حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه.
وأخرجه الإمام أحمد في مسنده (2/ 359).
قال:حدثنا إسحاق بن سليمان حدثنا داود بن قيس عن زيد بن أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة وساق المتن مثله إلا أنه قال: (أظله الله في ظل عرشه يوم القيامة).
وهو حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه, كما قال الإمام الترمذي.
2 - 3 حديث معاذ بن جبل وعبادة بن الصامت
قال الإمام أحمد في المسند (5/ 236 - 237):
حدثنا وكيع حدثنا جعفر بن برقان, عن حبيب بن أبي مرزوق ,عن عطاء بن أبي رباح , عن أبي مسلم الخولاني قال أتيت مسجد أهل دمشق فإذا حلقة فيها كهول من أصحاب النبي ? وإذا شاب فيهم أكحل العين براق الثنايا كلما اختلفوا في شي ردوه إلى الفتى فتى شاب.
قال: قلت: لجليس لي: من هذا؟ قال: هذا معاذ بن جبل، قال: فجئت من العشي, فلم يحضروا, قال: فغدوت من الغد قال: فلم يجيئوا, فرحت فإذا أنا بالشاب يصلى إلى سارية فركعت ثم تحولت إليه, قال: فسلم فدنوت منه فقلت: إني لأحبك في الله قال: فمدني إليه, قال:كيف قلت؟ قلت: إني لأحبك في الله, قال: سمعت رسول الله ? يحكى عن ربه, يقول: (المتحابون في الله على منابر من نور في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله).
قال: فخرجت حتى لقيت عبادة بن الصامت فذكرت له حديث معاذ بن جبل, فقال: سمعت رسول الله ? يحكي عن ربه عز وجل يقول: (حقت محبتي للمتحابين فيَّ وحقت محبتي للمتباذلين فيَّ, وحقت محبتي للمتزاوين فيَّ, والمتحابون في الله على منابر من نور في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله).
إسناد حديث معاذ وعبادة بن الصامت رجاله رجال الصحيحين إلا جعفر بن برقان فإنه من رجال مسلم والأربعة , وثقه ابن معين وابن نمير إلا في حديث الزهري فإنه ضعيف فيه, وقال الإمام أحمد: لأبأس به في غير حديث الزهري, وقال: أبو حاتم محله الصدق يكتب حديث، وقال الحافظ: صدوق يهم في حديث الزهري, ونقل فيه الذهبي توثيق ابن معين فقط.
وإلا حبيب بن أبي مرزوق فإنه" ثقة فاضل" من رجال الترمذي والنسائي وبقية رجاله رجال الصحيحين, فالحديث حسن لذاته يحتمل الصحة ويزداد قوة وصحة بحديث أبي هريرة السابق وبما يأتي بعده.
وأخرج البغوي حديث " سبعة يظلهم الله في ظله " ... الحديث, في شرح السنة (2/ 354 - 355) ثم قال: " قيل في قوله: يظلهم الله في ظله معناه إدخاله إياهم في رحمته ورعايته, وقيل: المراد منه ظل العرش".
وروي عن شعبة عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة في هذا الحديث" سبعة يظلهم الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله "وعلق عليه المحقق بقوله: أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (ص371) وفي سنده جعفر بن محمد بن الليث ضعفه الدار قطني وقال: كان يتهم في سماعه.
وقال البغوي: وروي عن سلمان أنه قال: " التاجر الصدوق مع السبعة في ظل عرش الله يعني مع هؤلاء السبعة التي جاءت في الحديث.
وقال البغوي: " وروى أيضاً عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة ".
وأورد البيهقي في الأسماء والصفات (ص371) حديث السبعة، قال: ومعناه عند أهل النظر إدخاله إياهم في رحمته ورعايته كما يقال: أسبل الأمير أو الوزير ظله على فلان بمعنى الرعاية، وقيل: المراد بالخبر ظل العرش ".
أقول: وتأويله بالرحمة والرعاية غلط وأهل النظر هنا - فيما يبدو - هم أهل الكلام الذين دأبهم التأويل.
والحق أن المراد به: ظل العرش، كما هو ثابت بالأحاديث الصحيحة.
ثم ساق البيهقي بإسناده رواية شعبة عن خبيب عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة ورواية ابن سيرين عن أبي هريرة بدون إسناد.
وأخرجه الخطيب في تاريخه (9/ 253 - 254) والبيهقي في الشعب.
من طريق عبد الله بن عامر الأسلمي عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ " تحت عرشه " وعبد الله بن عامر ضعيف لكنه ليس بمتروك وحديثه حسن في المتابعات " قاله الحافظ في الفتح (2/ 147).
ونقله عنه الألباني في الثمر المستطاب (2/ 631 - 632).
وقال: يقويه الحديث الآخر المشار إليه حديث سلمان عند سعيد بن منصور بإسناد حسن موقوف عليه، قال الحافظ: " لكن له حكم الرفع " وهذا القول للحافظ في الفتح (2/ 147).
- حديث معاذ من طريق أخرى
وقال الإمام أحمد في المسند (5/ 233):
¥