تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لم تكن هناك مكائن خياطة قديما كما هو الحال اليوم؛ ولذلك فقد كان البشت يعد كاملا من البداية حتى النهاية يدويا، وتقوم بخياطته أيدي ماهرة، وكما مر فإن البشت يتكون من قطعتين رئيسيتين أفقيتين متصلتان ببعضهما، وما أن يطلب الشخص نوع البشت فإنه يفصل حينذاك على حسب طوله؛ إلا أن التطريز الذي يكون على الجوانب يستغرق فترة غير قصيرة وهو أهم مافي البشت بعد نوعية القماش، ويطلق على هذا النوع من التطريز الزري، وهذا التطريز يوضع على حواف البشت وحول الرقبة ويصل هذا التطريز إلى نصف قامة الرجل وقد يكون هذا التطريز سميكا، وقد يكون رقيقا حسب نوعية البشت ذاته، وحسب رغبة الزبون نفسه.

أما على فتحتي اليدين فإن هناك شريط ذهبي يبدأ من الأكتاف إلى نهاية فتحتي اليدين، كما أن هذا الشريط يمرر على فتحتي اليدين أيضا يطلق عليه "المكسر"، ويضاف إلى هذا كله مايعرف بالعميلة أو " القيطان " وهي خيوط متدلاة من جوانب البشت العليا وبها كرات صغيرة ذهبية أيضا.

أما البلدان التي اشتهرت بصناعة البشوت في الخليج العربي فإن على رأسها منطقة الإحساء في شرق السعودية المعروفة بصناعة النسيج لقرون عديدة، حيث كان البشت الإحسائي غني عن التعريف في الخليج العربي وفي مناطق أخرى، وقد صنع البشت هناك كاملا بكل تفاصيله بدءا بالغزل ثم صناعة القماش ثم التطريز بالزري.

كما عرفت البحرين بهذه الصناعة أيضا حيث كان هناك من يخيطون البشوت على نطاق واسع فيها.

وعرفت الشارقة في الإمارات العربية المتحدة بصناعة النسيج حيث كان هناك مصنعا كاملا لذلك فيها، وقد اشتهر بشت " الشارجة " الشارقة بين البشوت في الخليج العربي، ويقال بأن بعض الحجاج كانوا يسألون عن البشت "الشارجي" حين يحجون.

وعرفت عمان كذلك بهذه الصناعة وكان يعرف في عمان بشت " نزواني " نسبة إلى منطقة نزوى.

أما البشوت الأخرى التي تصنع خارج الخليج فمن أشهرها البشت "النجفي" الذي يلبسه الكثير من الناس لتميزه بخفة القماش ومايزال يحتل هذا القماش مكانة كبيرة عند أبناء الخليج، وقد استورد من النجف الأشرف في العراق ولذلك أطلق عليه اسم النجفي.

خياطة البشت:

يخاط (يطرز) البشت بمادة تسمى الزري، وفي كتابه معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة يقول فالح حنظل بأن زري وكذلك زاري:

خيوط من الحرير الأصفر اللماع، تحلى به الملابس فيقال " ثوب مزرّاي " أي مطرز بالزري، واللفظة من الفارسية (زر) بمعنى الذهب.

وتوجد ثلاث طرق رئيسية لخياطة (تطريز) البشت:

- الزري الذهبي: وهي الخيوط الذهبية التي كانت تجلب من فرنسا، وتجلب أيضا من الهند إلا أن هناك نوع ثالث اليوم وهو الألماني.

- الزري الفضي: وهي الخيوط الفضية التي تجلب أيضا من الخارج وقد تكون تصاميمها تماما مثل الزري الذهبي أو مختلفة حسب الطلب.

- الخياطة بالبريسم: وفي هذه الطريقة لايحتوي البشت على أي نوع من أنواع الزري إذ توضع عليه خيوط البريسم بطرق متعددة وهذه الخيوط هي خيوط حريرية.

وهذه الطرق الرئيسية لاتعني عدم وجود طرق أخرى فمنها مزج الزري الذهبي مع الفضي، أو مزج الزري الذهبي مع البريسم وهكذا.

وهناك عدة مسميات لطرق خياطة البشت (التطريز) يشتهر بها أهل الخليج، وقد جاءت بعض هذه التسميات ببساطة بواسطة عقول الناس والخياطين وتفاعلهم مع البيئة ومن هذه الأسماء مثلا:

- التركيب.

- والمكسر.

- والبروج.

- والهيلة.

- والعميلة "القيطان".

- والبخية.

وهذه المسميات وغيرها مختصة فقط بالتطريز الذي يتم فوق البشت، وإن كان بعض هذه المسميات يجري على بعض التطريزات في بعض الملابس الأخرى.

وكانت خيوط الزري تأتي من فرنسا والهند ولكنها اليوم تأتي من مناطق أخرى ومنها ألمانيا.

ومما تجدر الإشارة إليه هو وجود البشت الجديد الذي يصنع الزري الذي فيه بواسطة الكمبيوتر، والذي يطلق عليه أحيانا بشت الكمبيوتر أو زري الكمبيوتر، حيث يقوم جهاز الكمبيوتر بالخياطة تلقائيا بعد إعطاء الأمر وهذا النوع لايستغرق فترة طويلة بطبيعة الحال، كما أنه تبعا لذلك يباع بأثمان أرخص، وهذا النوع متوفر بشكل كبير إلا أن اليدوي هو الأكثر تقبلا والأكثر رغبة من قبل الناس.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير