ـ[أبو عبد الله النعيمي]ــــــــ[26 - 12 - 08, 11:43 م]ـ
كلام رائع وبحث جميل عن "البشت" ..
لاحرمنا الله من فوائد إخواننا طلبة العلم ..
وخصوصاً في هذا المنتدى الحبيب إلى قلوبنا ..
ـ[أبي عبدالله الأثري المديني]ــــــــ[29 - 12 - 08, 12:55 م]ـ
شكرا لملاحظة القحطاني، أي أشرف هذا؟؟ لا ادري؟؟؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[13 - 12 - 09, 11:59 م]ـ
الإخوة الأكارم /
جزاكم الله خيرا.
يحتاج الموضوع إلى إكمال .. مع التطرق إلى مايسمى (الفروة) .. لمناسبتها لفصل الشتاء.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[14 - 12 - 09, 09:15 ص]ـ
يتدثر البدو بـ «الفروة» فترات البرد القارس، وهذه العادة كان الأجداد والآباء يتمسكون بها لتقيهم شر الشتاء، ولكن مع ظهور أساليب التدفئة الحديثة وظهور الملابس الحديثة والمتماشية مع الموضة، فإنها تكاد تندثر إلا من قليل من الشباب وكبار السن من الرجال. يرجع فرحان العنزي، أحد كبار السن، تسمية «الفروة» إلى كونها تصنع من صوف الغنم، خاصة صغارها حيث يتم دبغ الجلود التي تتكامل لتصنع «الفروة» التي تخاط على «القباب» وهو القماش الخارج، مبينا أن «الفروة» قديمة جدا حيث لا يستطيع احد الوقوف على نشأتها أو كيفية وصولها إلى الإنسان العربي والبدوي خصوصا، مع أن كثيراً من المقولات ترى أن «الفروة» كانت وليدة حاجة البدوي في الصحراء، فهو يعاني في الصيف والشتاء من برد ليل الصحراء، ولذا عمد إلى الاستفادة من أصواف الأغنام بدلا من حياكتها وهو الأمر الصعب في تلك الفترة، إضافة إلى أن البدو بشكل عام يأنفون من حياكة الملابس والمهن الحرفية الباقية ووجدوا في خياطة الجلود على شكل ملبوس الحل.
وأضاف العنزي: «أن أفضل أنواع الفراء تلك التي تصنع في سورية والعراق لوجود بيوت مختصة في هذا الأمر والجلود والأصواف المستخدمة من أجود الأنواع الطبيعية، كما أن الأقمشة التي تستخدم في كسوة الفروة من أجود الأنواع. وأوضح: أن ذلك مهم عند اقتناء الفروة بحيث أنها إذا لم تكن معدة بشكل جيد تظهر في الفروة رائحة مزعجة لأن صناعتها من الجلود والأصواف، مشيرا إلى أن خبرة الصناعة أمر مهم فخياطتها لها أصولها المختلفة عن خياطة بقية الملابس وبحكم أنها تُلبس وتُلف حول الجسم الذي يأخذ تحولات مختلفة في الجلوس والحركة أثناءه، فلابد أن تكون قادرة على تحمل كل ذلك من دون أن تتمزق.
جيل الشباب الذي عاد إلى لبس هذا النوع من الملابس التقليدية، يرى كما يقول احمد أن الملبوسات الحديثة لا تؤدي الغرض الذي تؤديه «الفروة»، فالسترات (الجاكيت) الطويلة منها والقصيرة تكون مزعجة عند الجلوس، أما «الفروة» فهي مثل «البطانية» يستطيع من يرتديها التغطي بها إضافة إلى أن تصميمها مناسب جدا، كما أن الدفء الصادر عنها لا تجده في غيرها من الملبوسات الشتوية الأخرى. ويكثر لبس «الفروة» في المناطق الشمالية السعودية ثم انتقلت إلى بقية المناطق وكان أهل المناطق الشمالية يلبسون «الفروة» في الصيف أيضا، كون المنطقة التي يقطنونها تتسم بالبرودة. ومن الفراء الموجودة في الأسواق فراء سورية وهي يدوية الصنع تتراوح قيمتها من 120 ريالا للمصنعة لأغراض تجارية، في حين يصل سعر الأصلي منها إلى 500 ريال وأحيانا إلى 1000 ريال، أما النوع الآخر فهو إماراتي الصنع يستخدم الفرو الصناعي وسعره 85 ريالا، لكن الإقبال عليه لا يماثل الصوف الطبيعي. وتضفي «الفروة» اليوم على ليالي السمر في الشتاء انطباعا تقليديا حينما تتضافر مع بيت الشعر والنار الصادرة عن الحطب إضافة إلى الأحاديث التراثية.
ما زالت العديد من المهن التقليدية القديمة، تصارع الحضارة لتجد لها مكاناً في وقتنا الحالي، ومن بين هذه المهن مهنة الفرواتي، وهي مهنة تدخل فيها الخياطة والدباغة من أجل إنتاج ملبوسات من صوف الخراف، تتمتع بقدرة كبيرة على منح الجسم الدفء اللازم في فصل الشتاء.
يقول الفروتي عن كيفية صناعة الفروة أجاب: «في البداية يتم إحضار جلد الخراف من المسالخ أو من الأهالي، وبعد ذلك نقوم بغسلها ورشها بالملح وتترك لمدة زمنية معينة، ومن ثم تغسل مرة ثانية ويتم رشها بمادة "الشبَّة"، التي تعمل على قتل الجلد الحي، ومن ثم يتم تنظيفها بواسطة "مكنات" خاصة من إنتاج يدوي، وبعد ذلك ترسل الجلود إلى الخياطة، من أجل تحويلها لفروات جاهزة للاستعمال».
وعن أنواع الجلود المستخدمة في صناعة "الفروة" ومصادرها، وأجود هذه الأنواع وأغلاها ثمناً قال: «هناك أنواع عديدة من الجلود، منها ما هو محلي، ومنها ما هو مستورد، فهناك الجلد الألماني والجلد العراقي نستخدمها أيضاً في صناعة "الفروة"، والمعيار الذي يحدد جودة الجلد هو طراوة ملمسه ونعومة
مكنات يدوية لتنظيف الجلود
فروه، وهذا يعود لسببين أساسيين الأول هو صغر سن الخروف حيث أن الخروف الصغير يكون جلده طرياً أكثر من الخروف الكبير، أما السبب الثاني فيعود لجودة الدباغة، وكلما كان الجلد مدبوغاً بشكل جيد ويتمتع بملمس طري كان سعره مرتفعاً والعكس صحيح».
والجدير ذكره أن مهنة الفرواتي، كغيرها من المهن التقليدية الأخرى يُخشى عليها من الانقراض، وتنتظر مد يد العون لها من الجهات المختصة، لإنقاذها من حمى التطور السريع الذي أصاب كافة مجالات الحياة، ويسعى لاستبدال كل ما هو قديم بكل ما هو جديد.
¥