"وقد أدخل عبد الله بن جعفر الرقي - وهو أوثق من منصور - بين عبيد الله وعبد الملك الرجل الكوفي الذي لم يسمه، فيظهر من رواية مروان بن معاوية أنه محمد بن حسان الكوفي فهو الذي تفرد به وهو مجهول.
ويحصل من هذا أنه اختلف على عبد الملك بن عمير؛ هل رواه عن أم عطية بواسطة أو لا? وهل رواه الضحاك عن النبي صلى الله عليه وسلم وسمعه منه أو أرسله? أو أخذه عن أم عطية? أو أرسله عنها? كل ذلك محتمل".
وأقول: لكن مجيء الحديث من طرق متعددة، ومخارج متباينة؛ لا يبعد أن يعطي ذلك للحديث قوة يرتقي بها إلى درجة الحسن، لاسيما وقد حسن الطريق الأولى الهيثميكما سبق، والله أعلم.
ثم وجدت للكوفي متابعا، أخرجه الحاكم (3/ 525) من طريق هلال بن العلاء الرقي حدثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن عبد الملك بن عمير عن الضحاك ابن قيس، قال:
"كانت بالمدينة امرأة تخفض ... " الحديث.
وسكت عليه الحاكم والذهبي، ورجاله ثقات، غير العلاء بن هلال الرقي والد هلال، قال الحافظ: فيه لين.
وزيد بن أبي أنيسة حراني، فلم يتفرد به محمد بن حسان الكوفي. والله أعلم.
والضحاك بن قيس صحابي ثبت سماعه في غير ما حديث واحد، وسيأتي أحدها برقم (1189).
ووجدت له شاهدا آخر، يرويه مندل بن علي عن ابن جريج عن إسماعيل بن أمية عن نافع عن ابن عمر قال:
"دخل على النبي صلى الله عليه وسلم نسوة من الأنصار فقال: يا نساء الأنصار! اخضبن غمساً، واخفضن ولا تنهكن؛ فإنه أحظى عند أزواجكن، وإياكن وكفر المنعمين! ".
قال مندل: "يعني الزوج".
أخرجه البزار (175) وقال: "مندل ضعيف".
وكذا قال الهيثمي في "المجمع" (5/ 171 - 172) وزاد: "وثق، وبقية رجاله ثقات".
قلت: وبالجملة فالحديث بهذه الطرق والشواهد صحيح. والله أعلم.
واعلم أن ختن النساء كان معروفاً عند السلف خلافاً لما يظنه من لا علم عنده، فإليك بعض الآثار في ذلك:
1 - عن الحسن قال:
"دعي عثمان بن أبي العاص إلى طعام، فقيل: هل تدري ما هذا? هذا ختان جارية! فقال: هذا شيء ما كنا نراه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأبى أن يأكل".
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 7/2) من طريق أبي حمزة العطار عنه.
قلت: وأبو حمزة - واسمه إسحاق بن الربيع - حسن الحديث كما قال أبو حاتم، وسائر رواته موثقون، فإن كان الحسن سمعه من عثمان فهو سند حسن.
وقد رواه محمد بن إسحاق عن طلحة بن عبيد الله بن كريز عن الحسن به دون ذكر "جارية".
أخرجه الطبراني أيضاً، وأحمد (4/ 217)، وإسناده جيد لولا عنعنة ابن إسحاق فإنه مدلس، وبه أعله الهيثمي (4/ 60).
2 - عن أم المهاجر قالت:
"سبيت وجواري من الروم، فعرض علينا عثمان الإسلام, فلم يسلم منا غيري وغير أخرى، فقال: اخفضوهما وطهروهما، فكنت أخدم عثمان"
أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1245، 1249).
3 - عن أم علقمة:
"أن بنات أخي عائشة خُتِنَّ، فقيل لعائشة: ألا ندعو لهن من يُلهيهنَّ? قالت: بلى. فأرسلت إلى عدي فأتاهن، فمرت عائشة في البيت فرأته يتغنى ويحرك رأسه طربا - وكان ذا شعر كثير - فقالت: أف؛ شيطان! أخرجوه أخرجوه".
أخرجه البخاري في "الأدب" (1247).
قلت: وإسناده محتمل للتحسين، رجاله ثقات، غير أم علقمة هذه - واسمها مرجانة - وثقها العجلي وابن حبان، وروى عنها ثقتان.
ـــــــــــــــــــــ
(1) محمد بن حسان: قال ابن الملقن: هو محمد المصلوب.
ـ[عبد المعين]ــــــــ[27 - 08 - 07, 11:41 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ....
أخوتي أهديكم هذا الرابط و فيه رأي الشيخ أبو أسحاق الحويني (حفظه الله)
و قد اطمأنت نفسي اليه و أقنعني ....
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=61971
ـ[أسامة المصري السلفي]ــــــــ[28 - 08 - 07, 12:14 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هدية قيمة من أخ كريم ... فيه نفائس الكلام العلمي السليم
من عالم ملم متين ... أحق الحق وأدحض باطل المفسدين
والحمد لله رب العالمين
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 - 08 - 07, 01:29 ص]ـ
استخدام كلمة {خصم} غير استخدام كلمة {المعارض} أو كلمة {المخالف}.
¥