تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ورسوله أعلم. قال فإن تحتها أرضا أخرى بينهما مسيرة خمسمائة سنة حتى عد سبع أرضين بين كل أرضين مسيرة خمسمائة سنة , ثم قال: والذي نفس محمد بيده لو أنكم دليتم بحبل إلى الأرض السفلى لهبط على الله , ثم قرأ {هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم}.

قالوا: هذا خلاف حديث العباس في موضعين: في ذكر بعد المسافة بين السماوات وفي نفي اختصاص الرب بالفوقية.

قال المثبتون: أما رد الحديث الأول بالوليد بن أبي ثور: ففاسد , فإن الوليد لم ينفرد به بل تابعه عليه إبراهيم بن طهمان , كلاهما عن سماك , ومن طريقه: رواه أبو داود: ورواه أيضا عمرو بن أبي قيس عن سماك , ومن حديثه رواه الترمذي عن عبد بن حميد حدثنا عبد الرحمن بن سعد عن عمرو بن قيس , قال الترمذي: قال عبد بن حميد: سمعت يحيى بن معين يقول ألا تريدون من عبد الرحمن بن سعد أن يحج حتى نسمع منه هذا الحديث.

ورواه الوليد بن أبي ثور عن سماك , ومن حديثه رواه ابن ماجه في سننه.

فأي ذنب للوليد في هذا؟ وأي تعلق عليه؟ وإنما ذنبه: روايته ما يخالف قول الجهمية. وهي علته المؤثرة عند القوم.

وأما معارضته لحديث الحسن عن أبي هريرة ففاسدة أيضا , فإن الترمذي ضعف حديث الحسن هذا , وقال فيه: غريب فقط , قال: ويروى عن أيوب , ويونس بن عبيد , وعلي بن زيد قالوا: لم يسمع الحسن من أبي هريرة.

قال الترمذي: فسر بعض أهل العلم هذا الحديث , فقالوا: إنما معناه: هبط على علم الله وقدرته وسلطانه , وعلم الله وقدرته وسلطانه في كل مكان , وهو على العرش كما وصف نفسه في كتابه.

وهذا التفسير الذي ذكره الترمذي يشبه التفسير الذي حكاه البيهقي عن أبي حنيفة رحمه الله في قوله تعالى {وهو معكم أينما كنتم} فإنه قال: أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه أخبرنا أبو محمد بن الحباب أخبرنا أحمد بن جعفر بن نصر حدثنا يحيى بن يعلى قال: سمعت نعيم بن حماد يقول: سمعت نوح بن أبي مريم يقول " كنا عند أبي حنيفة , أول ما ظهر , إذ جاءته امرأة من ترمذ , كانت تجالس جهما , فدخلت الكوفة فأظنني أول ما رأيت عليها عشرة الآلاف من الناس يدعون إلى رأيها , فقيل لها: إن ها هنا رجلا نظر في المعقول , يقال له: أبو حنيفة , فأتته فقالت: أنت الذي تعلم الناس المسائل , وقد تركت دينك , أين إلهك الذي تعبده؟ فسكت عنها , ثم مكث سبعة أيام لا يجيبها ثم خرج إلينا وقد وضع كتابا: إن الله تعالى في السماء دون الأرض. فقال له رجل: أرأيت قول الله تعالى " وهو معكم " قال: هو كما تكتب إلى الرجل: إني معك , وأنت غائب عنه ".

قال البيهقي: فقد أصاب أبو حنيفة رحمه الله فيما نفى عن الله تعالى من الكون في الأرض. وفيما ذكر من تأويل الآية: تبع مطلق السمع في قوله: إن الله عز وجل في السماء.

هذا لفظه في كتاب الأسماء والصفات.

قالوا: وأما اختلاف مقدار المسافة في حديثي العباس وأبي هريرة: فهو مما يشهد بتصديق كل منهما للآخر , فإن المسافة يختلف تقديرها. بحسب اختلاف السير الواقع فيها , فسير البريد مثلا: يقطع بقدر سير ركاب الإبل سبع مرات , وهذا معلوم بالواقع , فما تسيره الإبل سيرا قاصدا في عشرين يوما يقطعه البريد في ثلاثة , فحيث قدر النبي صلى الله عليه وسلم بالسبعين أراد به السير السريع سير البريد , وحيث قدر بالخمسمائة أراد به السير الذي يعرفونه سير الإبل والركاب , فكل منهما يصدق الآخر , ويشهد بصحته , ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا.

***********************************************

وفي حديث آخر تستشف منه عن سؤالك:

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ

عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أُذِنَ لِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَةِ اللَّهِ مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ إِنَّ مَا بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إِلَى عَاتِقِهِ مَسِيرَةُ سَبْعِ مِائَةِ عَامٍ

عون المعبود شرح سنن أبي داود

(أُذِنَ لِي)

بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ , وَالْإِذْن لَهُ هُوَ اللَّه

(أَنْ أُحَدِّث)

أَصْحَابِي أَوْ النَّاس

(عَنْ مُلْك)

أَيْ عَنْ شَأْنه أَوْ عَنْ عِظَم خَلْقه

(إِلَى عَاتِقه)

هُوَ مَا بَيْن الْمَنْكِبَيْنِ إِلَى أَصْل الْعُنُق

(مَسِيرَة سَبْع مِائَة عَام)

أَيْ بِالْفَرَسِ الْجَوَاد كَمَا فِي خَبَر آخَر فَمَا ظَنّك بِطُولِهِ وَعِظَم جُثَّته , وَالْمُرَاد بِالسَّبْعِينَ التَّكْثِير لَا التَّحْدِيد. وَالْحَدِيث إِسْنَاده صَحِيح قَالَهُ الْمُنَاوِيُّ فِي التَّيْسِير.

وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ أَيْضًا الضِّيَاء الْمَقْدِسِيُّ فِي الْمُخْتَارَة وَالْبَيْهَقِيُّ فِي كِتَاب الْأَسْمَاء وَالصِّفَات وَسَكَتَ عَنْهُ الْمُنْذِرِيُّ.

المصدر

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=4&Rec=5872

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=4&Rec=5874

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير