تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قصص مفيدة: عن العقوبة الدنيوية لسَابِّ الرسول صلى الله عليه وسلَّم

ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[20 - 07 - 07, 11:47 ص]ـ

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

الحمد لله رب العالمين والصَّلاة والسَّلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد:

فإن اليوم يوم الجمعة، والصَّلاة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مشروعة في ليلته ويومه، أحببت أن أطرح هَذَا الموضوع لنأخذ منه الفائدة والعبرة، ونحذر من فلتات اللسان الَّتِيْ قد تخرج العبد من الإسلام إلى سخط الرَّحمان، وللتذكير بمقام نبينا مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكيف أن الله تَعَالَى ينتصر له حتَّى بعد موته، فقد يُفلت المنتقص من العقاب الدُنيوي إن لم يطبَّق عليه الحدُّ الشَّرعي في الدُنيا، لكنه لن يفلت من عقاب الله له وقد قَالَ تَعَالَى في محكم التَّنزيل {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ}،

وإنَّ من المعلوم من الدِّين بالضَّرورة أنَّ سبَّ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو التَّنقص منه من الأمور الَّتِيْ تخرج صاحبها عن ربقة الدِّين وتلحقه بالكفرة المجرمين، ومن أفضل المؤلَّفات الَّتِيْ لا تجد لها مثيلا في هَذَا الباب الكتاب الَّذِيْ ألَّفه شيخ الإسلام أحمد بن تيمية الحرَّاني عليه رَحِمَهُ اللهِ " الصَّارِمُ المَسْلُوْل عَلَىَ شَاتِمِ الرَّسُوْل صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، وقد استفاد منه السُّبكي الشَّافعي فألَّف على منواله كتاب " السيف المسلول على مَنْ سبَّ الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، وقد أبان الإمام ابن تيمية رَحِمَهُ اللهُ حكم السَّاب لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيانا شافيا، وأوضح أن سبَّه يتعلق به حكمان:

1 - الرِّدَّةُ

2 - وُجُوبُ قَتْلِ السَّابِّ؛ وإن تَابَ

وأنا لا أريد أن أتكلَّم عن المسألة وحكمها فالكتاب يكفي كل من رام الحقَّ في هذه المسألة، فرحم الله شيخ الإسلام رحمه واسعة جزاء ما قدَّم ورحم علماء المسلمين المتقدمين والمتأخرين الذين يذُبُون عن الدِّين وعن سُنَّة سيد المرسلين، وأسأل الله أن يلحقنا بهم في الصَّالحين، إنَّه جواد كريم.

والقِصَّة الَّتِيْ أريد أن أسوقها لكم هي عن العُقُوْبَة العاجلة من الله تَعَالَى لمن سبَّ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو انتقص من قدره، وهي قصَّة حدثت في مِصر، في العهد القريب قبل قرابة ستين أو سبعين عاما أو تزيد، وقد قام أحد علماء الدِّين الذين لا يخشون إلا ربَّ العالمين بالجهر بكلمة الحقِّ دون وجل أو خوف أو مداهنة، في وجه خطيب أحد الجوامع الَّذِيْ عرَّض بالنَّبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أجل أن يمدح السُّلطان الَّذِيْ يحضر تلك الصَّلاة.

وهذه القِصَّة حصلت لوالد الشَّيخين أحمد شاكر ومحمود شاكر رحمهم الله تَعَالَى، والشَّيخ أحمد شاكر من أكبر أهل الحديث في الفترة الَّتِيْ سبقت بزوغ نجم الشَّيخ الألباني رَحِمَهُم الله تَعَالَى ونفعنا بعلومهم، وهو يحكي هذه القِصَّة في أحد ردوده على أحد الكتاب الَّذِيْ وصف الرَّسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بوصفين لا يليقان به هما " الإمَّعَةُ "، و " النَّكِرةُ" وأنا أستغفر الله تَعَالَى من كتابتهما كما استغفر الشيخ أحمد شاكر من ذلك، فإنهما كفر أصلع وموبقة لكاتبها، ثم قام العلماء بنصح ذلك الكاتب الموتور، بعد أن اعتذروا له بأنَّ الكلمات خرجت منه عن غير قصد، فلم يستفد من كلامهم بل قام يرد عليهم بالباطل، فرَدَّ عليه الشَّيخ أحمد شاكر رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى، وساق في معرض ردِّه هذه القِصَّة كي يستفيد منها الكاتب ويعود إلى رشده.

وأعتذر عن هذه المقدِّمة، لكني أراها واجبة عليَّ ليعرف من يقرأ القصَّة الحكم الشَّرعي للمسألة، ويوثِّق النَّقل إن أراد أن يحكيها لغيره.

قَالَ الشَّيخ أحمد شاكر رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى في كتاب " كلمة الحقِّ " ص 148 _ 153:

(( ... وسأقص عليك قصَّة من مثل ما فعلتَ، قصة كانت في عصرنا، ما أظنك أدركت عهدها، ولعلك سَمِعْت بها، عسى أن يكون لك فيها موعظة وعبرة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير