تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وبالرغم من أن خيوط الزري هي خيوط مذهبة إلا أن هناك بعض الأنواع الرديئة التي لاتذهّب أصلا وإنما يوضع عليها مادة النحاس باعتبارها صفراء حيث تبدو وكأنها مذهبة، ويطلق أهل الخليج على النوع المذهب بالفعل عبارة " زري أصلي " أما النوع الآخر الردئ فإنهم يطلقون عليه " زري غير أصلي "، فالنوع المذهب بالذهب يبقى لمدة طويلة جدا أما النوع الثاني الذي يوضع عليه مادة النحاس والمعدن فإنه لايبقى إلا لمدة قصيرة ثم يبدأ اللون بالتغير.


طرق الإهتمام بالبشت:

لقد اهتم ابن الخليج بملابسه اهتماما كبيرا سواء كان من حيث الشكل والخياطة أو من حيث النظافة، فمظهره عامة يوحي باهتمامه بملابسه، فقد قام ابن الخليج بتطيبب ملابسه بشكل يومي ولاسيما البشت والكندورة والغترة باعتبار أنها القطع الرئيسية في الملابس.

ولتطييب البشت فإن هناك قطعة مصنوعة من الخشب على شكل هرمي فيها فتحات تسمى المبخرة إذ يوضع البشت عليها ويوضع المبخر الذي يحتوي على العود والبخور في أسفلها حيث يصعد دخانه إلى الأعلى وبذلك يتم تطييب البشت.

والبشت يحتاج إلى اهتمام خاص من أجل الحفاظ عليه خصوصا في الأزمنة السابقة حيث أنه كان رداء كل شخص من الرجال والأولاد، وقد كان البشت غاليا، ولذلك يتم الإحتفاظ به لمدة زمنية طويلة فعلا قد تصل إلى 30 عاما بل أكثر من ذلك.

وطرق العناية بالبشت هي كالتالي:

- عملية الصقل: يتعرض الزري الذي فوق البشت إلى تغير لونه بعد فترة طويلة من الزمان وذلك يحتاج إلى صقل وتسمى عملية الصقل " برداخ " والذي يقوم بهذا الصقل هم أنفسهم الخياطون والمختصون، حيث يدق الزري بطريقة خاصة وينظف ومن ثم يعود لونه من جديد، وقد لايعود كما كان أول مرة ولكنه يبدو براقا.

- إن لطي البشت طريقة خاصة من أجل العناية به حيث لايطوى بأي شكل من الأشكال بل يتم من خلال طريقة طيه الحفاظ عليه وعلى الزري الذي يزينه.

- قد توضع بعض الملابس على الأرض من دون أن تتأثر ولكن البشت قد يتأثر سلبا إذا وضع على الأرض، ولذلك ينصح لابسي البشوت بتعليقه دائما.

- يغسل البشت باليد خصوصا في القديم إذ لم يكن هناك غسالات، ولكن مع وجود الغسالات فإنه يبقى يغسل باليد أو بالبخار لأن الغسالة قد تؤثر عليه وخصوصا على الزري.

- إن للعطور الدهنية والعربية بالخصوص تأثير على البشت ولذلك يفضل عدم وضع هذه العطور عليه ولاسيما على الزري.

- لابد من إبعاده عن الرطوبة والأمطار لكي لا يتعرض الزري الذي عليه إلى التلف وتغير اللون.

- تتم إعادة صبغ البشت كلما صار لونه باهتا، ويصبغ عادة بمواد طبيعية من البيئة كقشور الرمان، وورق الشاي.
طريقة لبس البشت:

إن الطريقة العامة للبس البشت هو وضعه على الأكتاف منسدلا إلى الأرجل، وبذلك فإن البشت يغطي منطقة الظهر والجانبين الأيمن والأيسر، ويتم من الأمام مفتوحا، وفي هذه الحالة فإن الغترة التي يوضع فوقها العقال لابد وأن تكون منسدلة من جميع الجوانب إذ لاتكتمل صورة لبس البشت إلا بهذه الطريقة المعروفة في الخليج.
ولكن هناك طرق أخرى حيث أن البشت أحيانا لايلبس بهذه الطريقة وإنما يكتفي البعض بحمله في اليد اليسرى حيث يضمه إلى بعضه، والبعض الآخر كان يضمه إلى بعضه ويضعه تحت إبطه، ولكن عموم هؤلاء حين يصلون إلى المكان المقصود فإنهم يفتحون البشت ويرتدونه بطريقته العادية، أما أثناء الجلوس فإنه يبقى على الكتف وقد يسقط من على الكتف، وربما يتركه صاحبه دون أن يعيده إلى وضعه الطبيعي إلا أن غالبية الناس لايحب أن يترك البشت هكذا، وإنما يعيده إلى وضعه الطبيعي كلما سقط من على كتفه، أما إذا كان الشخص جالسا بين أصدقائه والمقربين منه فإنه قد لايرتديه.

أما بالنسبة للبدو فإنهم لايتركون البشت في كل الأحوال حتى في سفرهم وحلهم وترحالهم لأنه يمثل أكثر من مجرد بشت يلبس على البدن، وخصوصا المسافر من البدو فإن البشت معينه في كثير من الأمور فإنه يلبسه أثناء مشيه في الصحراء الكبيرة ليقيه حرارة الشمس، وما أن يتوقف للإستراحة فإنه يجعله بساطا ليجلس عليه، أما إذا توقف في الليل ليستريح فإنه يستعمله كغطاء يلتحف به، بل أن بعض البدو جعله خيمته الصغيرة جدا حيث أنه إذا أراد أن يستريح أثناء الطريق نهارا فإنه يثبت عصاه في الأرض ثم يضع البشت عليها على شاكلة خيمة، ويصنع له ظلا ينام ويستريح تحته، أما إذا هبت الرياح فإن البشت هو الحافظ الذي يقي البدوي الأتربة التي تزحف بسبب الرياح - بعد الله -.

الوان البشوت:

لقد عرف البشت والوانه منذ زمن بعيد قبل الإسلام، وكان على رأس الألوان:
- اللون الأسود.
- والأبيض.
- والبني.

وقد كان سائدا في بعض بلدان الخليج ارتداء البشت الأبيض ربما تيمنا بهذا اللون وتفضيلا له على بقية الألوان، ولكن اللون الأسود هو الآخر منتشر بشكل كبير بين الناس سابقا.

وقد عرف العباسيون بعمامتهم وعباءتهم السوداء، ولم يعد هذان اللونان الغالبان بل هناك ألوان أخرى اليوم بسبب آلة النسيج، وبسبب سهولة الحصول على الألوان التي تصبغ بها الأقمشة والتي قد لاتبهت مع مرور الزمن، ومن هذه الألوان الأزرق، والسماوي، والأشقر، والعودي (بني محروق)، والليموني، وألوان أخرى متعددة.

إلا أنه إذا فقد البشت لونه فإنه يعاد صبغه لكي يكون براقا متجددا.

وقد قام أهل الإمارات بصبغ البشوت من مواد نباتية طبيعية مثل الحناء وقشور الرمان وغيرهما، كما يذكر ذلك ناصر حسين العبودي في كتابه الأزياء الشعبية الرجالية في دولة الإمارات وسلطنة عمان.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير