ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[03 - 08 - 07, 07:45 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
بارك الله فيك:
أولاً: المجادلة هي خولة بنت ثعلبة ويقال لها خويلة بالتصغير كما ذكر ابن عبد البر في الاستيعاب وابن كثير في تفسيره وابن حجر في الإصابة و كما في بعض الروايات عند أحمد، ويقال لها خولة بنت مالك بن ثعلبة كما ذكر ابن عبد البر وابن حجر، وهي في روايات الحديث تارة خولة بنت ثعلبة وتارة خولة بنت مالك وتارة خويلة وتارة خولة امرأة أوس بن الصامت وتارة خولة بنت الصامت وهذه الرواية الأخيرة خطأ كما أشار لهذا ابن كثير وغيره.
وهي المجادلة على الصحيح كما رجحه ابن عبد البر وابن كثير وابن حجر وهو المروي عن عكرمة وعروة ومحمد بن كعب ويدل عليه حديث عائشة رضي الله عنها الصحيح.
وأما حديث عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - المذكور فلا يثبت جاء من طريقين:
أحدهما: عند ابن أبي حاتم في تفسيره من طريق أبي يزيد عن عمر وهو منقطع.
والثاني: من طريق خليد بن دعلج عن قتادة عن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وهو منقطع وخليد ضعيف سيء الحفظ.
ثانيا: المرأة التي وهبت نفسها للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هي خولة بنت حكيم بن أمية بن حارثة السلمية امرأة عثمان بن مظعون 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، ذكر ذلك البخاري تعليقا عن عروة مرسلا وكذا رواه ابن أبي شيبة في المصنف ووصله أبو نعيم والبيهقي في السنن الكبرى ورواه الطبراني عن خولة نفسها.
وقيل: هي أم شريك روي عن قتادة مرسلاً ورواه ابن سعد في الطبقات عن الشعبي مرسلاً، ورواه ابن سعد وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر والطبراني عن علي بن الحسين بن علي ورواه النسائي عن أم شريك نفسها ثم اختلف فيها فقيل هي دوسية وقيل قرشية عامرية وقيل انصارية وحاول ابن حجر أن يجمع بين هذا النسب.
وقيل هي عمرة بنت يزيد بن الجون الكلابية.
ويظهر أن أكثر من امرأة وهبن أنفسهن للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
ثالثاً: المرأة التي سألت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عما تراه المرأة هي خولة بنت حكيم الأنصارية وبعضهم لا يفرق بينها وبين السلمية وفرق بينهما الطبراني.
وأما كونها خالة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فهذا ورد في رواية أحمد في المسند (6/ 409) عن سعيد بن المسيب: ان خولة بنت حكيم السلمية وهي إحدى خالات النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - سألت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عن المرأة تحتلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لتغتسل "
وفي رواية ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (6/ 58) عن سعيد بن المسيب عن خولة بنت حكيم قال وهي إحدى خالاتي ... )
وعند الدارمي في سننه (1/ 214):عن سعيد بن المسيب يقول: سألت خالتي خولة بنت حكيم السلمية .. ) فالذي يظهر أنها خالة سعيد بن المسيب لا خالة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ومما يؤيد هذا أنها وهبت نفسها للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ولا يمكن أن تهب نفسها وهي خالته.
رابعاً: خولة بنت الهذيل التغلبية تزوجها النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فماتت في الطريق قبل أن تصل إليه.
خامساً: المرأة التي خطبت سودة وعرضت عائشة رضي الله عنهما هي خولة بنت حكيم السلمية زوجة عثمان بن مظعون وقد أخرج الحديث أحمد في المسند والطبراني في الكبير والبيهقي في السنن الكبرى وحسن إسناده الحافظ في الفتح (7/ 266) عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما توفيت خديجة قالت خولة بنت حكيم بن الأوقص امرأة عثمان بن مظعون وذلك بمكة: أي رسول الله ألا تزوج؟ قال: من؟ قالت: إن شئت بكرا وإن شئت ثيبا قال: ومن الثيب؟ قالت: سودة بنت زمعة قد آمنت بك واتبعتك على ما أنت عليه قال: فاذهبي فاذكريها علي فخرجت فدخلت على سودة فقلت: يا سودة ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة؟ قالت: وما ذاك؟ قالت: أرسلني رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أخطبك عليه فقالت: وددت فادخلي على أبي واذكري ذلك له قلت: وهو شيخ كبير وقد تخلف عن الحج فدخلت عليه فحييته بتحية أهل الجاهلية ثم قالت: إن محمدا بن عبد الله بن عبد المطلب أرسلني أخطب عليه سودة فقال: كفؤ كريم فماذا تقول صاحبتك؟ قالت: تحب ذلك قال: فادعيها إلي فدعوتها فقال: أي سودة رفعت هذه أن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب يخطبك وهو كفؤ كريم أفتحبين أن أزوجه؟ قالت: نعم قال: فادعيه لي فدعوته فجاء فزوجها فجاء أخوها عبد الله بن زمعة من الحج فجعل يحثو في رأسه التراب فقال بعد أن أسلم: إني لسفيه يوم أحثو في رأسي التراب أن تزوج رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - سودة بنت زمعة .... الحديث "
والله أعلم
¥