الكيفية التي يعلمها سبحانه وتعالى.
شريط فتاوى متنوعة ... ابن باز الطائف.
ـ[محمد بن الحسن المصري]ــــــــ[16 - 09 - 06, 01:32 م]ـ
السلام عليكم
يوجد من كلام الشيخ ابن باز منهج السلف في الاسماء والصفات وهي ان تمر ععلي مراد الله واثبات المعني اما قول الشيخ العثيمين فهو بعيد لانك لو اثبت الكلام فاالعقل يلزم من وجود الفم واللسان والحنجره والاسنان وغيره وهذا كلام لايخفي بطلانه فنثبت ما اثبته الرحمان ولا ننظر الي ما يلزمه وهذا منهج الشيخ رحمه الله لكن لكل جواد كبوه
وجزاكم الله الخير
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[23 - 09 - 06, 02:28 م]ـ
قال شيخنا ابن باز رحمه الله في شرحه على بلوغ المرام (ظله) أي ظل الله عزوجل (بمعناه)
الأخ طالب الحديث رأي الشيخ رحمه الله العرش له ظل والله له ظل على الوجه اللائق بالله وذكر الشيخ رحمه الله أن لا منافاة بين الحديثين، تجد ذلك في الوجه الثاني من الشريط الثاني من شرح سماحته – رحمه الله – على كتاب الزكاة من بلوغ المرام
وهذا اقتباس من مشاركة سابقة:
مقدم الأسئلة: يقول أُثر عنكم حفظكم الله بأن القول بأن الظل صفة من صفات الله عز وجل.
الشيخ ابن باز – رحمه الله تعالى – مداخلا: سبعة يظلهم الله في ظله لا يؤول، على الوجه اللائق بالله،
اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي، هذا يُخبر به كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، يقول صلى الله عليه وسلم يقول يوم القيامة أين المتحابّون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي ويقول سبعة يظلهم الله في ظله، فلا حاجة إلى التأويل، العرش له ظل والله له ظل على الوجه اللائق بالله
الشيخ عبدالعزيز السدحان:يا شيخ أحسن الله إليك من قال إن الرواية العامة في ظله جاءت مقيدة في ظل عرشه.
الشيخ ابن باز – رحمه الله -: ما يقيد، ما لزوم تقيد، هذا حديث وهذا حديث.
انتهى من الوجه الثاني من الشريط السابع من سلسلة لقاء مع إخوة في الله وقد ضم اللقاء الشيخ البراك والشيخ ابن قعود ومجموعة من طلبة العلم
أيضا ذكر الشيخ رحمه الله أن لا منافاة بين الحديثين، تجد ذلك في الوجه الثاني من الشريط الثاني من شرح سماحته – رحمه الله – على كتاب الزكاة من بلوغ المرام
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22573&highlight=%ED%E6%E3+%C5%E1%C7+%D9%E1%E5+%C7%E1%DA% D1%D4
¥