تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[30 - 07 - 07, 02:03 م]ـ

الشبهة الثانية: يقول إبن تيمية إن عليا لم يكن له مودة في قلب كل مسلم لأن كثير من الصحابة يقاتلونه ويبغضونه

يقتبس خصوم شيخ الإسلام كلامه هذا:

معلوم أن الله قد جعل للصحابة مودة في قلب كل مسلم لا سيما الخلفاء رضي الله عنهم لا سيما أبو بكر و عمر فان عامة الصحابة و التابعين كانوا يودونهما و كانوا خير القرون

و لم يكن كذلك علي فان كثيرا من الصحابة و التابعين كانوا يبغضونه و يسبونه و يقاتلونه

بيان زور وبهتان الشبهة:

لو لم يبتروا كلام إبن تيمية لعلموا أنه يتكلم من منطلق عقيدة الرافضي وليس من عقيدته هو

وسوف أنقل لك أيها القارئ الكلام كله بدون بتر

ولكن قبل أن أنقله لك يجب أن تعلم أيها القارئ الكريم

أن الرافضي الذي يرد عليه إبن تيمية يريد اثبات إمامة الامام علي واسقاط إمامة الشيخين وعثمان رضي الله عنهم أجمعين

ومستنده هنا هو هذه الاية الكريمة (إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا)

و التي مفادها أن الله عز وجل سيجعل للمؤمنين مودة

ثم زعم اختصاص هذه الاية بالامام علي وحده وبناءاً على ذلك استنتج إمامة الامام علي وأسقط خلافة من قبله

فرد عليه شيخ الاسلام ابن تيمية

وبين أن عقيدة أهل السنة في أن الآية هي متناولة لعلي وغيره مثل الحسن والحسين والصحابة وغيرهم ...... وهذا إعتقاد أهل السنة

ثم بعد ذلك بين بن تيمية أن هذا المنطق السقيم يمكن أن يستخدم ضد علي رضي الله عنه

... حيث أن أبو بكر وعمر إتفقت عليهم الأمة ... على العكس من علي فقد قاتله كثيرون _من الصحابة وغيرهم_

وعلى منطق الرافضي السقيم ... كيف قد جعل لعلي ودا بين المسلمين وقد قاتله من قاتله!!

بل إن عقيدة الرافضة هو أن الصحابة قد سبوا عليا وقاتلوه وأبغضوه!!

على العكس من أبو بكر وعمر التي بايعتهم جمهور الصحابة ولم يخرج عليهم أحد

فكيف يخرج من الآية أبو بكر وعمر ويدخل فيها علي ....

فتلاحظ أن إبن تيمية قد ضحض حجة هذا الرافضي بنفس الحجة وبنفس منطقه وعقيدته

وكما يقال رمتني بدائها وانسلت

أرجوا بأن تكون الفكرة قد وصلت

وإليكم كلام شيخ الإسلام دون بتر:

وبيان التزييف

قال الرافضي البرهان الثاني عشر قوله تعالى

روى الحافظ أبو نعيم الاصبهاني بإسناده إلى ابن عباس قال نزلت في علي و الود محبة في القلوب المؤمنة و في تفسير الثعلبي عن البراء بن عازب قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا لعلي قل اللهم اجعل لي عندك عهدا و اجعل لي في صدور المؤمنين مودة فانزل الله إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا و لم يثبت لغيره ذلك فيكون هو الإمام

الجواب من وجوه أحدها انه لا بد من إقأمةالدليل على صحة المنقول إلا فالاستدلال بما لا تثبت مقدماته باطل بالاتفاق و هو من القول بلا علم و من قفو الإنسان بما ليس له به علم و من المحاجة بغير علم و العزو المذكور لا يفيد الثبوت باتفاق أهل السنة و الشيعة

الوجه الثاني أن هذين الحديثين من الكذب باتفاق أهل المعرفة بالحديث

وهنا شيخ الإسلام إبن تيمية يتكلم من منطلق عقيدة أهل السنة .. فيقول رحمه الله:

الوجه الثالث أن قوله إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات عام في جميع المؤمنين فلا يجوز تخصيصها بعلي بل هي متناولة لعلي و غيره و الدليل عليه أن الحسن و الحسين و غيرهما من المؤمنين الذين تعظمهم الشيعة داخلون في الآية فعلم بذلك الإجماع على عدم اختصاصها بعلي

و أما قوله و لم يثبت مثل ذلك لغيره من الصحابة فممنوع كما تقدم فانهم خير القرون فالذين آمنوا و عملوا الصالحات فيهم أفضل منهم في سائر القرون و هم بالنسبة إليهم أكثر منهم في كل قرن بالنسبة إليه

ثم قام إبن تيمية بضحض حجة الرافضي بنفس منقه السقيم ... فيقول رحمه الله:

الرابع أن الله قد اخبر انه سيجعل للذين آمنوا و عملوا الصالحات ودا و هذا وعد منه صادق و معلوم أن الله قد جعل للصحابة مودة في قلب كل مسلم لا سيما الخلفاء رضي الله عنهم لا سيما أبو بكر و عمر فان عامة الصحابة و التابعين كانوا يودونهما و كانوا خير القرون

و لم يكن كذلك علي فان كثيرا من الصحابة و التابعين كانوا يبغضونه و يسبونه و يقاتلونه و أبو بكر و عمر رضي الله عنهما قد ابغضهما و سبهما الرافضة و النصيرية و الغالية و الإسماعيلية لكن معلوم أن الذين احبوا دينك أفضل و أكثر و أن الذين ابغضوهما ابعد عن الإسلام و اقل بخلاف علي فان الذين ابغضوه و قاتلوه هم خير من الذين ابغضوا أبا بكر و عمر بل شيعة عثمان الذين يحبونه و يبغضون عليا وان كانوا مبتدعين ظالمين فشيعة علي الذين يحبونه و يبغضون عثمان انقص منهم علما و دينا و أكثر جهلا و ظلما

فعلم أن المودة التي جعلت للثلاثة أعظم

و إذا قيل علي قد ادعيت فيه الاهية و النبوة

قيل قد كفرته الخوارج كلها و أبغضته المر وانية و هؤلاء خير من الرافضة الذين يسبون أبا بكر و عمر رضي الله عنهما فضلا عن الغالية

فإن قلتم بإخراج أبو بكر وعمر الذان لم يخرج عليهم أحد من سياق

الآية ... للزمكم أن تخرجوا عليا من الآية الذي قاتله وسبه الصحابة_من منطلق مذهبكم_

فكلامه السابق على سبيل المناظرة والمحاججة كما لا يخفى

ومن هنا يتبين زور وبهتان الشبهة

واعلم_رحمك الله_ أن هذه هي أعظم شبهة يمكن أن يأتي بها خصوم ابن تيمية ... ,ما سواها من الشبهات فهي مجرد بتر واضح لكلام ابن تيمية

وإلى اللقاء في الشبهة التالية

فتابعونا ..... ،،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير