تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

صاحبه الحوض ويقتضي شربه منه والله أعلم " ().

وقال الحافظ ابن حجر: " حديث ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة فيه إشارة إلى الترغيب في سكنى المدينة، وقوله بيتي أحد بيوته لاكلها وهو بيت عائشة الذي صار فيه قبره وقد ورد الحديث بلفظ ما بين المنبر وبيت عائشة روضة من رياض الجنة أخرجه الطبراني في الأوسط قوله روضة من رياض الجنة أي كروضة من رياض الجنة في نزول الرحمة وحصول السعادة بما يحصل من ملازمة حلق الذكر لا سيما في عهده صلى الله عليه وسلم فيكون تشبيها بغير أداة أو المعنى أن العبادة فيها تؤدى إلى الجنة فيكون مجازا أو هو على ظاهره وان المراد انه روضة حقيقة بان ينتقل ذلك الموضع بعينه في الآخرة إلى الجنة هذا محصل ما أوله العلماء في هذا الحديث وهي على ترتيبها هذا في القوة وأما قوله ومنبري على حوضي أي ينقل يوم القيامة فينصب على الحوض وقال الأكثر المراد منبره بعينه الذي قال هذه المقالة وهو فوقه وقيل المراد المنبر الذي يوضع له يوم القيامة والأول أظهر ويؤيده حديث أبي سعيد المتقدم وقد رواه الطبراني في الكبير من حديث أبي واقد الليثي رفعه أن قوائم منبري رواتب في الجنة وقيل معناه أن قصد منبره والحضور عنده لملازمة الأعمال الصالحة يورد صاحبه إلى الحوض ويقتضى شربه منه والله أعلم ونقل بن زبالة أن ذرع ما بين المنبر والبيت الذي فيه القبر الآن ثلاث وخمسون ذراعا وقيل أربع وخمسون وسدس وقيل خمسون إلا ثلثي ذراع وهو الآن كذلك فكأنه نقص لما أدخل من الحجرة في الجدار واستدل به على أن المدينة أفضل من مكة لأنه أثبت أن الأرض التي بين البيت والمنبر من الجنة وقد قال في الحديث الآخر لقاب قوس أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها وتعقبه بن حزم بان قوله أنها من الجنة مجازا إذ لو كانت حقيقة لكانت كما وصف الله الجنة أن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى وإنما المراد أن الصلاة فيها تؤدى إلى الجنة كما يقال في اليوم الطيب هذا من أيام الجنة وكما قال صلى الله عليه وسلم الجنة تحت ظلال السيوف قال ثم لو ثبت أنه على الحقيقة لما كان الفضل إلا لتلك البقعة خاصة فإن قيل أن ما قرب منها أفضل مما بعد لزمهم أن يقولوا إن الجحفة أفضل من مكة ولا قائل به " (1).

وقال العيني: " باب فضل ما بين القبر والمنبر: أي هذا باب في بيان فضل ما بين قبر النبي ومنبره وأشار بهذه الترجمة بعد ذكر فضل الصلاة في مسجد النبي إلى أن بعض بقاع المسجد أفضل من بعض، وقوله ما بين بيتي كلمة ما موصولة مرفوع محلا بالابتداء وخبره هو قوله روضة الروضة في كلام العرب المطمئن من الأرض فيه النبت والعشب قوله بيتي هو الصحيح من الرواية وروى مكانه قبري وجعله بعضهم تفسير البيتي قاله زيد بن أسلم وحمل كثير من العلماء الحديث على ظاهره فقالوا ينقل ذلك الموضع بعينه إلى الجنة كما قال تعالى: (وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء) ذكر أن الجنة تكون في الأرض يوم القيامة ويحتمل أن يريد به أن العمل الصالح في ذلك الموضع يؤدي صاحبه إلى الجنة كما قال ارتعوا في رياض الجنة يعني حلق الذكر والعلم لما كانت مؤدية إلى الجنة فيكون معناه التحريض على زيارة قبره والصلاة في مسجده وكذا الجنة تحت ظلال السيوف واستبعده ابن التين وقال يؤدي إلى الشنطة والشك في العلوم الضرورية وقيل أنها من رياض الجنة الآن حكاه ابن التين وأنكره والحمل على التأويل الثاني يحتمل وجهين أحدهما أن اتباع ما يتلى فيه من القرآن والسنة يؤدي إلى رياض الجنة فلا يكون للبقعة فيها فضيلة إلا لمعنى اختصاص هذه المعاني بها دون غيرها والثاني أن يريد أن ملازمة ذلك الموضع بالطاعة يؤدى إليها لفضيلة الصلاة فيه على غيره قال وهو أبين لأن الكلام خرج على تفضيل ذلك الموضع انتهى قلت على هذا الوجه أيضا لا تكون للبقعة فضيلة إلا لأجل اختصاص ذلك المعنى بها والتحقيق فيه أن هذا الكلام يحتمل أن يكون حقيقة إذا نقل هذا الموضع إلى الجنة ويحتمل أن يكون مجازا باعتبار المآل كما في قوله الجنة تحت ظلال السيوف أي الجهاد مآله إلى الجنة أو هو تشبيه أي هو كروضة وسميت تلك البقعة المباركة روضة لأن زوار قبره من الملائكة والإنس والجن لم يزالوا مكبون فيها على ذكر الله تعالى وعبادته وقال الخطابي معنى الحديث تفضيل المدينة وخصوصا البقعة التي

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير